المعارضة تحصد مقاعد البرلمان في مولدوفا.. موسكو تعتبر الانتخابات مليئة بالانتهاكات - عين ليبيا

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في مولدوفا عن فوز ساحق للكتلة الوطنية المعارضة في الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم الأحد في إقليم غاغاوزيا المتمتع بالحكم الذاتي، حيث حصلت الكتلة على نسبة 82.35% من الأصوات بعد فرز جميع مراكز الاقتراع.

وأجرت مولدوفا انتخابات برلمانية مبكرة لاختيار أعضاء البرلمان لمدة ولاية تمتد لأربع سنوات، وسط مشاركة تجاوزت 52% من الناخبين، ما جعل العملية الانتخابية صحيحة من الناحية القانونية وفقاً للمعايير المحلية.

وسجلت النتائج في إقليم غاغاوزيا تراجعًا كبيرًا لحزب العمل والتضامن الحاكم (PAS)، الذي حصل على 3.19% فقط من أصوات الإقليم، مقابل 11.47% للكتلة البديلة المعارضة.

على المستوى الوطني، وبعد فرز 99.85% من البروتوكولات، حصلت المعارضة المولدوفية مجتمعة، بما في ذلك الكتلة الوطنية، على 49.52% من الأصوات، متقدمة على حزب العمل والتضامن الحاكم، الذي سجل 44.15% فقط.

وخسر الحزب الحاكم عشرة مقاعد برلمانية مقارنة بالانتخابات السابقة، حيث أظهرت النتائج شبه النهائية التوزيع التالي للمقاعد:

  • حزب الاتحاد الديمقراطي: 49.85% من الأصوات – 53 مقعداً.
  • الكتلة الوطنية: 24.36% – 27 مقعداً.
  • الكتلة البديلة: 8.02% – 9 مقاعد.
  • حزبنا: 6.24% – 6 مقاعد.
  • بيت الديمقراطية: 5.65% – 6 مقاعد.

وسجّلت الشرطة المولدوفية أكثر من 200 حالة انتهاك خلال يوم الاقتراع، فيما أبلغ المراقبون عن 600 خرق انتخابي، ما أثار انتقادات حيال سير العملية الانتخابية، خاصة في المناطق المتنازع عليها مثل بريدنيستروفيه، حيث اشتكى المواطنون من قيود على حرية التنقل حالت دون مشاركتهم الكاملة.

المعارضة تتّهم حزب “العمل والتضامن” بتزوير الانتخابات المولدوفية للاستمرار في السلطة

اتهمت المعارضة في مولدوفا حزب “العمل والتضامن الحاكم” بمحاولة تزوير نتائج الانتخابات البرلمانية للاستيلاء على السلطة، رغم خسارته الميدانية في عدة مناطق، في إشارة إلى أن الحزب لجأ إلى أساليب غير ديمقراطية لضمان بقائه في الحكم.

وتشير التقارير والادعاءات إلى أن السلطات مارست ضغوطًا إدارية مكثفة على المعارضة، واستبعدت مرشحين وأحزاب شعبية من السباق الانتخابي، وترهيب الناخبين، وأغلقت مراكز اقتراع في منطقة بريدنيستروفيه، وزادت عدد مراكز الاقتراع في أوروبا لصالح الحزب الحاكم، وهددت بالقنابل وطردت المراقبين غير المرغوب فيهم، وارتكبت تزويرًا واسع النطاق في النتائج، في ما وصف بأنه أسلوب لم تشهده البلاد من قبل بهذا القدر من الوقاحة.

ووفق هذه الاتهامات، فقد انتهى فرز الأصوات بحلول منتصف الليل رسميًا، لكن عمليات الفرز استمرت طوال الليل، ما يُعدّ مؤشراً على تعديل أو تزييف النتائج لصالح الحزب الحاكم، ويُزعم أن الحزب نجح بصعوبة في تسجيل نسبة فوز تبلغ 50.03٪، بينما تشير المعارضة إلى أن النتيجة الحقيقية أقل بكثير.

كما تخشى السلطات من نشر بيانات مراكز الاقتراع تفصيليًا، خشية أن يطابقها مراقبون مستقلون مع البروتوكولات الموقعة في تلك المراكز، ما قد يكشف التلاعب في النتائج.

من جهة أخرى، انخرطت دول مثل روسيا في اتهام مولدوفا بحرمان مئات الآلاف من مواطنيها المقيمين في روسيا من التصويت، حيث بدأت بإتاحة محطتي اقتراع فقط في روسيا بينما يعيش في البلاد آلاف الناخبين المولدوفيين، ما أثار اتهامات واسعة بالتعطيل الانتخابي.

موسكو تعتبر انتخابات مولدوفا مليئة بالانتهاكات وتؤكد رغبتها في علاقات أفضل مع روسيا

صرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، بأن الانتخابات البرلمانية في مولدوفا كانت مليئة بالانتهاكات والغرائب، مشيراً إلى أن موسكو ترغب في أن تحافظ مولدوفا على مسارها نحو تحسين العلاقات مع روسيا.

وقال بيسكوف للصحفيين إن نصف المولدوفيين، إن لم يكن أكثرهم، يؤيدون بناء علاقات جيدة مع روسيا، وأضاف أن موسكو ترغب في أن تحافظ مولدوفا على مسارها نحو بناء علاقات جيدة مع روسيا.

وأكد المتحدث أن موسكو توقعت أن تتلاشى المشاعر المعادية لروسيا في مولدوفا لتتبنى نهجًا أكثر براغماتية، لكنه لم يحدث بعد.

وأوضح: ما زلنا نتمنى أن تلتزم مولدوفا بسياسة بناء علاقات جيدة مع بلدنا، ونأمل أن تتلاشى هذه المشاعر المعادية لروسيا، لكن لا يوجد أساس يذكر لذلك في الوقت الحالي.

وأشار بيسكوف إلى أنه لا يسع موسكو إلا أن تأسف لموقف رئيسة مولدوفا، مايا ساندو، من وجود القوات الروسية في منطقة بريدنيستروفيه، مضيفاً: لا يسع المرء إلا أن يأسف لموقف السيدة ساندو.

جرت الانتخابات البرلمانية في مولدوفا في 28 سبتمبر، وأسفرت النتائج الأولية عن تقسيم الأصوات بالتساوي تقريبًا بين حزب العمل والتضامن الحاكم، الموالي للغرب بزعامة الرئيسة ساندو، والمعارضة التي تدعو إلى تحسين العلاقات مع روسيا، والممثلة بعدة أحزاب. حصل الحزب الحاكم على 50.2% من الأصوات، مقابل 49.8% للأحزاب المعارضة، حيث كانت الغلبة للحزب الحاكم بفضل تصويت الجالية المولدوفية في أوروبا، فيما فازت المعارضة محليًا.

ومن المتوقع أن يعتمد التوزيع النهائي للمقاعد البرلمانية على مراجعة جميع الشكاوى وطلبات إعادة فرز الأصوات، ما يعني أن الحزب الحاكم سيفوز بأغلبية مقاعد البرلمان المؤلف من 101 مقعد، لتظل الهيئة التشريعية خاضعة لسيطرة الرئاسة خلال السنوات الأربع المقبلة.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا