نار أم رماد ويبقى رماد.. رماداً فقط - عين ليبيا

من إعداد: محمود أبو زنداح

صدرت أحكام بالإعدام والسجن المؤبد في الدولة العربية الكبرى شعبياً وذات الثقل الثقافي، هذا الثقل الذي لم يكف عّن التحرك رغم القبضة الحديدة من قبل الحاكم بالحديد والنار.

سخرت الأحكام حتى وصلت إلى إصدار احكام بالإعدام بجملة ولا يمكن لأي قاض أن يصدر حكماً بالإعدام جماعياً، إلا في هذه الدولة التي تنتمي إلى العالم العربي المتفاخر بالقمع والتخلف، رغم الغلاء المعيشي وزيادة فاتورة الكهرباء والدواء وضعف الأجور مما ينبئ بكارثة أو إنفجار، تكبح السلطة ذلك بالقمع وتضبط الأسعار بشكل دقيق جداً فليس هناك من مهرب لدفع الضرائب.

رغم هذا الكم الهائل من تتبع حركات الشعب البسيطة بفعل اكتمال أركان الدولة وثبات مكوناتها لأجل إعلاء عصا الحاكم ودفع الشباب الى الارتماء في حضن الدولة التي يردد عشاقها بان الفعل هو الصحيح ولا يوجد غيره إلا الفوضى وتمزيق للوطن.

رغم السجن وأحكام الإعدام والموت في السجون بسبب التعذيب إلا أنها دولة تحافظ على كيانها في مقابل شعب لا يسكت ولن يسكت يتحرك هنا وهناك ويكتب على الجدران وفِي الشوارع، والمقبوض عليه لا ينتظر عفو الحاكم الذي حكم عليهم بالإعدام مسبقاً .

هذا انعكس وارتبط بدولة العربية الأخرى، أراد الجنرال العسكري أن يتسلق كرسي السلطة في دولة غير مهيأة بعد للتفرد بشارع الواحد، فكانت البلاد أقوى عنفواناً من شعبها المرتمي سريعاً تحت أحكام البدلة ذات الحكم السلطوي لا من أجل الحماية والدفاع عن الوطن كما هو معروف عنها.

فلا سبيل أمام البدلة الا الدخول الى المدن هدماً ودماراً حتى نصل ببلاد كلها مدمر ويكون الحاكم قد وصل إلى رأس الحكم لدولة منهارة .
هذا المشروع سهل تحقيقه بدون مقاومة داخلية او خارجية بل هناك تيار كبير يستغل ارهاب شرذمة بسيطة من الزمرة الحاكمة في إطفاء الشرعية الكبرى لدمار والقتل والسجن بدون محاكمة، وعدم التحقيق في كثير من القضايا في التفجيرات التي حصلت لدى هذا الطرف او ذاك وتحت سلطته وفِي حالة من الاستقرار النسبي الكبير، يُتهم كل طرف للآخر بالتفجير.

والغريب ان طرفي الصراع والقتل لايوجد لهم مظاهرات مناهضة او تحرك يغدق حركة الزهو الذي يعيش المتحكم في المشهد ،فكل مدينة يدخلها السلاح والآلة الحربية القاتلة تجد بيان التهليل والتأييد ويختفي مشهد الاعتراض ويبدأ مسلسل الاخفاء والخطف والتعذيب وبدون محاكمات !!!

يأتي الطرف الاخر بعد فترة ويدخل محرراً لهذه البلد او تلك فيخرج تأييد اخر ويبدأ المسلسل من القبض..الخ

إلى متى يبقى المواطن هو مجرد دجاجة معدة للذبح ولايشارك في تحقيق مصير بلد وكيفية شكل الحكم، لماذا يبقى مجرد رماد يقرر عنه ويستغل فقط.

بالتعويل على تفاهم بين المجلس لن يحصل، فأقصى حوار فيما بينهم هو اختيار المناصب السيادة؛ ومنهم الرئيس يكون من اختيارهم لا من اختيار الشعب.

لايوجد إهانة اكثر من الاهانات التي يتعرض لها الشعب الذي لم يعترض يوماً على ساسته وأصبح ينتعش على الرماد.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا