نحو يقظة ليبية بناءة - عين ليبيا

من إعداد: إبراهيم بن نجي

كم هو خبيث ذلك الذي يسترزق من محن الاخرين، وكم هم مغفلون هؤلاء اللذين ينتظرون من الغير أن يمنحهم السلام ويقيم لهم دولتهم التي يأملون.

يقولون “إذا اردت ان تميع قضية فشكل لها لجنة”، وفي السياسة الدولية؛ إذا اردت ان تطيل ازمة بلد فلترتب لها مؤتمرات دولية تحضرها قوى دولية متصارعة، كل منها يريد ان يصفي حساباته مع غرمائه في هذا العالم ويعوض ما أخذ منه من نفوذ في هذا البلد المسكين.

مؤتمر بعد مؤتمر، ومحادثات بعد اخرى، والازمة الليبية تزداد سعيرا ودمارا في كل مرة، وليس هناك أحد خير من الاخر، فبعد روما وباريس يجيئ دور برلين، وغسان سلامة يتلاعب بالنخب الليبية، ويجرها كما يريد شرقا وغربا، ليقال ان “البعثة الاممية” تشتغل و”يحللوا في قروشهم”، وما هي الا بعثة كالبعثات الاممية في اليمن وسوريا لم ينجزوا شيئا إلا كونهم شاهد زور على تدمير بلداننا وتفريق امتنا، ومحاولة جرها الى مزيد من الضعف والتبعية كما يريد الغرب بالتأكيد.

ألا يكفي المتصارعون المتقاتلون في ليبيا ما جروا أنفسهم وشعبهم إليه من محن، وضعف، وإهانة، وربط مصير الوطن بأطماع وأراء وإرادات الغير، وفرضها على الليبيين ببنادق اخوتهم في الدين والوطن؟.

أليس لكم درة من عقل وانتماء لهذا البلد؟.

ليس الانتماء للدين و الوطن في رفع السلاح ومقاتلة الأخوة، وتدمير البنية التحتية، وصرف مدخرات الشعب الليبي في شراء السلاح، وجلب المرتزقة، والجري وراء رضى الغرب والشرق، فهناك شيء اسمه التضحية بزينة الدنيا وزخرفها ومناصبها في سبيل إنقاذ أمة كاملة من براثن الغرب وما يخططون له من تمزيق كيانها وإضعاف بنيانها وسلب أموالها، استعداداً لما بعدها من إعادة للاحتلال وفرض التبعية المذلة من جديد.

قالها الحسين عليه السلام في كربلاء بين الصفوف من غير خوف ولا ذلة “إذا ما قاتلتمونا فسنصبح أمتين”، او كما قال رضي الله عنه، فاقتتال المسلمين السنة مع بعضهم، وإخراج البعض للبعض من الاسلام بتفسيرات واهية “وحسب الهوى” لأحاديث شريفة لهو الشر بعينه ونذير بمزيد من الفرقة وفتنة اكبر من الفتنة الكبرى واشد ضراوة وضرر على المسلمين، ولو تأملوا في انفسهم وتاريخهم لوجدوا ما جاء في تلك الاحاديث قد انطبق وينطبق عليم، ولكن الكل ينسى ما فعل، ويبحث عن زلات الناس وينسى بوائقه.

من أجل ذلك ننادي وينادي الكثير من ابناء ليبيا اليوم الى وقف هذا الجنون، والحقد الاعمى والذي لا يولد إلا مزيد من الاحقاد والدمار وشماتة الغرب والشرق على حد سواء.

إن مطلب اغلب الليبيين اليوم في الشرق والغرب هو ما يرضي الله و هو الوقف الفوري للاقتتال، والرجوع للمواثيق المكتوبة، والتعهدات الموقعة، وتنازل كل الاطراف للوطن، فأكثر الاطراف تنازلا لهو بالتأكيد عند الله والناس لأكثرهم شرفا وانقاهم معدنا واهلا للعطاء والكرم من الله الى يوم القيامة.

كفو عن طلب العزة والشرعية من الغرب والجري وراء رضاه، وأنقذا وطنكم قبل ان يتهاوى وتتركون ابناؤكم واحفادكم يتناقلون صراعاتكم وما نتج عنها ويقولون “هذا الذي جده تكبر على الليبيين الاخرين وكان مطيعا خافض الجناح للغير وجر الوطن الى الدمار والعار”.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا