نصوم الشهر الفضيل بأذن الله، رغم إستغلال التجار وانقسام المتواجدين في مفاصل الدولة - عين ليبيا

من إعداد: حسين بن مادي

يحل شهر رمضان هذا العام والأزمات التي تعيشها الأسر الليبية تفاقمت أكثر، وخاصة الأسر النازحة من مدنهم وخاصة أهل تاورغاء المقيميين بالمخيمات منذ أربعة اشهر.
وجرت العادة أن تقوم الأسرة قبل حلول شهر رمضان بالتبضع استعدادا لهذا الشهر، من مواد غذائية وغيرها، خشية ارتفاع أسعار المواد الغذائية خلال الشهر الفضيل. لكن ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ أجبر الكثير من الأسر على تغيير عاداتها، بقيامها بتجهيز بعض المستلزمات الاسرية تصنع بداخل بيوتهم من تجهيز بعض الأكلات التى تحتاجها الاسر مثل البسيسة والزميطة والروينة وبعض الحلويات الأخرى والاكتفاء بالحد الأدنى من مستلزمات الاخري .
 يعود شهر رمضان المبارك كل عام بروحانيته الذي يترقبه فيه جميع الليبيين شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، وهم على دراية بما ينتظرهم من ارتفاعٍ في الأسعار وضائقةٍ ماديةٍ من شح السيولة بالمصارف، وكأنهم غير مكتفين بما يحملونه طوال أشهر السنة ولتأمين قوت يومهم من جهة أخرى.
 يقوم الكثير من الناس بتحضير مونة هذا الشهر الفضيل قبل مدة من الزمن من خلال تخصيص ميزانية كافية لإشباع العائلة رغماً عن طمع التجار، فيما يتابع اَخرون عناءهم بالإكتفاء بما يستطيعون توفيره من مواد غذائية بسيطة، وذلك عدا عمّن لا يجد ما يقتات به بعد صيام يوم طويل وشاق.
وعلى سبيل المثال، أدت الحرب والحصار على بعض المدن الليبية إلى شحة المعروض من المواد الغذائية، وارتفاع هائل في أسعارها، حيث بات بعض من الاسر يعتمدون في معيشتهم على المعونات المقدمة من اهل الخير في ظل نزوح مئات الاسر من بيوتهم بسبب الحرب.
وتضطر العديد من الأسر بسبب ارتفاع الأسعار والأوضاع المعيشية الصعبة إلى تقليص نفقاتها خلال هذا الشهر، والاقتصار على الحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
شهدت الأسواق الليبية وخاصة بمدينة طرابلس وضواحيها خلال هذه الايام مع قرب شهر الفضيل من عام 2017 وعام 2018م ارتفاعًا غير مسبوق في الأسعار بعد التصاعد الكبير الذي شهدته أسعار العملات خاصة الدولار وشح السيولة من المصارف .

ولا تشير التوقعات بالأسواق لانخفاض الأسعار ونحن على مشارف شهر رمضان الكريم، بل يتوقع أن الفترات المقبلة سوف تشهد زيادة كبيرة في أسعار العملات مع عدم عرض البنوك الليبية للدولار، فقد يشهد الدولار ارتفاعًا يصل إلى الى اكثر ما وصل اليه بهذه الايام وذلك للعديد من الأسباب ومنها زيادة العرض والطلب في شهر رمضان على الدولار وقلة المعروض سوف تجعل سعره في تصاعد مستمر، وزيادة قوة الاستيراد الفترات المقبلة نتيجة عدم وجود صناعات محلية ليبية .
والتقارير الصادرة عن الغرف التجارية تؤكد أن هناك ارتفاعًا في أسعار العديد من السلع الغذائية وتشمل الفواكه والدواجن واللحوم والبيض والدقيق.
جولة مساء امس بسوق الحي الاسلامي بطرابلس
الخضراوات في ارتفاع مستمر
ما زال مسلسل ارتفاع أسعار الخضراوات مستمرًا، ويؤكد تجار الخضراوات أن أسعار الخضار تشهد زيادة تقدر بحوالى 70% مثل البندجال والكوسا وفلفل الحلو او الرومي والخص والطماطم مع انخفاض كبير لخضروات الاخري مثل البطاطس والبصل الاخضر حيث طرح كميات كبيرة من هذه السلعة وخاصة مساء امس عند زيارتي بسوق حي الاسلامي و الطماطم التي وصل سعرها 2جنيهات ، ويؤكد تجار الخضراوات أن الأسعار دائمًا ترتفع قبيل شهر رمضان بحوالى أسبوع ثم تعود للانخفاض ثم يزيد سعرها قبل العيد، والسبب يرجع إلى الإقبال المتزايد على الشراء والتخزين لموسم رمضان والعيد خوفًا من زيادة الأسعار ويرى أن سبب ارتفاع أسعار الخضراوات يرجع إلى ارتفاع الأسمدة الزراعية وتحكم التجار الكبار فى السوق. اما ما يخص الفواكه بصفة عامة نجد ان التفاح والخوخ وأنجاس المستورد تترواح الاسعار من 7 دينار الى 10 دينارا للكيلو الواحد والموز انخفض انخفاض طفيف وصل سعره الى 5دينارا.

أسعار لحوم البيضاء والحمراء نار

وعند جولتنا مساء امس بسوق الحي الاسلامي بقسم اللحوم الحمراء والبيضاء وصل كيلو الدواجن المستوردة من البرازيل ومن تركيا يصل سعره بعد إضافة الرسوم الاضافية ونسبتها 30% التى قررها التجار لبيع بالبطاقة المصرفية الى 20 دينار والدفع نقدا وصل سعر الكيلو الواحد الى 15 جنيهًا وبينما يبرر هذا الارتفاع بأنه يأتي استجابة لقوى الطلب في السوق، يتهمهم التجار بالممارسة الاحتكارية ويحذرون من قفزات قادمة في أسعار الدواجن، خاصة مع اقتراب شهر رمضان مع ارتفاع كبير بطبق البيض وصل الي 12 دينارا للطبق الواحد مع ارتفاع بأسعار الاجبان والحليب ومشتقاته والعصائر المحلية والمستوردة .

مع ارتفاع أسعار اللحوم الوطنية مع قرب شهر رمضان بنسبة تصل إلى 40% في الكيلو عن الأسعار الموجودة حاليًا في الأسواق، وأرجع السبب للتجار الذين يخزنون اللحوم في الوقت الحالي وطرحها بأسعار مرتفعة خلال شهر رمضان لتحقيق مكاسب مرتفعة نظرًا للإقبال الشديد على شراء اللحوم في رمضان حيث وصل سعر لحم الخروف الوطني الى 40 جنيه للكيلو الواحد والعجل والقعود وصل سعر الكيلو الهبرة الى 45 دينار وبالعظام ما بين 35 الى 40 دينار للكيلو الواحد والخروف المستورد الاسباني وصل الى 40 دينار مع نقص المعروض من الثروة الحيوانية وضعف الإنتاج المحلي والاعتماد على الاستيراد وطمع التجار واستغلالهم هذه الفرصة من أهم عوامل زيادة الأسعار .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا