نعيب سلامة والعيب فينا - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

يحكى أن سبعة من الأشقاء ورثوا مبلغ من المال ،وفكروا في مشروع لاستثمار هذا المبلغ وتوصلوا أخيرا الى شراء سيارة أجرة “بيجو” 7 راكب وتشغيلها ولكن المشكلة لا أحد منهم يجيد أو يعرف قيادة السيارة، فقرروا تسليمها لسائق ولكنهم قالوا لا ثقة لنا في السائق وهو يعمل على السيارة وحده ولابد لأحدنا أن يرافقه ويراقبه، كل منهم قال أنا من سيرافق السائق، ونظرا لعدم ثقة الأشقاء السبعة فى بعضهم البعض، قرروا سبعتهم بأن يرافقوا السائق جميعهم، وبدأ السائق يتجول بهم من الصباح حتى المساء ولم يركب معهم أى زبون، فقالوا السبعة أشقاء الذين يجلسون على كل مقاعد السيارة أن العيب في السائق ولابد من تغييره”.

نعم هذا ما يحدث في ليبيا وهذا ما يحدث للسائق “غسان سلامة” حيث يطالب بعض الأشقاء بإقالته وتغييره ،ماذا فعل الرجل لكى تشن عليه هذه الحملة الشرسة هذه الأيام؟

انطلقت الحملة في أعقاب تصريحات “غسان سلامة” في إحاطته أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي حيث قال:

“إن الوضع في الجنوب الليبي لايزال متدهورا ومثير للقلق واصفا المنطقة بخاصرة ليبيا الضعيفة”.

أنصار الجيش الليبي ومؤيدو عملية “تطهير الجنوب” التي أعلنت عنها القيادة العامة تصريحات سلامة بخصوص الجنوب تجاهلا لدور الجيش في مكافحة الإرهاب وما حققه في هذا الاتجاه.

وقبل أن نستعرض ما قيل في حق “غسان سلامة” ننقل لكم ما يفسر كلام المبعوث الأممي عن الوضع في الجنوب، فقد قال الفريق “علي سليمان محمد كنة” أحد القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية أن “هناك تحديات تواجه الجنوب قبل الحدود وأهمها الاختلاف السياسي بين الشرق الليبي والغرب ونقل صراعاتهما الى الجنوب ،فالصراعات العسكرية والسياسية أثرت على الجنوب الذى أصبح تائها فالمؤسسة العسكرية ممزقة في الجنوب أذ يتبع جزء منها الشرق والأخر الغرب ،كما أصبحت الأجهزة الأمنية منقسمة ، والصراعات العسكرية والسياسية مزقت النسيج الاجتماعي في الجنوب وأصبح فريسة الإهمال دون إمكانات أو دعم مادى أو عسكري مما جعل “فزان” مسرحا لكل القوى العسكرية وكل من يملك أجندة سياسية مما جعل الحدود مستباحة في الجنوب “.

العميد “أحمد المسماري” المتحدث باسم القيادة العامة للجيش قال: “أن القيادة العامة تعتبر مبعوث الأمم المتحدة خصما يساهم في الأزمة العنيفة التي تشهدها ليبيا وأن سلامة نحول الى معارض معتبرا أن أنتشار قوات الجيش فى مدينة سبها الجنوبية سيعزز الأمن للسكان وحقول النفط”.

كذلك لا ننسى تصريحات ما يسمى بكتلة برقة أو كتلة السيادة الوطنية بمجلس النواب التي طالبت بتغيير المبعوث الأممي، ونظرا لشراسة الحملة أضطر المبعوث الأممي الى الرد والتوضيح حيث قال: “أن مكافحة الإرهاب وحماية المدنيين أمر شرعي وخط أحمر لافتا الى أن تصريحاته بالخصوص أعطيت الكثير من التفسيرات الخاطئة وأن هناك أمرين لا تهاون منهما في موقف البعثة الثابت، الأول هو محاربة الإرهاب في ليبيا وهو أمر ضروري وشرعي والبعثة تؤيده دون أي تحفظ والثاني هو حماية المدنيين وفى حالات حدوث أي اقتتال”.

نتساءل هل حقا أن ما صرح به المبعوث الأممي بخصوص الجنوب هو السبب في انطلاق تلك الحملة الشرسة التي وصلت الى المطالبة بتغييره وعدم التعامل معه؟

أعتقد أن تخوف بعض أطراف الأزمة الليبية مما وراء الملتقى الوطني ومخرجاته المرتقبة وضبابية الرؤية لمستقبلهم في المشهد السياسي الليبي قد يكون لها دور كبير في اشتداد الحملة على المبعوث الأممي، فقد شدد غسان سلامة في أحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن على أن ” الملتقى الوطني الليبي لابد أن ينعقد في ظروف ملائمة مع الأشخاص المناسبين وأن ينجح في التوصل إلى نتائج تقبل بها الغالبية الساحقة، وعندما يتم الاتفاق على المكونات الأساسية للتوصل الى أجماع جديد على أجندة وطنية لإعادة بناء دولة مدنية ليبية قادرة وموحدة من قبل اللاعبين الرئيسيين سنكون مستعدين لتحديد تاريخ ومكان عقد المؤتمر، وأضاف: أنا مستعجل على الانتخابات الليبية النيابية والرئاسية أكثر من الليبيين أنفسهم، ليس هناك من تأجيل نحن لم نحدد تواريخ محددة ،مشيرا الى أنه بوسع الملتقى الوطني الجامع تزمين الانتخابات”.

والله أعلم… وللحديث بقية



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا