نواف سلام: لا تراجع عن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية - عين ليبيا

تصاعدت حدة التصريحات الرسمية في لبنان حول ملف سلاح “حزب الله”، مع تباين في المواقف بين من يرى في رفض الحزب تسليم سلاحه “انتحاراً”، ومن يحذر من محاولات إسرائيلية لتحويل النزاع إلى صراع لبناني داخلي.

وقال وزير العدل اللبناني، عادل نصار، في منشور عبر منصة “إكس”: “إذا اختار حزب الله الانتحار برفض تسليم سلاحه، فلن يُسمح له بأن يجرّ لبنان والشعب اللبناني معه”، في إشارة إلى ما يعتبره تمسك الحزب بسلاحه على حساب السيادة الوطنية.

من جهته، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن قرار حصر السلاح بيد الدولة “لا رجوع عنه”، مضيفاً: “يجب فرض سيطرتنا على كامل أراضينا بقواتنا الذاتية حصراً”.

في المقابل، رد النائب عن كتلة “الوفاء للمقاومة”، علي فياض، معبراً عن قلقه من التصريحات المتصاعدة، محذراً من محاولات “العدو وحلفائه” دفع لبنان إلى صراع داخلي.

وقال فياض: “الهدف من هذه الضغوط هو دفع السلطة اللبنانية والرأي العام وقيادة المقاومة إلى الرضوخ للشروط الإسرائيلية”، مضيفاً أن “أخطر السيناريوهات التي يسعى إليها العدو هي تحويل القضية من نزاع لبناني–إسرائيلي إلى نزاع لبناني–لبناني”.

وشدد على أهمية توحيد الموقف اللبناني في هذه المرحلة الحرجة، وقال: “كلما كان الموقف اللبناني موحداً أو منسقاً، كنا أقدر على مواجهة التهديدات وتحصين الداخل”.

كما كشف أن الجانب اللبناني أبلغ الوسيط الأميركي موقفه الرافض لأي مسار تفاوضي قبل التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.

في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت.. الرئيس اللبناني يتعهد بكشف الحقيقة ومحاسبة جميع المتورطين

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، التزام الدولة اللبنانية بكشف الحقيقة كاملة في قضية انفجار مرفأ بيروت، مشددًا على أن “العدالة لا تعرف الاستثناءات، وأن القانون يطال الجميع دون تمييز مهما علت المناصب”.

وفي بيان صادر بالمناسبة، وصف عون الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020 بأنه “جريمة كبرى هزّت ضمير الأمة والعالم”، مستذكرًا أكثر من 200 قتيل وآلاف الجرحى، إلى جانب الدمار الواسع الذي لحق بالعاصمة اللبنانية.

وأضاف: “نقف اليوم أمام أرواح الشهداء وعائلاتهم وكل اللبنانيين، لنؤكد أن العدالة لن تموت، وأن المحاسبة حتمية”، مشيرًا إلى أن محاسبة المسؤولين عن الفاجعة كانت من أولوياته منذ توليه المسؤولية، وأن الدولة تعمل بكل الوسائل لاستكمال التحقيقات بشفافية.

وأوضح عون أن الدولة “ستواصل الضغط على الجهات المختصة لمساءلة كل المتورطين، أيًا كانت مواقعهم أو انتماءاتهم”، موجّهًا رسالة إلى أهالي الضحايا قال فيها: “دماء أحبائكم لن تذهب سدى، وآلامكم لن تبقى بلا جواب. هذا وعد قطعته أمام الله والوطن”.

واختتم الرئيس اللبناني بيانه بالإشادة بروح التضامن الشعبي عقب الكارثة، معتبرًا أن هذه الروح “هي التي ستمهد الطريق لتحقيق العدالة وبناء وطن قائم على الشفافية والمساءلة”.

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: انفجار مرفأ بيروت جرح وطني مفتوح والعدالة ضرورة وطنية جامعة

أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، أن هذا الانفجار لم يصب فقط أهالي الشهداء والضحايا، بل أصاب لبنان في قلبه وضميره، مشيراً إلى أن الرابع من آب لم يكن مجرد كارثة إنسانية، بل لحظة صادمة انكسرت فيها الثقة بين المواطن والدولة، وانكشفت خلالها ثغرات عميقة في الواقع اللبناني ومسألة المحاسبة.

وقال سلام خلال جلسة حوارية خاصة لمناقشة تداعيات الانفجار: “معرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين ليست مطلباً خاصاً، بل قضية وطنية جامعة”، مضيفاً أن “لا يمكن إحياء ذكرى الرابع من آب من دون استذكار كل اسم من أسماء الشهداء والضحايا، فكل واحد منهم كان حياة كاملة، فرداً وعائلة وحلماً ومستقبلاً”.

وأشار إلى أن جرح الضحايا ما زال مفتوحاً لأن العدالة لم تتحقق بعد، وأن المحاسبة تأخرت، رغم أن بيروت التي استهدفت في ثوانٍ في قلبها وأبنائها ما زالت تلملم شظاياها، لكنها بقيت عصية على الانكسار.

وأوضح رئيس الحكومة أن “في مقابل مأساة الرابع من آب، هناك وجه آخر لا يقل عمقاً، وهو الخامس من آب، الذي يمثل إرادة الحياة والتضامن الوطني من خلال اندفاع الشباب والشابات بدون دعوة أو مقابل، لرفع الركام ومداواة الجراح واسترداد نبض المدينة”، مشيراً إلى أن هذا الجيل الذي لم يكن في موقع المسؤولية آنذاك هو اليوم في طليعة من يطالب بالعدالة.

وأكد سلام أن العدالة في قضية الرابع من آب ليست مسألة خاصة أو قضائية فقط، بل هي في جوهرها سؤال حول طبيعة البلد الذي يريد اللبنانيون العيش فيه، مشدداً على أن “من دون عدالة لا معنى للمواطنة ولا جدوى من الدولة”.

وأشار إلى أن ثقافة الإفلات من العقاب التي ترسخت لعقود هي السبب في استمرار الفساد والانهيارات المتكررة، وكذلك غياب الأجوبة عن الجرائم السياسية.

وشدد رئيس الوزراء على أن مواجهة هذه الثقافة تتطلب التزاماً تأسيسياً لأنها نقطة البداية لأي إصلاح حقيقي وبناء سليم لمؤسسات الدولة، مؤكداً أن “لا سيادة بلا محاسبة، لا إصلاح بلا محاسبة، لا دولة قانون بلا محاسبة”.

وأضاف أن دولة القانون لا تُبنى بالشعارات بل باحترام القضاء وضمان استقلاليته، مؤكداً أن “المحاكمة العادلة ليست منّة من أحد، بل واجب على الدولة وحق للضحايا والمتهمين وضمانة للعدالة نفسها”.

في هذا السياق، أعلن سلام التزامه الشخصي والحكومي بالدفع نحو إقرار قانون استقلالية القضاء العدلي، باعتباره مدخلاً أساسياً لإنهاء التدخلات في القضاء وزمن الإفلات من العقاب، والانتقال إلى دولة يحكمها القانون وحده.

وشدد على التزام الحكومة الواضح ببناء دولة قوية وعادلة وسيدة وحرة ومستقلة، وقال: “دولة لن توفر الجهد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل شبر من أراضينا، وبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. دولة يكون قرار الحرب والسلم في يدها وحدها.”

وأكد أن دولة الحق والقانون لا يمكن أن تقوم من دون إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة.

وخاطب اللبنانيين قائلاً: “أعلم أن الكثير منكم يشعر بأن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة، لكن أقول بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة، ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة كل الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، أياً كانوا، أمام القضاء.”

وختم رئيس الوزراء بالقول: “لبنان، رغم كل الصعاب، قادر على النهوض بعزيمة شبابه وشاباته، وأن العدالة، وإن تأخرت، لا بد أن تتحقق”، داعياً إلى أن يكون الرابع من آب خاتمة لزمن الإفلات من العقاب وبداية لزمن دولة الحق والقانون والعدالة.

السفارة الأمريكية في لبنان تؤكد دعمها للشعب اللبناني وتطالب بالعدالة في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت

أكدت السفارة الأمريكية في لبنان، في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، تضامنها الكامل مع الشعب اللبناني ومطالبته المستمرة بالعدالة والمساءلة، مشددة على ضرورة تحقيق الإنصاف لضحايا الانفجار بعيدًا عن أي حصانة للنخب.

وقالت السفارة في بيان رسمي: “نستذكر اليوم الأرواح التي فُقدت في الانفجار المأساوي، الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص وشرّد آلافًا من المدنيين، نقف إلى جانب اللبنانيين في مطالبتهم بنظام قضائي مستقل ونزيه يُنصف الضحايا ويُحقق العدالة”.

وأضاف البيان أن لبنان يستحق نظامًا قضائيًا لا يحمي أصحاب النفوذ، بل يخدم مصلحة المواطنين ويضمن محاسبة المسؤولين.

وختمت السفارة بالتأكيد على “التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم لبنان سياديًا ومستقرًا ومزدهرًا، كدولة يحدد مصيرها شعبها وحده دون تدخلات خارجية”.

هذا ووقع انفجار مرفأ بيروت في العنبر رقم 12 يوم 4 أغسطس 2020، وخلّف سحابة دخان هائلة وموجة صادمة هزّت العاصمة، وأسفر عن مقتل 218 شخصًا وإصابة نحو 6500 آخرين، إلى جانب أضرار مادية جسيمة لا تزال آثارها ماثلة حتى اليوم.

“حزب الله” يرد على مطالب تسليم السلاح: المقاومة خيارنا الوحيد لحماية لبنان

نشر “حزب الله” اللبناني، اليوم الأحد، مقطع فيديو جديداً ردّ فيه على الدعوات المطالبة بتسليم سلاحه، مؤكداً تمسكه بخيار المقاومة كضرورة لحماية السيادة الوطنية.

وجاء في الفيديو: “يطالبوننا بتسليم السلاح، وقرارنا واضح وخطابنا واضح، تحرير لبنان وحماية سيادته، وإيقاف كل أشكال العدوان الإسرائيلي، واستثمار قوة المقاومة وسلاحها ضمن استراتيجية دفاعية”.

وأكد “حزب الله” أن “لبنان لا يمكن أن يبقى بلا مواجهة للعدو”، مشدداً على أن “المقاومة هي الخيار الوحيد”.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا