نيويورك تايمز: تعرف لماذا لا يمكن تصنيف «الإخوان» كمنظمة إرهابية - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن “مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية قدموا اعتراضات على رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن جماعة الإخوان المسلمين لا تفي بالتعريف القانوني للجماعة الإرهابية، مشيرين إلى أن تصنيفها قد يكون له عواقب غير مقصودة في الدول الحليفة، حيث تتعامل الجماعة مع الأحزاب السياسية البارزة.

وشرح المراسل الصحفي الأمريكي السابق للصحيفة في العاصمة القاهرة “ديفيد دي كيركباتريك” في تقرير له، الأسباب التي تجعل من الصعوبة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين في مصر كجماعة “إرهابية”، مؤكداً أن على الرئيس دونالد ترامب أن يقدم أدلة كافية موثقة على أن هذه الجماعة تشكل خطراً على الولايات المتحدة قبل اتخاذ مثل هذا القرار.

وأشار التقرير المنشور في “نيويورك تايمز” إلى أن جماعة الإخوان المسلمين شجبت على نحو متكرر الإرهاب والعنف، كما طرح سبعة أسئلة عن تاريخ الجماعة وعلاقتها بالمنظمات التي تصنفها الولايات المتحدة منظمات إرهابية.

وأوضح التقرير أن الجماعة فازت بأغلبية ساحقة في أول انتخابات برلمانية حرّة في مصر عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك سنة 2011، كما فاز القيادي البارز في الجماعة محمد مرسي، بأول انتخابات رئاسية حرّة في مصر، في المقابل، عمد الجيش المصري إلى حل البرلمان سنة 2012 وتنحية الرئيس مرسي سنة 2013.

وبحسب التقرير فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحلفاءه الذين وصفهم بـ”المستبدين” في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يعتبرون الدعاة الرئيسين لتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية على المستوى الدولي، نظرا لخوفهم من وصول أحزاب الإخوان المسلمين إلى السلطة عن طريق الانتخابات.

ويرى الكاتب أن السيسي وحلفاءه في المنطقة، السعودية والإمارات، هم الذين يدفعون بقوة لوضع الإخوان على لائحة الإرهاب، لأنهم يخشون من أن تصل أحزاب تابعة للجماعة إلى السلطة من خلال الانتخابات، فقد اتخذت الحكومات الثلاث إجراءات صارمة ضد الإسلاميين وضغطوا على حلفائهم من أجل تنفيذ إجراءات مماثلة.

وأضاف يقول:

“تجادل هذه الحكومات بأن الأيديولوجيا الإسلامية للإخوان المسلمين تجعلها تمثل تهديدا لفكرة الدولة القومية، وهو ما يجعل منها تهديدا لاستقرار المنطقة، كما تجادل بأن جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة يمثلان جزءا أساسيا من الحركة ذاتها، لأنهما يسعيان لإقامة مجتمعات ترتكز على الشريعة الإسلامية”.

وفيما يتعلق برغبة إدارة ترامب وضع الجماعة على لائحة الإرهاب قال التقرير إن “إدارة ترامب نظرت في مسألة تصنيف الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية خلال الأسابيع الأولى من توليها مهامها سنة 2017، لكنها تخلت عن هذه الفكرة”.

وأرجع التقرير أسباب هذه الرغبة إلى الاجتماع الذي عُقِد في البيت الأبيض منذ ثلاثة أسابيع، حثّ عبد الفتاح السيسي الرئيس ترامب على تصنيف الإخوان جماعةً إرهابية، فقابله نظيره الأميركي بالموافقة نظرًا لأن طلبه بدا له منطقيًا.

كما أشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا ونتيجة لضغوط حلفائها في دول الخليج العربي، عملت على تصنيف الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية لينتهي بها المطاف باتخاذ قرار يقضي بأن هذه الجماعة لا تتوافر على المؤهلات التي تجعلها كذلك.

وشدّد التقرير على أن إدارة ترامب لا تستطيع وضع الإخوان على لائحة الإرهاب، إذ يجب عليها أولا أن تبين أن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بنشاط إرهابي يهدد الولايات المتحدة أو مصالحها، بناء على أدلة مكتوبة من وكالات مكافحة الإرهاب.

وتابع كيركباتريك في تقريره يقول:

“عقب ذلك يتعين على وزير الخارجية الأميركي أن يتشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة الأميركي قبل تقديم هذه التسمية، وسيكون أمام الكونغرس سبعة أيام لمنعه من ذلك، ثم سيكون للإخوان المسلمين مهلة ثلاثين يوما للطعن في هذا القرار أمام محكمة فدرالية في واشنطن”.

واختتم الكاتب تقريره بالقول إنه حتى الخبراء الذي يعتبرون أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة “شريرة”، يقولون إنهم لم يروا أدلة كافية لإقناع المحكمة بتصنيف الجماعة كجماعة “إرهابية”.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا