نُقطة الإتِّزان - عين ليبيا

من إعداد: علي بوخريص

هي نقطة تلاقي الاتفاق بين إشارات العقل والقلب اللذان قد نراهما غالبا ما قلَّ اتفاقهما في حياتنا العامة والشخصية، وهذه حقيقة قد يدركها بعض الناس ممن تغلب إشارات فطرتهم الطيبة على إشارات عقولهم التي تارةً ما تأتي بالصحيح وتارةً ما تأتي بالمناقض للفطرة الطيبة.

الفطرة محلُّها القلب ويولد الطفل من الجنسين سواء على فطرة طيبة خالية من شوائب الدنيا ومتاهاتها ، يبدأ الطفل بتحسُّس كل شيء حوله بواسطة قلبه وفطرته الطيبة وقد نراه كثيرا يبكي مع مشاهدة ما حوله ، وهذا حقيقة موضوع آخر يتطلَّب مقالا آخر.

ينمو العقل مع سمو الفطرة المناقضة للسَّلبيَّة عند بعض العقول ، وتلعب البيتيَّة الصّالحة دورا كبيرا في طور هذا النُّمو بطرح الإيجابيَّات في كل مراحل نمو الطفل والإيجابيَّات ستتلقاها الفطرة الطيِّبة التي محلُّها ذاك القلب ، والعقل في بداية نموُّه لا يستطيع أن يجادل كثيرا مع فطرة القلب الكاملة في النُّمو ، وسيتذكَّر حين يبلغ ذروته أن هناك إشارات إيجابية صالحة تلقَّاها القلب حين ولادته وتعلَّمها داخل البيتيَّة الصالحة وستكون هي وسيلة ردع قويَّة ضد بعض سلبيات العقل التي ستناقضها تلك الفطرة الطيبة والإشارات الإيجابية التي ساعدت في ترسيخها البيتية الصالحة في بداية النمو ومراحله.

عندما تكثر هذه الخلافات بين العقل والقلب قد يقتنع العقل ببعض الإيجاب في نقطة اختلافه مع القلب في أمر من الأمور ، عندها تسمو لحظة اتفاق ، أسمِّيها نقطة الاتزان ، يتزن العقل مع القلب فيكمن الإبداع ويثمر الإتقان لديك ، ويجب أن تعلم أنَّ نقطة الاتزان هي لحظات تقاس بقدر إيجابيتك عندها ولا تدوم وإلا لوجدت المثالية المطلقة في جميع الأحوال وهذا من سابع المستحيلات أو عدمها إن صحَّ التعبير ، فالكمال لله وحده جل في علاه.

فقط يتسنَّى لنا أن نستغل نقطة الاتزان حين قدومها بين الفينة والأخرى ونساعد على طول فترتها وذلك بالتفكير في الإيجابيات ، حينها ستتناغم كل الإشارات الإيجابية ليكمن عندك الإبداع والإتقان في العمل الذي تقوم به في ذات تلك اللحظة.

وجهة نظر لك أن تتفق أو تختلف معي فيها فالحياة اختلاف واتفاق ، المهم في رسالتي أن تكون قريبا من الإيجابيات ما استطعت ، وأن تدع مجالا لفطرتك لحسم بعض أمورك ولو كان ذاك المجال ملوث ببعض السلبيات فلا تكترث لها ، فقد تتناغم الإيجابيات بتنظيف ذاك المجال ، فواصل إيجابيتك.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا