هذه مصيبة.. هذه نكبة فبراير - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

ثورة فبراير أو أحداث فبراير كما يحلو للبعض تسميتها هي حقيقة استطاعت تغيير الواقع في ليبيا، إلى الأفضل أو الى الأسوأ فهذا يرجع إلى من يقودها، فلو كان من يقود هذا التغيير يتصف بالوطنية وحب الوطن لتغير الوضع في ليبيا نحو الأفضل، ولكن بكل أسف لقد أساء الشعب الليبي في اختياره لمن ينوب عنه في بناء دولته، وأختار من يقوم بهدمها وتجريفها من ثرواتها، نعم لقد أساء الشعب الليبي في اختياره لنوابه بالمؤتمر الوطني العام، وكذلك الحال بمجلس النواب، نعم لقد أخترنا من لا ولاء لهم لعملية التغيير والسير بالبلاد نحو الأفضل، أخترنا من يأكلون الغلة ويلعنون الملة ،فهل نتوقع من أمثال هؤلاء المنافقين بأن تتغير أحوال البلاد نحو الأفضل؟

النائب المحترم بمجلس النواب الذي يعتبر أحد نتاج ثورة فبراير أو أحداث فبراير، والذي لولا فبراير ما كان نائبا بهذا المجلس، وفى جلسة رسمية قام هذا النائب عن مدينة تاورغاء “جاب الله الشيبانى” بوصف فبراير التي جعلت منه ومن أمثاله المرتزقة “بأحداث فبراير” فهذا ليس بعيب وليته أكتفى بذلك، ولكنه تمادى في غيه وقال في حق من جعلت منه نائبا عنا ” هذه مصيبة هذه نكبة فبراير ” فهل يعقل أن بصدر مثل هذا الكلام عن نائب بمجلس نواب فبراير؟

الرأي الشخصي لا يقال في جلسات رسمية بل يقال في الأعلام أو في الجلسات الخاصة حتى يتمكن قائله من الأنكار أو الاعتذار، أما في الجلسات الرسمية فهو لا يعنى سوى معنى واحد ” لكم دينكم ولى دين ” ومن حقنا أن نتساءل من الذي أجبرك على المشاركة في مجلس النكبة والمصائب يا سيادة النائب المحترم؟

وكيف لأمثال هؤلاء النواب ممن يحملون كل هذا الحقد والضغائن لعملية التغيير أن يخطو بنا خطوة واحدة نحو الأفضل، وبفضل هؤلاء النواب الملوثين ها نحن نتعثر ونتقاتل ونهدم ونسرق ونفسد على مدار سبع سنوات مضت، نعم كل هذا بفضلكم يا سيادة النائب، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

بعد هذه الفضيحة النكراء التي أثبتت أن معظم نواب مجلسنا الموقر ليسوا أبطال بل مجبرين على التعامل مع فبراير، ولا ندرى ما الذي دفع بهم لترشيح أنفسهم لمجلس النواب ما داموا لا يؤمنون بعملية التغيير؟

قامت رئاسة مجلس النواب المنقسم على نفسه والمعرقل للمسيرة والذي يجب التخلص منه بأسرع وقت ممكن، بتشكيل لجنة تحقيق مع هذا النائب المنافق الذي يعتقد نفسه بأنه سيصبح بطلا بهذا الكلام الغير مسؤول، فلو كنت بطلا حقا لقدمت استقالتك فورا وقمت بإرجاع كل المرتبات والمزايا الخيالية التي تحصلت عليها نظير مشاركتك في النكبة والمصيبة.

بكل صراحة لا تنتظروا أي خير من هكذا نواب متلونين منافقين لا ولاء لهم لعملية التغيير، والذي بفضلهم تحول حلم فبراير الى كابوس، وبفضلهم تحولت فبراير الى نكبة ومصيبة.

كلامي هذا ليس دفاعا عن ثورة فبراير أو أحداث فبراير بل دفاعا عن التغيير نحو الأفضل الذى خرج الشعب الليبي البسيط من أجل تحقيقه في فبراير.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا