هربوا من الجوع فقتلهم الرصاص.. مأساة المدنيين في السودان - عين ليبيا

أعلن الجيش السوداني، اليوم الأحد، تمكن قواته من صد هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على المحورين الشمالي الشرقي والجنوبي الغربي لمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وأوضح الجيش في بيان رسمي أن الهجوم يُعد من بين 226 محاولة اختراق تصدت لها القوات المسلحة في الفاشر، مؤكداً أن المدينة ما تزال تحت سيطرة الجيش والقوات المشتركة، ومحكمة التحصين من مختلف الجهات.

وأضاف البيان أن الهجوم الأخير أسفر عن “خسائر فادحة في الأرواح والعتاد في صفوف العدو”، مشيراً إلى أن من تبقى من المهاجمين فرّوا إلى خارج أسوار المدينة.

كما أشار الجيش إلى تورّط مرتزقة أجانب من كولومبيا في الهجوم، متهماً قوات الدعم السريع بالاستعانة بعناصر أجنبية وبتنسيق مع مجموعات مسلحة موالية لعبد العزيز الحلو.

وكان قُتل ما لا يقل عن 15 مدنيًا، برصاص قوات “الدعم السريع” خلال محاولتهم مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في حادثة دامية تعكس خطورة التحولات الميدانية في المدينة التي باتت مركزًا رئيسيًا للصراع المستمر في السودان.

ونقل موقع سودان تريبيون عن مصادر محلية أن الضحايا سقطوا أثناء استجابتهم لدعوات وجهها قادة بارزون في تحالف “تأسيس”، المدعوم من قوات الدعم السريع، طالبوا فيها السكان بإخلاء المدينة تحت ذريعة أنها “منطقة نزاع نشطة”.

وأفادت تقارير بأن القتلى كانوا ضمن مجموعة صغيرة من الشباب أُجبروا على المغادرة نتيجة الظروف المعيشية المتدهورة، إلا أنهم تعرضوا للغدر وتمت تصفيتهم بصورة “بشعة”، وفقاً لوصف الشهود.

وتشير التقارير إلى أن دعوات الإخلاء جاءت بعد دعوة علنية من الهادي إدريس، رئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، الذي طالب سكان الفاشر بمغادرة المدينة، كما أعرب عن رفضه إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخلها، ما اعتبره مراقبون تمهيدًا لتغيير ديمغرافي قسري.

وبحسب المعلومات، حددت قوات الدعم السريع وحلفاؤها في “تحالف تأسيس” منطقة قرني الواقعة على البوابة الغربية للمدينة كنقطة تجميع للراغبين في المغادرة، تمهيدًا لنقلهم إلى مناطق مثل كورما وطويلة، الخاضعة لسيطرة حركة عبد الواحد نور والمجلس الانتقالي بقيادة إدريس.

في موازاة ذلك، أعلنت القوة المشتركة المتمركزة في الفاشر عن صدّها لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على المدينة، مؤكدة استمرار حالة التأهب.

وكانت الفاشر قد تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى جبهة استراتيجية حساسة في الحرب الدائرة، حيث تسعى قوات الدعم السريع إلى بسط سيطرة كاملة عليها، ما يعزز من نفوذها غرب السودان.

هذا وتعيش السودان على وقع نزاع مسلح دموي اندلع في 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبينما تركزت المعارك في البداية حول العاصمة الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى ولايات دارفور وكردفان، وأدت إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الصحية والتعليمية، مع تصاعد حاد في أزمات الغذاء والنزوح، وتدهور الوضع الإنساني إلى مستويات خطيرة، زأسفر النزاع عن مقتل الآلاف ونزوح ملايين السكان داخليًا وخارجيًا، في واحدة من أسوأ الكوارث التي يشهدها الإقليم منذ عقود.



جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا