هزيمة الداعشي حفتر وتنظيف مخلفاته - عين ليبيا

من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار

دلالات هزيمة الداعشي حفتر ومليشياته باتت واضحة للعيان وذلك للأسباب التالية:

  • تقهقر مليشياته للوراء وخسارتهم الكثير من تمركزاتهم بل تم دحره من مركز عملياته في مدينة غريان.
  • انكشاف مخططاته الاجرامية للعديد من داعميه، وخاصة بعد عمليات الخطف ومحاولات القتل لشخصيات معروفه وأخرهم النائبة البرلمانية سهام سرقيوه، وانقلابهم عليه وخاصة من إقليميَ برقه وفزان.
  • محاولات الإنقاذ السريع من قبل الدول الداعمة للإرهاب في ليبيا وخاصة الأمارات وفرنسا وأخرها الكشف عن خبراء فرنسيين يقومون بتركيب محطات إرسال للطيران المسير بميناء السدرة لقصف المدنيين والمنشآت المدنية بالعاصمة.
  • اعتراف السيد غسان سلامة بأن انتصار الأسلوب العسكري وهماً.
  • إعلان قوة حماية ترهونه عن نفسها، بالرغم من تأسيسها من منتصف شهر أبريل، يعني قريباً سيتم تحريرها من عصابات الداعشي حفتر كما حصل بغريان.

انقلاب الكرامة نسخة عن داعش:

ارتبط انقلاب ما يسمى بالكرامة بعلاقة وطيدة مع الفكر لداعشي حيث وظف الدين لانتهاك كرامة الإنسان فأهلك الانقلاب الحرث والنسل والنسيج الاجتماعي وداس على القيم والأخلاق، وقد تركت هذه الافكار الحقودة مخلفات يجب تنظيفها سنقف عندها في هذه المقالة ولكن قبل ذلك سنرى كيف ارتبط انقلاب الكرامة بداعش:

  • استدعاء الفكر الوهابي المُدخلي لتبرير القتل بوحشية والخطف والتعذيب بأنه تقرب وطاعة لله..
  • بحجة طاعة ولي الأمر يتم الخطف والقبض والقتل وقصف المدنيين.. فأوامر الداعشي حفتر يتم تنفذها بحذافيرها لأنه ولي الأمر وطاعته واجبة.
  • بتفسير خاطئ لإرهاب عدو الله كما هو النص القرآني: “ترهبون به عدو الله وعدوكم” يتم التهويل والتصوير الهوليودي للاستعراضات العسكرية الداعشية الحفترية والإعدامات للمتهمين في الساحات العامة.

تنظيف مخلفات انقلاب الداعشي حفتر:

بالتأكيد ما خلفه الداعشي حفتر ومليشياته من دمار للبيوت والبنى التحتية التي طالت المدارس والمستشفيات والمطارات المدنية يحتاج للأموال لمعالجتها وهذا ممكن، ولكن هناك شروخ فكرية ونفسية واجتماعية ودينية يجب الالتفات والانتباه إليها ومعالجتها بحذر وبتأني وروية!.

ترسيخ الدكتاتورية:

حرصت داعش على تكفير الدولة المدنية الديمقراطية وحرص الداعشي حفتر على ترسيخ الدكتاتورية أينما وصلت سلطته ويده الأجرامية فاخترق مجالس البلديات المنتخبة بتكليف مجالس تسييرية وصل إلى تكليف شخصيات عسكرية. وما محاولته الأخيرة بتكليف مجلس تسيير بلدي لبلدية الزنتان إلا دليل على رفضه التام للدولة المدنية الديمقراطية وما ينبثق عنها من أجسام تنفيذية. لذلك من المهم جداً الاستعداد بخطط قادرة على معالجة ما أفسده انقلاب الكرامة من مجالس بلدية منتخبة كما حصل بالمنطقة الشرقية وتنظيف مخلفاته الدكتاتورية.

الفدرالية:

مع انتصار انتفاضة 17 فبراير تم تسريب فكرة الفدرالية من دول إقليمية خدمة لأهداف جيوسياسية وجيواقتصادية إلا أنه نتيجة للمعارضة الشرسة المبالغ فيها التي وُجه بها أنصار الفدرالية في المنطقة الشرقية من سكان اقليم طرابلس بالمنطقة الغربية والذي وصل إلى حد التخوين أحياناً لذلك حاول انصار النظام السابق استغلاله وتبناه أيضاً مؤقتاً الداعشي حفتر ليجد حاضنة لمشروع انقلابه بعد أن وجد الرفض بإقليم طرابلس في 2014 ذهب إلى إقليم برقة ليجد المناصرة والدعم قبل الهجوم على العاصمة. ووجدت بعض الدول الإقليمية وخاصة مصر والإمارات والسعودية ضالتها في الترويج زوراً وبهتاناً استحواذ إقليم طرابلس على ثروات ليبيا وعلى إقليم برقة المطالبة بالفدرالية ليتم تقسيم عادل للثروات بل استدعي التكفير لإباضية إقليم طرابلس إمعاناً في التقسيم ورفض لمدنية الدولة.. وغيب مصطلح المشاركة واحترام التنوع اللغوي والثقافي والسياسي والمذهبي المعتدل! الذي يضمن حقوق الجميع!

وتم تعميق الهوة بين أنصار الفدرالية وبقية الأقاليم الليبية نتيجة للجهل السياسي والخلط بين المطالبة بالمركزية الإدارية المرفوضة والمركزية السياسية المقبولة تقريباً من الجميع!

ولتنظيف ليبيا من استغلال الدول الإقليمية وما سرب من أفكار هدامة من تكفير، وإحداث شروخ في النسيج الوطني الليبي بمجابهة التهديد الفدرالي بإبراز إقليم طرابلس كقوة بشرية علمياً واجتماعياً واقتصادية وسياسية قادرة على توحيد ليبيا.

التكفيريين:

حرصت السعودية على تغطية انقلاب الكرامة بفتاوى شرعية من قبل أتباع الوهابية المدخلية المروجين بأن الداعشي حفتر هو ولي الأمر ويجب طاعته والرافضين لأي حكم مدني ديمقراطي والتداول السلمي على السلطة. ولقد مولت بأموال الحجيج والعمرة من ليبيا نشر المدارس الوهابية التكفيرية بليبيا. ربما انخفضت الأصوات الوهابية التكفيرية لكن بالتأكيد هناك من يستغل الكراهية الدينية التي تم تغذيتها من البعض وفي يقودون بعض المؤسسات العدلية والمدنية فنرى القبض على الشخصيات الأباضية بحجج غير واضحة انتقاماً للفكر التكفيري! وهذا يحتاج من وزارة الداخلية الاهتمام بكل من لهم مناصب قيادية وسبق وأن كان لهم تعاطف مع الفكر الوهابي المدخلي وكره للأباضية.

المنتقمين أولياء الدم:

الكراهية وروح الانتقام التي زرعها الداعشي حفتر في مليشياته دفعها للقيام بأعمال اجرامية وشرعن لمن سماهم أولياء الدم بممارسة جميع أنواع الأجرام والتعذيب حتى الموت لذلك هذا يتطلب فحص لمؤسسات القضاء، وإخضاع جميع المشاركين من القوات المساندة مع قوات بركان الغضب لدورات تأهيل، والتعجيل بتوفير الإمكانيات والاستعدادات اللازمة لحماية هؤلاء المجرمين من مخلفات الداعشي حفتر لحين يقول القضاء كلمته.

السياسة الدولية:

وجود شخصية دموية داعشية متحجرة مثل خليفه أبولقاسم حفتر شجع بعض الدولة الإقليمية والدولية المستعجلة على قضم مصالحها من ثروات ليبيا باستغلاله قبل قيام مؤسسات الدولة.. وهذا يتطلب تنظيف ما علق بهذه الدول من أطماع واهية ومحاولة أعادة صياغة سياسة حيادية تتشارك فيها مصالح تلك الدول مع مصلحة ليبيا.

سينهزم الداعشي حفتر:

نعم تلوح في الأفق هزيمة ونهاية مليشيات الداعشي حفتر والنصر بات لقوات بركان الغضب والقوات المساندة قاب قوسين أو أدنى، لذلك من الضروري الاستعداد لتنظيف مخلفات الداعشي حفتر التي انتجها بسبب عدوانه على العاصمة طرابلس وعدوانه على بنغازي، ودرنه، ومرزق، وإعادة صياغة علاقات حيادية مع المجتمع الدولي تتحقق فيها مصالح مشتركة بين الطرفين.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا