هل الليبي على رأسه ريشة؟ - عين ليبيا

من إعداد: عبدالرزاق الداهش

نتصور نحن شعب عمر المختار وفقا لوعينا الجمعي، بأننا شعب الله المختار.

وتبعا لهذا التصور، وما ينتجه من خطاب تفوق فإننا نرى لكثير من الشعب باستعلاء أحيانا، وازدراء في أغلب الأحيان.

فهذا مصري، وهذا سوري، وهذا باكستاني، وهذا سوداني، هذا بنغالي، وحتى صيني، أو كوري.

وحتى لو كان هذا (غير الليبي) عبقريا في مجال الطب، او الهندسة، أو الادارة، سيظل تونسيا، أو مغربيا، أو تركيا.

والمشكلة أنه لا يوجد على أرض الواقع ما يُعزز، أو يُبرر مثل هذا الشعور بالتميز، لا بداية بتصنيف دافوس في التعليم، الذي تقع ليبيا خارجه، ولا نهاية بتصنيف جواز السفر الليبي الذي يقبع في ذيل قائمته، بعد دول عديدة مثل موريتانيا، والموزمبيق.

هل نحن أفضل من شعب اثيوبيا التي يصل فيها معدل النمو إلى ثمانية بالمئة، أو شعب جيبوتي التى تخطى فيها معدل النمو نفسه سبعة بالمئة؟.

في النيجر. ووفقا لكل الترجيحات، سيكون محمد بازوم هو الرئيس القادم لهذا البلد الأفريقي الذي لا يمتلك تصنيفا قويا في الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا.

أكثر من تسعة أعشار الليبيين لا يعرفون أن النيجر بلد ديمقراطي، لديه جهاز تشريعي فعّال، وفصل بين السلطات، وأحزاب نشطة، وانتخابات رئاسية غير مزورة، ومعدل نمو يتجاوز خمسة أضعاف معدل النمو في ليبيا.

وأكثر من تسعة أعشار الليبيين لا يعرفون أيضا أن محمد بازوم هو من أصول ليبية، ومن قبيلة أولاد سليمان.

ولكن الحقيقة الأولى التي ينبغي أن نعرفها، وأهم من ذلك نفهمها، هي أن وطن بازوم هو النيجر، وقبيلته هي حزب من أجل الديمقراطية والاشتراكية.

أما الحقيقة الثانية، فإن بازوم وزير الداخلية الحالي، والرئيس المحتمل القادم، قد جاء عبر اوتوستراد الجدارة، والكفاءة، في بلد تتعزز فيه قيم المواطنة، ويسعى إلى تطبيع علاقاته مع العصر، رغم قسوة الجغرافيا.

لا توجد شعوب متخلفة، ولكن توجد أخرى تُعاند التقدم.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا