هل دخلت خطة تهجير 10 مليون مصري حيز التنفيذ في ليبيا؟ - عين ليبيا

من إعداد: هيئة تحرير عين ليبيا

كشف الأكاديمي والمحلل السياسي الليبي د. فرج دردور، عن أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام والمعروفة بـ”صفقة القرن” بدأ تنفيذها في ليبيا، وأُجِلت 4 سنوات في فلسطين.

وكتب الدكتور دردور حول ملخص الصفقة وأدواتها التنفيذية، حيث قال إن الاتصال الهاتفي الذي جرى في وقت سابق بين دونالد ترامب وخليفة حفتر، لم يكن صدفة حيث ثم بدء الاستعداد لاستقبال مواطنين مصريين تحت غطاء عودة قبائل الفرجان وأولاد علي من مصر، فصفقة ترامب بدأت بالإعلان عن تهويد القدس، وستنتهي بإزاحة الفلسطينيين من القدس وغزة إلى سيناء، وتوطين 10 مليون مصري في ليبيا، وإعادة توزيع إيرادات النفط الليبي، بما يضمن حصة مجانية دائمة لمصر، وجزء من صفقة توسيع إسرائيل، أفضت إلى تمكين عبد الفتاح السيسي في مصر ومحاولة تمكين حفتر في ليبيا، وبتمويل سعودي وإماراتي، مقابل توفير حماية أمريكية لهم من إيران واستمرار العائلات في الحكم، أما اليسار الفرنسي الحاكم، فهو عاشق لإسرائيل، ولهذا تستميت فرنسا من أجل تنصيب حفتر.

قبول حفتر للصفقة مقابل تنصيبه حاكما مطلقا على ليبيا

نوه الدكتور دردور بأن البداية كانت بالعبارة الشهيرة التي اطلقها حفتر “لماذا لا نستجلب 10 مليون مصري لتغيير وجه ليبيا”.

هاتف ترامب الشهير

اتصل ترامب بحفتر ليشكره، وفق المُعلن، على محاربة الإرهاب في ليبيا، رغم أن الإرهاب حاربته قوات البنيان المرصوص بمساعدة أمريكية، ولم يتصل بهم ترامب ليشكرهم، والحقيقة أن ترامب اتصل بحفتر ليشكره على قبوله تنفيذ صفقته في ليبيا، باستجلاب عدد 10 مليون مصري تحت مسمى قبائل الفرجان وقبائل أولاد علي، الذين اصدروا بيانا يعربون فيه استعدادهم لغزو طرابلس مع حفتر، وقد لعب المسؤول في النظام السابق لأحمد قذاف الدم، دورا مهما في صفقة توطين مصريين بليبيا.

ولإعطاء صبغة الموافقة من عموم البلاد، ظهر فاندي ترهونة المحسوب على المنطقة الغربية، يتحدث على أن المنطقة الغربية كلها في خندق واحد تدعم جهود حفتر في بناء دولته، وقد قال هذا الكلام في حضرة جمع قليل بمسمى قبائل أولاد علي، وبرعاية آمر منطقة طبرق العسكرية التابعة لحفتر.

ظهور الدور القبلي وتكليف شيوخ مرتشين

أشار المحلل السياسي د. فرج دردور إلى أن إيهام الليبيين بأن الدور السياسي يعود للقبائل، هدفه شرعنة دور حفتر السلطوي، وقد بدأه بجمع التوقيعات، على طريقة القذافي عندما قال “مكنت الشعب الليبي من استلام سلطته، والشعب الليبي كلفني بأن اكون قائد أممي وليس ليبي فحسب”، وهكذا يفعل حفتر باسم القبائل اختصارا للوقت الطويل الذي استغرقه القذافي، حيث ظهر على الشاشات مسمى شيخ زوية، تحصل على سيارة ومبلغ مالي، مقابل تقمصه دور شيخ قبيلة زوية، وأُوكل له قيادة عملية قفل النفط في الهلال النفطي باسم المناطق، وظهر في مناسبة اتفاق (قبائل برقة) على عودة ما أُطِلق عليه (قبائل الفرجان)، وتوطينهم في أراضي تعود ملكيتها لمواطنين أصولهم من المنطقة الغربية، وعلى الأغلب من مصراتة، للتحفيز على ارتكاب الجريمة، حيث طلب المجتمعون من حكومة عبد الله الثني، بأن تُنفذ أوامر القيادة العامة (جسم هلامي متأله فوق الدولة) بمنح أرقام وطنية ليبية لعدد اكثر من 100 ألف فرجاني مصري كدفعة أولى، وستتوالى وصول الدفعات بالتنسيق مع احمد قذاف الدم، إلى أن يصل العدد إلى 10 مليون المتفق عليه كمبادلة توطين، بين إسرائيل ومصر وأمريكيا والإمارات المشرفة على تنفيذ صفقة العمر بالشق الليبي.

دور الإعلام الإماراتي بمرتزقة الليبيين في تمرير الصفقة

لفت الدكتور دردور إلى ظهر عيسى عبد القيوم على قناة الحدث التابعة لحفتر، يقول برقة الآن في يدها النفط وستدار ليبيا من برقة، وذلك حتى تمر الإجراءات الإدارية للأرقام الوطنية التي ستمنح لعدد 10 مليون مصري، دون قدرة السلطات في طرابلس على إلغائها، فالدور الموسادي المناط بعيسى عبد القيوم، هو التحريض على رفع سقف مطالب المسمى برقة، بحيث لا يلتقي عليها اثنين من الليبيين، مستخدما النعرة القبلية.

وللتذكير فعيسى عبد القيوم ظهر في فيديو يشارك الصهاينة الاحتفال بمناسبة يهودية في إيطاليا، وشُوهِدت الأجواء الحميمية بتبادله القبلات مع اليهود، وكتب مقالاً في حينها مازال منشورا، يدعو فيه للسماح ليهود ليبيا بالعودة إلى ليبيا.

وللعلم فإن جهاز الموساد ذكر بأن مجال تجنيده للعملاء هو الوسط الإعلامي، وقنوات الكرامة الممولة من الإمارات وكيلة الموساد في الوطن العربي، إحدى هذه الوسائط التي غرست في أذهان اتباع الكرامة، بأن تصرفات حفتر مؤلهة، ففي حين تطلب قناة الحدث من الناس التسبيح بحمد حفتر وذكره باسمه الطويل، وأعطته قناة 218 في استفتاءاتها المطروحة على الليبيين، الفائز الأول بحصوله على نسب ساحقة كونه الرجل الخارق في عصره.

في المقابل يتم التشويش على قناة ليبيا الأحرار من ثلاثة دول تدار منها عمليات الموساد، لأنها منبر للأحرار الرافضين لمشروع حفتر.

صفقة العمر بدأ التمهيد لها في وقت مبكر في ليبيا

يكشف الأكاديمي الليبي عن أن صفقة العمر الإسرائيلة في الجانب الليبي، جرى التمهيد لها بعناية، ابتداء بدخول حفتر من أمريكيا عبر مصر لاختراق ثورة فبراير، حتى يكون بديلا عن القذافي، وهذا ما نشرته صحيفة “لوموند” الفرنسية، ثم إحياء دور القبائل لتحل محل دولة ليبيا وتتمرد على سلطة الدولة، بشيوخ تم فرضهم من قبل أعوان حفتر، وليس غريبا أن يُصفي الموساد الإسرائيلي شيخ العواقير لأنه عائق، واستبداله باخر، ورفع سيط فاندي ترهونة وتقديمه كشيخ على ترهونة، وتاريخه نكرة جاهل لا يساوي قيمة شجرة لوز في منطقة الخضراء، بحسب وصف د. دردور.

شراء الولاءات في ليبيا لدعم مشروع حفتر

ثم شراء ولاءات إعلاميين بعضهم فرنسيين من أصول ليبية، موظفين في الاستخبارات الفرنسية بمكتب ليبيا، وفتح قنوات إعلامية تعمل تحت إشراف مكتب الموساد في الإمارات، وتتخذ من مصر وبنغازي والأردن مقرات لها، وتدار بمرتزقة ليبيين لإضفاء الصبغة الليبية عليها.

والمؤكد أن المرتزقة الليبيين يعلمون بأنهم جزء من صفقة تنصيب حفتر، ولكنهم لا يعلمون أنهم إيضا جزء من تمرير صفقة العمر.

فشل تضمين صفقة العمر في سجلات الدولة بطرابلس:

كان تنفيذ الصفقة سيتم تحت إدارة السلطة في طرابلس، التي اجتمعت دول كثيرة على اجتياحها وتمكين حفتر من الاستيلاء على أجهزتها وسجلاتها البلدية، وعندما فشلت تم قفل النفط ليتم تحويل إيرادته لبنغازي التي قد تُدار منها البلاد بعد تجويع الليبيين بقفل النفط، وبالتالي تمر صفقة العمر الإسرائلية التي أعلنها ترامب دون أي عناء وسيتم صرف أرقام وطنية للمصريين تحت مسمى فرجان وأولاد علي، وبمباركة من أسموهم شيوخ قبائل على شاكلة فاندي ترهونة، وسفيه قفل النفط المنسوب لزوية وقرينه مجرم النفط أطيوش المغاربة، وفقاً للمحلل السياسي د. فرج دردور.

موقف أعوان النظام السابق الهاربين

يُشير الدكتور دردور إلى أن أعوان النظام السابق الهاربين موقفهم يتمثل في (أنا ومن بعدي الطوفان)، فلتُسَّلم ليبيا كلها هدية لإسرائيل، انتقاما وحقداً!.

الخاتمة والشكر والتقدير للأحرار

يختتم د. فرج دردور حديثه بالقول، إن مقاومة أحرار ليبيا مركبة من أربعة أجزاء، مقاومة تمكين حفتر من حكم ليبيا، ومقاومة تنفيذ مشروع إسرائيل في ليبيا، ومقاومة دول داعمة لحفتر ولمشروع إسرائيل، ومقاومة التضليل الإعلامي لقنوات الإمارات بمرتزقة ليبيين والمكرسة لمشروع حفتر ومشروع إسرائيل في ليبيا، ولهذا تبدو المهمة صعبة جدا، وكلفت دماء كثيرة.

وخلاصة القول إن الصفقة لن تنجح في ليبيا، لأن المقاومة صلبة وتزداد صلابة، وتحرير المنطقة الشرقية من الهيمنة المصرية ضرورة ملحة.

وفي سياقٍ ذي صلة، كشف مصدر مسؤول من مدينة بنغازي، فضل عدم ذكر اسمه لـ«عين ليبيا»، عن ما وصفها بـ”قرارات مصيرية” لتغيير الديموغرافيا السكانية في ليبيا، وذلك خلال اجتماع عُقِد ببيت مشايخ قبيلة الفرجان في برقة، بحضور إخوة خليفة حفتر، وشيخ قبيلة الزوية السنوسي لحليق، إلى جانب شيوخ قبيلة الفرجان في مصر.

وأفاد المصدر بأن ما يُعرف بـ”أبناء الوطن البرقاوي” اجتمعوا في لقاء تاريخي، للتوقيع على وثيقة الحقوق لأبناء الفرجان في مصر، والبدء في عودتهم إلى ليبيا.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على خطوات تمثلت في:

  • تشكيل لجنه لتسليم كافة الأراضي الزراعية التي يملكها أبناء قبائل المنطقة الغربية في كل من قمينس والأبيار وإجدابيا وطبرق وتسليها لقبيلة الفرجان.
  • التواصل مع الحكومة المؤقتة وقيادة قوات حفتر للبدء في صرف أرقام وطنية لأبناء القبيلة لمنحهم الجنسية الليبية والبالغ عددهم 147000 شخص فرجاني.
  • تعويض المتضررين بإنشاء صندوق بعشرة مليار دينار لدعم مهجري الفرجان في مصر.
  • التواصل مع جميع مؤسسات الدولة وقوات حفتر لتنفيذ بنود الاتفاق بأسرع وقت ممكن.

الجدير بالإشارة أن قبيلة الفرجان تعتبر من القبائل الليبية، ويرجع نسبهم إلى الشيخ عطوة ين عطية بن كمون بن فرج توبة بن عطاف بن جبر بن عطاف بن عبدالله بن دريد بن الأثبح بن عامر بن ربيعة بن نهيك بن هلال.

ويتركز تواجد بيوت وعائلات قبيلة الفرجان في مدينة سرت وزليتن وفي بنغازي والمرج والبيضاء، وأغلب مناطق برقة وفي تاورغاء ومنطقة عكارة ومنطقة الرقيعات جنوب طرابلس وفي خلة الفرجان وكذلك في ترهونة.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا