هل سيشهد الشرق الليبي صداماً مسلحاً؟ - عين ليبيا

من إعداد: علاء فاروق

يعيش الشرق الليبي الآن حالة من عدم الهدوء وحرب التصريحات والاتهامات ما بين معسكر يقوده النقيب فرج قعيم، وكيل وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الليبية الموجودة في طرابلس، وبين القيادة العامة للجيش الليبي وعلى رأسها المشير خليفة حفتر.

ورغم أن “قعيم”، أكد مرارا أنه يعمل تحت إمرة الجيش وأنه ينسق معهم في محاولة تأمين مدينة بنغازي، إلا أن القيادة العامة أكدت مرارا أيضا أنها لاعلاقة لها بقعيم ولا تعترف بوجوده أو شرعيته كونه تابع لحكومة لم تحصل على الشرعية من قبل مجل النواب، حسب كلامهم.

لكن النقيب التابع لحكومة الوفاق وأحد أبناء قبيلة العواقير (أكبر قبائل الشرق)، ظهر مؤخرا عبر لقاء تلفزيوني موجها عدة اتهامات للقيادة العامة، ومنها: محاولة اغتياله أكثر من مرة، وقصف معسكر القوات الخاصة التابعة له، وأن “المشير” حفتر شخصيا هو المسؤول عن عمليات الخطف والقتل في الشرق الليبي”، دون أن يقدم أدلة تثبت ذلك، لكنها اتهامات “تلفزيونية” لم ترد عليها القيادة العامة حتى الآن.

ولم يكتف الضابط “العقوري” من توجيه الاتهامات، لكنه هدد القيادة العامة بضرورة تسليم المهام إلى اللواء ونيس بوخمادة، وهو آمر القوات الخاصة “الصاعقة”، التابعة للجيش الليبي، وأمهل “قعيم” القيادة العامة مدة “48” ساعة لتنفيذ ذلك، وأيضا لم يرد أي تعليق من “القيادة العامة” حتى الآن.

فوضى جديدة

وسببت تصريحات وتهديدات “قعيم” حالة من التخوف في الشرق الليبي الذي كان قادرا في فترة قصيرة على طرد مجموعات “متطرفة” من هناك، ومحاولة تأمين المنطقة، حالة تخوف من مستقبل العلاقة بين قوتين كبيرتين في الشرق، وهل ستدخل بنغازي وأحيائها فوضى جديدة وعمليات كر وفر بين قوتين طالب الجميع بضرورة التنسيق بينهما والتعاون بدلا من الحروب.

ورغم أنه حتى الآن لم يعرف هل تصريحات “قعيم” تعبر أيضا عن المؤسسة التابع لها، وهي حكومة الوفاق الوطني والتي التقى رئيسها فائز السراج أكثر من مرة بالمشير حفتر، أم أن “قعيم” يتصرف بشكل فردي مستقويا فقط بقبيلته؟.. لو ظهرت اإجابة ربما توضح كثيرا من الصورة الضبابية.

من سيوقف الصدام؟

ورغم أن الصدام، الذي نتمنى ألا يقع أبدا، حال وقوعه سيكون عسكريا إلا أن “القبيلة” ستكون لها الكلمة الفصل في التهدئة أو حمل السلاح، خاصة أن قبيلة العواقير التي ينتمي لها “النقيب قعيم” هي قبيلة كبيرة ولها كلمتها، كما أنها من القبائل المؤيدة للجيش الوطني بقيادة حفتر، ولها علاقات أخوة مع قبائل أخرى في الشرق، كما لها الكلمة في التحكم في تصرفات “قعيم” وتصريحاته..

وعلى الجانب الآخر، توجد عدة قبائل في الشرق تؤيد الجيش وتدافع عنه، وهي أيضا ستكون لها الكلمة في التهدئة أو نقيضها، فقط يجتمع الطرفان بعيدا عن فوهات البنادق أو التعصب القبلي أو المناطقي.

ويظل السؤال: هل سيشهد الشرق الليبي صداما عسكريا جديدا؟ ومن القادر على منعه؟..

إجابة الشق الأول تتوقف على الخطوات التصعيدية من قبل الطرفين المتخاصمين حديثا، قعيم وحفتر، والشق الثاني يتوقف على حكمة شيوخ قبائل “برقة” وما يمكنهم من إحتواء للأزمة أو تفجيرها..

لكن المؤكد أن أي رصاصة تطلق من جانب أي معسكر الآن، ستكون بمثابة شرارة لحرب أهلية لن تحمد عقباها في بلد يتطلع لأي خطوة تهدئة أو حوار وطني أو انتخابات حقيقية تفرز مؤسسات مستقلة تراعي ظروف مواطن أنهكته الحروب وأصوات “الكلاشينكوف”..

..الكلمة الآن في يد من يحملون السلاح الآن.. إما الحرب أو تعاون وسلام دائم..



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا