هل سينجح الحوار بين الإخوة الأعداء الليبيين - عين ليبيا

من إعداد: د. الهادي شلوف

قررت الأمم المتحدة عن طريق مندوبها في ليبيا اليون إيجاد صيغة توافقية للخروج من المأزق الليبي، تحت شعار «غدامس واحد» و»غدامس اثنين»، تجمع الأعداء الاشقاء.

بكل تأكيد الحلول المعروضة لهذا الحوار تجد عدم قبول لدى البعض واستحسانا عند البعض الآخر، و هو أمر طبيعي لكل افتراضية حلول.

الدماء التي سفكت بين الأطراف والبحت عن نتائج مرضية للأطراف المتنازعة في تقاسم السلطة والثروة سوف تبقى عائقا أساسيا.

الأطراف المتحاربة سوف لن تتنازل فجأة عن مطامعها في السيطرة على الطرف الآخر وإذلال خصومها والسيطرة على المقدرات والثروات التي تعج بها ليبيا.
الأطراف المتحاربة هي الأخرى اليوم رهينة لسياسات خارجية تفرضها دول بالمنطقة تدعم الأطراف بالسلاح والمال، وهذه الأطراف تفرض سياستها و تعطي أوامرها الى الفصائل المتحاربة، ومن ثم سيكون للحوار أطراف تختفي في الظلام وتقود عناصر.

الأطراف الخارجية التي تدعم الحرب الدائرة في ليبيا سوف تكون عائقا أمام اي حوار، ولربما ستكون عامل فشل للمصالحة بين الليبيين.

مهما كانت نوعية الحروب ومهما كانت نوعية النزاعات وأسبابها بين مواطني الدولة الواحدة لا يمكن إلا ان تخلق عداء من الصعب ان تمحوه فقط جلسات حوار عارض، ولهذا عبر التاريخ السياسي للحروب والنزاعات الأهلية من الصعب ان تتغير إلا بقوة عارضة قادرة على ان تفرض سيطرتها على الأمر الواقع، بينما في النزاعات والحروب الدولية فالحوار هو المجدي.

ومن ثم يكون عصب الحلول والخروج من هذه الحروب، كما هو الحال بين أمريكا وفيتنام.

نخلص الى ان حوار غدامس سيكون من الصعوبة تحقيق أهدافه، أي وفاق وطني ليبي، طالما أن عناصر الحوار هي بأيد خارجية، ولهذا أنصح السيد ليون ممثل الأمم المتحدة في ليبيا ان يبحث الأمر مع سفراء الدول المتورطة في النزاع الليبي.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا