هل سينجح الفوضويين في حكم ليبيا……… او التخلي عنها - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

الفوضويين (Anarchists) هم ما نراهم اليوم في غرب وشرق ليبيا يحاولون الاستيلاء على السلطة وبالقوة وضد الشرعية. الفوضويين قد نرى وبكل وضوح الإغراءات والانحرافات لديهم للوصول للسلطة، فضلا عن عدم انسجامهم مع المجتمع الليبي، سيضلون غير قادرين على شرح كيفية العمل وبفاعلية مع الشعب الليبي نتيجة افكارهم وتصرفاتهم وهروبهم في التعامل مع من اجل ما قامت به هذه الثورة.  كذلك الى ضحالة افكارهم وقيمهم في التعامل مع النخب السياسية الأخرى.  لهذا لجاؤا الى السلاح كحل بسيط لهم لفرض أنفسهم والاختباء وراء لوردات الحرب وعندما ينفضحوا او يهزموا سيتركون الساحة ويهربون. هؤلاء ليس لديهم إيي استراتيجيات للعمل مع الاخرين ودائماً يعيشون حياة فوضوية والى الأبد. عليهم ترك السلاح والانخراط مع المجتمع الليبي ونبد العنف وترك النخب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاستراتيجية والمثقفين لقيادة هذا الوطن الى الافضل قبل ان يؤخرونه بأفكارهم الهدامة والظلامية دون إدراكهم بأنهم فوضويون يعيشون حالة ضياع وهروب من الحقيقة وهي ان الشعبً ضاق دراعاً بهم.

الفوضويين عندما جاءت فرصة لهم لممارسة نفوذهم واخد السلطة في ليبيا، كان عليهم إما أن يتناسوا الماضي وما فعله بعض منهم مع نظام القذافي وكذلك محاولتهم المستميتة وقبول مناصب في السلطة أو دعوا الآخرين الى أخد فرصتهم في السلطة.  لم يفعلوا هذا وحاولوا وبكل الطرق شل الحركة السياسية في ليبيا وتميعها لصالحهم حتى يتحصلوا على النصيب الأكبر في السلطة والثروة والنفوذ. هذا تم خلال المجلس الانتقالي وحكومة الكيب بعد التحرير واستمر الى نهاية المؤتمر الوطني العام. عندما أجريت انتخابات البرلمان والبلديات وهيئة صياغة الدستور، لم يكن لهم نصيب كبير في هذه الانتخابات، فأعلنوا حالة الفوضى في ليبيا وعطلوا العملية السياسية في ليبيا ودخلت البلاد في حرب أهلية الى يومنا هذا.

الفوضويين يستخدمون في كل الوسائل حتى تتحقق مأربهم وهي ليس لها أي ابعاد استراتيجية وانما وليدة أفكار اشخاص يعتبرون أنفسهم قيادات لهذه المجموعات. لا يعبرون عن استراتيجيات بعيدة المدي وأنما طموحات شخصية ليس الا وهي ستوصلهم الى نهاية غير حقيقيه. هذه الوسائل لا يهم ماهي حتى وأن كانت فاسدة وليس لها مردود على الصالح العام. الفوضويين دائماً ينتظرون في ردة فعل الناس وكذلك مبادرة الناس قبل اتخاد أي قرار لأن ليس لديهم أي ابعاد لكل ما يفعلونه وكل افعالهم هي عبارة عن ردة فعل وعادة ما تكون انتقامية للإطاحة بالطرف المنافس وحتى وأن كان الطرف الاخر ناجح مائة بالمائة. الفوضويين يترددون في اتخاذ أي قرار بخصوص من يتولى السلطة طالما أن هنالك مبدأ الحفاظ على السلطة في يد من يقودونهم.

الفوضويين دائما يصوفون بالنقاد الغاضبين ويتظاهروا بأنهم ليسوا قادة وليس لديهم أي توجه استراتيجي ما من شأنه يعزز من استمرارية المؤسسات بالدولة. مسألة القيادة بين الفوضويين غير مستمرة ودائماً هنالك طريقه لتفريقهم واحد بعد الاخر.  هم وضعوا أنفسهم بالقوة وأشهروا السلاح ضد الشعوب وهؤلاء عادة ما يتلاشوا والى الابد تحت ضغط الشعب وخلوهم من الأفكار والاستراتيجيات العامة لحل الازمات المفتعلة وغير المفتعلة اثناء توليهم القيادة المزعومة اثناء الفوضى العارمة بليبيا. يصرون على التغير وباي وسيلة وعادة هذا الإصرار يؤدي الى كوارث ويهزم هؤلاء الفوضويين والى الابد. الأمثلة كثيرة واقربها بليبيا ما بين سنة 1920-1927م عندا حاول السويحلي فرض نفسه على غرب ليبيا ولم ينجح الى أن تمت هزيمته عسكرياً وتراجع الى مكان اقامته وحاول العديد من المرات فعل أي شيء. ها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم ونشاهد بأم اعيننا الفوضويين يحاولون التمسك بفرصة جاءتهم على طبق من الذهب وبعد ما اطاحوا بالقذافي، ولوا أنفسهم وسطاء على الشعب الليبي سوء في شرق أو غرب ليبيا. هذه الفوضى لن تنجح ودائماً تفشل في نهاية المطاف وينجح الشعب في دحرهم. لسوء حظ الفوضويين الان أنهم يعملون ضد الشرعية والمجتمع الدولي مع الشرعية في ليبيا. حتى وأن المجتمع الدولي دائماً يفضل الأقوى على الأرض، لأنه سيفرض الامن والأمان للمواطن ولهم،  ويكون هنالك شبه استقرار ، الا انهم لا يفضلون التعامل مع الفوضويين الا تحت مضلة معينة ينصبونها هم ويختارون من يدخل تحت هذه المضلة ويحمونه ويفرون له الظل والحماية من الشعب.

توقيت الهجمات المفاجئة وباستعمال السلاح والنفوذ والاقصاء كلما امكن لكل النخب السياسية والقيادية بتلك الدولة من قبل هؤلاء الفوضويين وحدث هذا مع معظم الثورات بالعالم.  هذه الثورات قامت من خلال الأقليات الواعية وهي صغيرة على رأس كتلة كبيرة تفتقر إلى الوعي. لهذا يتوهم الفوضويين بأنهم ناجحون في دحر هذه الأقليات وهؤلاء النخب ولكن سرعان ما يحدث تغير وتتجدد الثورة من جديد بعد أن ينفضحوا أمام الشعب. سيأخذ وقت وجهد كبير لفضحهم ولكن في ليبيا انفضحوا والان يحاولون وبكل شيء الاستيلاء على السلطة وفرض أنفسهم بالقوة على إرادة الشعب عندما اختار البرلمان وهيئة الستين والمجالس المحلية والتي لم يتحصلوا على اغلبية في  أي منها. الأيديولوجيات الظلامية والتي تريد ارجاع الشعب الليبي الى القرون الوسطي أو ما قبل غير مقبولة الان. قوة السلاح لا تخضع الشعب الليبي الى ايديولوجيات هؤلاء الظلامين من الفوضويين. كذلك مطامع الفوضويين كثيرة ومنهم لا يحمل أيديولوجية وأنما طامع في السلطة والثروة وفرض نفسه بالقوة على الشعب الليبي. هاتين الفائتين هما ما سوف نطلق عليهم الفوضويين. قادتهم معروفين ودائما لا يطلعون في الصورة وأنما يستغلوا في الاخرين من قادة المليشيات وبعض اعيان القبائل واعتي المجرمين لتنفيذ ما يريدونه من مطامعهم الشخصية ليس الا.

الفوضويين يفعلون في هذا، ليس حرص على الوطن ولا حماية للثورة ولا نزولاً عند رغبة الشعب وأنما هو فرض أنفسهم لأنهم يروا أنهم هم الأنسب في هذا الوقت حيث الساحة السياسية خالية والمجتمع الدولي مشغول بدعش والانهيار الاقتصادي.

الأنسب والاصلح لهم هو الجلوس على طاولة الحوار ومع الاخرين وطرح مطالبهم سوء الشخصية أو كما يدعون الوطنية ودون شروط مسبقة. الحوار يكون شامل ولا يكون فيه منتصر أو مهزوم أو مؤيد أو ضد نظام القذافي. يكون فيه ليبيون وليبيات من اجل ليبيا وشعبها فقط ليس الا. لهذا الحوار يجب أن يكون شامل للجميع وبالجميع فقط. الحل الوحيد لأنهاء هذه الفوضى المفتعلة من هؤلاء الفوضويين، هو إيجاد وسيلة للجلوس مع البعض والتحاور من اجل الوصول لهدف واحد وهو حماية ليبيا وشعبها من التقسيم وابعاد مطامع الجيران. ما لم نتحاور ونتغاضى عن كل شيء من اجل ليبيا، فحتماً ستضيع ليبيا الى 20 او 30 سنة اخري وربما أكثر أذا استمر الفوضويين في افتعال أسباب وهمية وطرحها على بعض الناس ليتم دعمهم وباستمرار. ليبيا للجميع وبالجميع يجب أن تبني.

ليبيا حرة وقادمة بعون الله

د ناجي جمعه بركاتِ



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا