هل فعلا الأجنبي مستعمر؟! - عين ليبيا

من إعداد: ليلى سويسي

كم من التهم رميناها على ظهر الأجنبي.. جميعنا وصفنا الأجنبي بالمستعمر!!.

تعاملنا مع السفارات الأجنبية بمنطق أنها المستغل وضد الشعب وضد ليبيا.. وحتى ضد الله والإسلام.

رغم أن العديد من السفارات والدول والبعثات حاولت أن تضع القطار الليبي على سكة الأرض الليبية.. لكنهم لم يجدو السكة أساسا.. لأن هنالك مجرم ليبي قطعها ونهبها وحرقها حتى لا يمر منها القطار.

تكلمنا عن النفط المهدور والرزق المحروم.. ورمينا القذرات على الأجنبي وتناسينا أن نفطنا أقفلته سواتر المحاربين وبيانات المتعنتين وأصحاب المصالح والمناصب السياسية.

تناسينا.. مرارة الخذلان تجاه دموع التكالى واليتامى.. والقتلى من الطرفين وسوقنا لفكرة أن نزيف الدم سببه أجنبي سرق رغيفنا.. وتناسينا المذنب فى حق أبناءنا ومن هدر دماء إخوتنا وأبناءنا.

تناسينا فتاوى ما يسمى مشايخنا المعتمدة على نشر الغل الأسود والقتل المتعمد.. لا الاعتماد.. على لغة قرآننا الكريم وسنتنا السمحاء لصناعة الفتوى الداعية للتصالح بين الإخوة وإنما المؤسسة على لغة الإسلام السياسي الذي يرى بعين دواعش المصلحة والسياسة لا لتراب الوطن وسيادته.

بجلنا وشرعنا وصمتنا عن فتاوى من يسوق لفكرة أن من يقاتل الشريك الآخر فى هذه الأرض البائسة هو الشهيد وأن الآخر هو الجيفة التي تستحق الحرق والتنكيل وـشياء بشعة أخرى.

تناسينا.. كل الحرائق والأرزاق المهدمة على رؤوس وقلوب البسطاء من شعبنا الطيب.. وحملنا صور الدكتاتور الجديد وأهدرنا دم من رفضه.

تناسينا.. نداء ومواقف العواصم والدول والسفارات وحتى القارات لإيقاف الاقتتال بيننا والتي رفضها تجار الحروب من ساستنا عبر قنواتهم الإعلامية الداعية للكراهية والفتن.

تناسينا السبب الحقيقي وراء المزيد من البؤس والألم والتدخل فى سيادة بلادنا وأن وراءه حكومات لقيطة متتابعة لا تسند على شرعية الشعب الحقيقة رغم دعم بعضها من الأجنبي والتي جاءت كنتاج للمناخ المسرطن لساستنا.

أيضا تناسينا من كان السبب فى هدر أموالنا وسرقة ميزانياتنا حتى أوصلونا إلى فكرة تشكيل لجنة دولية اقتصادية لمراقبة صرف العوائد النفطية وآليات صرفها.

علينا أن نحاسب أنفسنا وأبناءنا وإخوتنا وساستنا.. على ما ائتمناهم عليه من ثروة نفطنا والتي سلموها للأجنبي والمرتزق.. وليس على تصريحات فيسبوكية يُطلقها الذباب الإلكتروني المؤجور من بعض القاده السياسيين.. للسيطرة على انتباه وعقول ومواقف البسطاء من شعبنا.. ولإطالة آمد وجودهم في الحكم بإلهاءنا بصراعاتهم التافهة عما هو أكبر وأهم!!.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا