هل لدى ليبيا خبرات كافية لتسير المرحلة الحالية والقادمة - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

يمكن تعريف الخبير حسب بعدة تعريفات ولكن واكثرها وابسطها “هو من يملك خبرة في ادارة او تسير عمل ماء ولمدة تتجاوز 15 سنة”. نحن في ليبيا دائما نقول عندنا خبرات كثيره في كل المجالات . هذا ليس صحيح فكل ما لدينا هم ناس اكاديميين لديهم من المعلومات الكثير ولكن ليس لديهم من الخبرة والكفاءة. ستجد الاداري يطبق ما تعلمه من مديره والذي تعلم الادارة من شخص ليس لديه اي خبرة وكل شيء هو عبارة عن روتين يومي يمر به كل واحد دون اي طموح لتطوير نفسه. ستجد من تخرج من الجامعة لا يقوم بقراءة او متابعة تطورات تخصصه. الكثيرون يقول ان لديهم دبلوم في التخصص كذا او ماجستير في التخصص كذا وكل هذه شهائد ضعيفة جدا لا تقدم الشخص حتي شبر واحد وانما تكسبه زيادة في المعلومات في مجال ضيق جدا وليس في التخصص نفسه. من تحصل عليهل لم يقم باي عمل ميداني او تطبيقي او اختبر معلوماته في مجال تخصصه. هي عبارة عن زيادة معلومات فقط ليس. الاقليل جدا وهي شهائد لتحسين الوضع الاجتماعي والوضع الوظيفي . اذا فغلا الشخص تحصل على شهادات في الدارسات العليا ووجد من يأخذ بيده ويعلمه، فهو سيصبح خبير ولكن اذا اخد الشهادة وعلقها ومن يومها لم يفتح مجلة او يحضر مؤتمر او يقوم بحضور دورات لتطوير نفسه، فحتما سيفقد معلوماته ويدخل في دائرة الروتين ويفقد خبرته البسيطة ويبدلها بعدم كفاءته في ادارة وتسير ذلك المكان ويصبح يبحت عن المناصب فقط كما هو الحال في ليبيا. لذلك يجب ان نعترف بانه ليس لدينا خبرات كافية وان وجدت فهي تحتاج الى تطوير ومساعدة لتقديم الافضل ما لديها.

 اذا نبحث في صفحات الانترنت سوف تجد الكثير من الصفحات تعٍرف بالخبير ولكن وجدت اقرب الاشياء للتعريف بالخبير في هذه السطور وبعدها الرابط لهذا. خبير (بالإنجليزية:expert) هو شخص معترف به كمصدر خبرة في فرع من فروع المعرفة ، خبير معماري ، خبير جيولوجي ، خبير مباني ، خبير منشآت مثل الكباري ، أو خبير مفرقعات ، وغيرها. والخبير في العادة يكون أكاديميا أنهى دراسته الجامعية واشتغل عدة سنوات وحصل على خبرة مستفيضة في مجال عمله . ويمكن أن يكون الخبير شخصا موثوق في معرفته الجيدة في مجال عمله ، ويكون ملما بمعرفة فرع تخصصي أكثر من الشخص العادي المشتغل في ذلك العمل. http://ar.wikipedia.org/wiki

في ليبيا يوجد بها عدد كبير جدا من الاكاديميين وفي مختلف المجالات والمناشط. لا نعرف ما ماذا خبرة كل اكاديمي في مجاله وما مدي قدراته في تطبيق خبراته وتسير جهة معينة او ادارة معينة في الدولة الليبية الحديثة. معايير تطبيق الخبرة ليست موجودة ولا يمكن ان نضعها دون ان تكون لدينا معرفة بماذا نريد ومن هم  الخبرات الجيدة. ليبيا تريد خبرات في المجالات الأتية وهي:

1-    قياديين على جميع المستويات

2-    استراتيجيين ومحللين

3-    من يضعون خطط وينفذون رؤية القادة

4-    خبرات في صنع القرار الصحيح والشجاع اثناء الازمات

5-    خبرات في المصالحة الوطنية

6-    خبراء اقتصاد وقانون  وكمبيوتر وتقنيات حديثه

كما نعرف الشخص الاكاديمي دائما مبدع في مجاله اذا طور نفسه وواكب التعلم والتعليم. يسمي عالم وبرفسور ويستفيد منه الطلبة ولكن لا يقحم نفسه في السياسية. الكثير من الاكاديميين لا يملكون القدرة القيادية وليس لهم دراية بالاستراتيجيات ووضع الخطط. المرأة قيادية داخل بيتها ومع اسرتها ومحافظة علي بيتها واسرتها. كذلك يمكن صنع منها قيادات في مجال تخصصهن واشاركهن في العملية السياسية والتنفيذية والتشريعية.  هنالك عدد مأهول ممن تحصلوا على شاهدات جامعية بليبيا ومنهم من تحصل علي شهادات عليا وفي كل المجالات. الشهادة لا تكفي والمعلومات لا تكفي ولكن من طبق هذه المعلومات في مجاله وبالطريقة الصحيحة وتدرج في سلم الوظائف وتحت رعاية من لديهم خبرة في دلك المجال، فعلا سيصبح خبير في مجاله وسينقل خبرته الي الاجيال القادمة. من تحصل علي شهادة ولم يمارس العمل مع من هم اقدر منه ولديهم خبرة في نفس المجال، هذه الشهادة لا تعني شيء. الاعتماد علي من لديهم خبرة في اي مجال، سينجح العمل  بعكس من لديهم معلومات كثيره وهؤلاء اخطر علي الدولة او الجامعة او المستشفى او المصلحة من اي شخص اخر. الخبرة تؤدي الى صنع الجودة واذا بحتنا عن الجودة، فأننا حتما سنجد ورائها الخبرة ومن ساهم في صنع هذه الجودة، هو الخبير او الخبيرة في ذلك المجال.

نحن في ليبيا يجب ان نعترف بأنه ليس لدينا الخبرات الكافية لتسير هذه المرحلة. صحيح يوجد لدينا عدد من هؤلاء سوء بالداخل او الخارج. لا نعول علي من يعيشون في الخارج هذه الايام وربما سيرجعون عندما تسمح ظروفهم. يجب التركيز على من هم داخل ليبيا وتحفيزهم لقيادة الاماكن الحساسة . هؤلاء موجودين ولكن كلهم لا يريدون ان يكونوا في الصورة. تعلمت من هؤلاء بأنهم لا يأتون ويطلبون وظائف ولكن انت تذهب اليهم وتطلب منهم المساعدة. هنا يكون عامل التزكية مهم جدا وخاصة من شخص معروف بأنه فعلا يعرف كيف يقيم الناس.

من عاشوا في الخارج والان في ليبيا ، لديهم افكار ورؤي وخطط يريدوا ان يطبقوها وبحذافيرها في ليبيا اليوم. هذا لا ينفع ولن ينجح ولكن العمل مع من هم خبراء بالداخل لا يجاد عدة طرق لتطبيق افكارهم، سيكون افضل من ان تأتي بشيء ليس معروف وليس له قواعد بليبيا وتريد ان تطبقه علي ناس لم يعيشوا تجربة هذا الطرح. لهذا فشل الكثيرون من الذين اتوا من الخارج وعاصروا حكومة الكيب وبقوا داخل مكاتب محاولين توصيل خططهم وافكارهم للناس عن طريق اشياء جلبوها وبحذافيرها من الخارج دون ان يكونوا ملمين بعقلية وتفكير من هو بالداخل. لهذا الناس سخطت عليهم وصارت محاربة من يأتي من الخارج ويعطي وظيفة قيادية، غير مرغوب فيه ابدا. لقد قاد هذه الحملة من يتسترون وراء الدين لسكب عواطف الناس. وهم ضد التطور ويريدون ان يعلموا الليبيين والليبيات الاسلام من جديد حسب ما يقولون. هذا موضوع اخر يجب الخوض فيه في وقته.

ما هي الحلول:

1-     يجب ان نعترف بأنه ليس لدينا الخبرات الكافية او الكفاءات الجيدة في القيادة ويجب ان نستعين بمن هم اقدر واكفاء من غير الليبيين او الليبيات. لا باس في هذا ونأخد مثلا الامارات ، ماليزيا وهؤلاء استعانوا بخبرات اجنبية في كل المجالات و القياديين كانوا من الخارج في معظم المجالات الحيوية. دفعوا لهم اموال وهيئوا الظروف لهم مما يساعدهم علي انجاز اعمالهم. كذلك وفي نفس الوقت بدأوا يصنعون في قادتهم واحد بعد الاخر. اليوم لديهم خبرات وطنية وقياديون في كل مكان حساس بهذه الدولة وله مستشارين من الخارج. لماذا لا تكون ليبيا هكذا؟

2-    تطوير ما هو لدينا من اكاديميين  ومن يشتغلون في جهاز الدولة. هنا لا نريد كل احد ويجب اختيار العناصر الجيدة والتركيز عليها واعطائهم فرص لكسب الخبرة من الاجنبي وكذلك تحفيزهم بتطوير انفسهم والاستمرارية في تطبيق ما يتعلمونه. هؤلاء هم من سيطبق خطط وبرامج القيادي وهم من ينفذ اهداف القيادي وهم العمود الفقري لتلك المصلحة او الجهة للإنجاح خطة التطوير والتغير

3-    يجب ادخال منهج التغير وعلي اسس صحيحة والاستعانة بخبرات اجنبية للمساعدة في اتباع خطوات التغير خطوة خطوة حتي تنجح كل رؤية واستراتيجية وخطة يرسمها القادة ومن معهم

4-    يجب تحفيز واختيار الانسب لمن يريد ان يتحصل علي شهادات عليا في تخصصه مثلا:MBA or MSc, EMBA وبأشراف جامعات متخصصة ومتابعة هؤلاء بعد تخصصهم وبأشراف خبرات اجنبية.

5-    وضع خطة شاملة لهذا ولمدة 5-10 سنوات دون يكون هنالك مجاملات في الاختيارات ويجب ان تكون الاعداد مواكبة لعمليات التغير.

6-    تشجيع القطاع الخاص بالمشاركة في هذا وتنمية مواردهم البشرية مما يسمح في تطوير الخدمات المقدمة للمواطن الليبي

7-    الابتعاد عن الدول والتي لا تملك خبرات كافية وهمها الوحيد ان تأخذ منك ولا تعطيك شيء. اول هذه الدول هي الصين وتركيا والهند. هؤلاء لن تسفيد منهم ولن يعطوك الخبرة الجيدة ، فهم معرفون بأخذ الاشياء ولا يفدونك بشيء.

انا اعتمدت كتابة كلمة الخبرات الاجنبية وليست العربية. الخبرات العربية ليست بحال افضل من الخبرات الليبية وكلهم يعيشون نفس الوهم بأن لديهم ما يكفيهم من خبرات محلية. لهذا مازالوا في نهاية الركب ولن يتقدموا ولن ينافسوا العالم. ليبيا ليست تونس او مصر او المغرب . ليبيا لديها المال ونسبة الامية اقل من 3% ونسبة خريجى الجامعات من الرجال تصل الي 92% والنساء 83% وهذا لن تجده في أي دولة افريقيا ولكن تنقصهم الخبرة والكفاءة. من السهل تطوير هؤلاء اذا وجدت البرامج الصحيحة والاستعانة بما هو انسب وافضل ما هو موجود بالعالم. احسن شيء يمكن عمله ولن تندم عليه هو “الاستثمار في الناس،invest in people”. اذا استثمارنا في الناس اليوم سيكون افضل مردود لدينا غدا ان شاء الله.

تحديد الخبرات مهم من الليبيين والليبيات ثم تحديد من نحتاج اليه من قياديين وفي كل المجالات من الاجانب ومن بعدها نبدأ في وضع او ما نحتاجه للإنجاح برامج واهداف هذه الثورة. هذا كله يحتاج الى خطط وبرامج طويلة المدي. اما على المدي القصير فهذا يحتاج الي وقت اخر للكتابة وكتبنا فيه من قبل ورئيس الوزراء لديه اولويات ولو تحققت، فأن الثورة تسير على الوضع الصحيح. اهم شيء لهذا الوقت هو اختيار فريق عمل جيد ومن الليبيين والاستعانة ببعض الخبرات الاجنبية وليست العربية.

ليبيا حرة وستضل حرة



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا