هل هدأت العاصفة؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. محمد إسماعيل

اتضح للجميع أن هناك طرفا يمتلك سلاحا نوعيا لا يمتلكه أي طرف من الأطراف الأخرى.

هذا السلاح هو الإعلام الذي استطاع به خلق رأي عام غاضب ومستنكر في ساعات معدودة، رأي عام نسى مشاكله وحاجاته اليومية.. غلاء المعيشة وانقطاع الكهرباء والبنزين والديزل والسيولة النقدية والنظافة العامة والكورونا وحولي العيد إلخ.

نسى كل ذلك واستنكر وندد وأصبح يتحدث عن اليهودية والصهيونية والقضية الفلسطينية والعمالة والمؤامرة والنكبة إلخ.

بالتأكيد ما حدث بالأمس خطأ فادح وعبث.. وهروب.. وفوضى.. لا أحد يعترف!.. حتى تندر البعض أن ليفي نفسه لا يعلم كيف جاء ومن أعطى طائرته الإذن وسهل له إجراءات الدخول!.

لا يمكن أن نُبرر له بأنه تكتيك سيجلب فرنسا من أذنها أو أرنبة أنفها.

ما حدث بالأمس هي رسالة.. مفادها.. نحن نستطيع.. (مازلنا نحنا هم نحنا) هي ضغط وتحذير وإنذار للسلطة الحالية التي يتحكم بها أفراد ومجموعات ولوبيات وجهويات ويعترف بها العالم.. (لو استشاروا أقل الناس دراية بعقل الشعب وعقل الآخر ومتابعة للواقع السياسي ومعرفة بعواقب الأمور لنهاهم عن قرارهم السريع وغير المحسوب).

الإعلام الأخضر يرى في الصهيوني برنار ليفي سببا رئيسيا في إسقاط نظام القذافي، فتاجر بالوطنية والسيادة واستطاع تجييش الكثير الذين دخلوا في حالة ديماغوجية.

نسي هؤلاء الوطنيون الخضر و غيرهم أن القائد الأممي.. وهو يتلقى الصفعات ويترنح.. في سكرات الموت ..حذر “إسرائيل” من خطورة ثورة فبراير على أمنها واستقرارها وأن الدور القادم عليها!.

إعلام الكرامة اندمج مع المتباكين حول حائط السيادة والماضي التليد وبدأ كربلياته ولطمه وندبه!.. ربما نجد له عذر.. كون شخصية مثل برنار ليفي يمكن أن تؤثر على الرأي العام الفرنسي المهيأ مسبقا والمقتنع بأن حفتر يحارب الإرهاب.

هذا الرأي العام الناقم والحاقد لكل ما يمت للإسلام وأحزابه وتياراته وجماعاته!.. يمكن أن يغير ليفي هذا الرأي العام ويطالب بجلب حفتر للعدالة.. هو معذور.. ربما ينجح ليفي المتنفذ إعلاميا في تغيير الرأي العام الفرنسي والأوروبي والعالمي.

وبالفعل صدق ظنهم ما هي ‘لا سويعات حتى بدأ برنارد بالتغريد على مجازر أطفال ترهونة المكبلين.. متهما حفتر صراحة!.. ليفي الذي لم يتكلم عن هذه المقابر الجماعية التي فاقت الـ10 مقابر بكثير.. لم ينبس ببنت شفة منذ شهرين.. من يعرف تأثير ليفي ودوره المحوري بين “إسرائيل” وفرنسا يعلم أن بإمكانه التأثير..

هذه لمحة عن عاصفة الأمس اكتفيت بها بالتلميح الواضح.. لا أريد الحديث أكثر.. فتوضيح الواضحات من الفاضحات.

ختاما.. أنصحكم فيما هو قادم بأن لا تغضبوا بسرعة وتضبطوا أنفسكم وتلتزموا الهدوء.. لا تنفعلوا وفكروا بالموضوع من كافة جوانبه.. وركزوا.. من المستفيد.. وللحديث بقية إذا لزم الأمر.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا