هل هناك اتفاق على عودة الأخوان للواجهة السياسية فى ليبيا ؟ - عين ليبيا

من إعداد: سعيد رمضان

ماذا نفهم من تلك التصريحات المفضوحة التى يطلقها هذا الطرف أو ذاك من المتصارعين على السلطة فى ليبيا بين الحين والآخر ؟
بالطبع فهى تكشف لنا عن تربيطات وتحالفات جديدة بخصوص تقاسم المصالح ،حيث يغازل كل طرف الأخر ببعض الكلمات المعسولة أمام الرأى العام الليبى الذى يعلم علم اليقين بأستحالة الجمع بين ” القط والفأر ” فى بيت واحد ، وأن تلك التصريحات الزائفة تعبر على أن جميع المتصارعين على السلطة يعملون بمبدأ ” اللى فى القلب فى القلب يا كنيسة ” وكل منهم الآن ” يتمسكن حتى يتمكن ” وهذا الأمر بالطبع لايبشر بالخير ولاننتظر من ورائه أى خير .
خرج علينا رئيس حزب العدالة والبناء الأخوانى ” محمد صوان ” قبيل عملية أنتخاب رئيس للمجلس الأعلى للدولة وبالتحديد يوم الأربعاء الماضى ليقول لنا ” أنه يحتسب من قدموا أرواحهم مع عملية الكرامة بصدق ونية محاربة الأرهاب من الشهداء ، مشيرا الى أن الأجر حاصل لمن قدموا الدعم والتأييد بشتى أنواعه لذات الغرض من القبائل والعائلات ” .
يوم أمس الأحد تم أنتخاب رئيسا جديدا للمجلس الأعلى للدولة خلفا لعبد الرحمن السويحلى ، حيث تحصل عضو جماعة الأخوان المسلمين وحزب العدالة والبناء ” خالد عمار المشرى ” على 64 صوتا من أعضاء المجلس الأعلى للدولة وفاز برئاسة المجلس .
” خالد المشرى ” 51 عاما من مدينة الزاوية أنتخب عضو بالمؤتمر الوطنى العام فى أغسطس 2012 ، ثم عضو بالمجلس الأعلى للدولة الذى تشكل عقب أتفاق الصخيرات مطلع 2016 .
وأتسمت تصريحات المشرى السابقة بمهاجمة مجلس النواب الذى أعتبره فى كثير من اللقاءات يماطل أزاء الأتفاق السياسى بما يضر بالوطن وفق قوله .
كما دافع المشرى خلال الفترة الماضية عن جماعة الأخوان المسلمين التى قال أنها تتعرض لمهاجمات مستمرة تحول دون أن تعرض أفكارها ورؤيتها على الرأى العام .
وفى أول تصريح عقب أنتخابه رئيسا لمجلس الدولة قال المشرى ” نحن نعتقد أن المرحلة الأنتقالية يجب أن تنتهى بأسرع وقت ممكن ، وسأعمل جهدى أنا وزملائى ونحاول أن نخرج من المرحلة الأنتقالية الى مرحلة دائمة الى مرحلة دستورية الى أنتخابات “.
بكل صراحة نستغرب هذا الصمت الغريب من قبل مجلس النواب بحصول جماعة الأخوان وحزب العدالة والبناء تحديدا على رئاسة مجلس الدولة ،فهل الثمن الذى قدمه “صوان ” يستحق حصولهم على رئاسة المجلس الأعلى للدولة ولكن ماذا سيتحصل” عبد الرحمن السويحلى ” مقابل ذلك ” رئاسة الحكومة القادمة أم عضوية المجلس الرئاسى “الذى أتفقتم معا على أسقاطه وأستبداله ؟
وكذلك لم نسمع أى تعليق من بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا على أنتخاب رئيس جديد للمجلس الأعلى للدولة ؟
وفى هذا الخصوص أستعير كلمة ” الطبخة جاهزة ” التى دائما مايرددها أخى وصديقى المحترم ” عبد الحق عبد الجبار ” فى كل تعليقاته ، وأطالب السيد المبعوث الأممى ” غسان سلامة ” بالكشف عن نوعية هذه الطبخة الجديدة التى من المحتمل صعوبة هضمها ،فالروائح المنبعثة من الوعاء غريبة ولاتساعد على فتح شهية المواطن البسيط الذى يتألم من شدة الجوع .



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا