هيئة الأمم المتحدة.. كُفّي عبثاً في ليبيا وارحلي! - عين ليبيا

من إعداد: د. عبيد الرقيق

هيئة الأمم المتحدة التي تضم في عضويتها أكثر من 200 دولة، فيما يشكل هيئة رسمية جامعة لكل أمم الأرض، كان ينبغي أن تكون عونا للشعوب المغلوبة عن أمرها، وسندا للمستضعفين في اي بقعة من العالم، هذه الهيئة التي مضى على انشائها قرابة القرن، يؤسفني أن اٌقول أنها قد اخفقت طيلة هذه الفترة الطويلة في تحقيق ما من شأنه مساعدة الشعوب المستضعفة، على اجتياز ازماتها الا في بعض الحالات القليلة، وبكل مرارة كانت في اغلب الأحايين مصدرا للأزمات وتعقيدا للمشكلات من خلال تدخلها في بعض الدول بدعوى الإصلاح والمساعدة.

أقول هذا ليس تشكيكا في النوايا ولكن من منطلق أن النوايا وحدها لا تكفي، فالأمم المتحدة عوّدتنا دائما على حسن النوايا الظاهرة المعلنة، والتي لم تعدو كونها مجرد أمنيات فضفاضة وما يشبه ألأحلام، حين نسقطها على واقع الشعوب التي تعاني الأزمات، وتتواجد فيها هيئة الأمم من خلال بعثاتها ومندوبيها وبكثرة، لكن النتائج دائما مخيبة للأمال وفي غير مستوى المهام المناطة بها، وهذا ما نلحظه واقعا مزريا في دول عديدة على امتداد القارات، وهذا ما جعل هيئة الأمم مجرد منبر للتنديد والشجب والاستنكار …إلخ.

ليبيا طبعا واحدة من الدول التي كان ولا يزال لهيئة الأمم تدخلا ووجودا كبيرا فيها، وهنا وجب التذكير أن الأمم المتحدة هي من منحت ليبيا استقلالها كدولة عبر التصويت على مشروع الاستقلال المقدم اليها في مجلس الأمن عام 1951م، وإن شهدت ليبيا عقب ذلك فترة استقرار وهدوء استمرت حتى عام 2011م، الا انها اليوم تعيش واقعا مضطربا ووضعا غير مستقر منذ 2011م، والمؤسف حقا هو أن هيئة الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن هي من سمحت بالتدخل العسكري في ليبيا من خلال حلف الناتو عندما شهدت ليبيا انتفاضة شعبية ضد نظام القذافي.

لقد تدخلت الأمم المتحد آنذاك بحجة مساعدة الشعب الليبي وحماية المدنيين من بطش ادوات النظام، لكنها بمجرد أن سقط حكم القذافي رفعت ايديها وتركت الليبيين وحدهم، يعانون ويلات الفوضى المسلحة وما نتج عنها من حروب أهلية وأعمال قمعية، حيث بطشت بالليبيين ايد غادرة مجرمة، انتهزت فرصة تلك الفوضى بعد أن استحوذت على السلاح وتشكلت في مجاميع ميليشاوية مسلحة عاثت ولا تزال في الشعب تشريدا وتهديدا وفي المؤسسات فسادا ظاهرا وتدميرا ممنهجا، حتى وصلت ليبيا الى حافة الإنهيار اقتصاديا وإجتماعيا وقبلها أمنيا.

إنه وواقع هذه الحال وبعد تجربة مريرة مع هيئة الأمم المتحدة، بالنسبة لنا كليبيين و قياسا على تجاربها في الصومال ولبنان والعراق واليمن وغيرها من دول العالم، يمكننا القول أن هيئة الأمم قد فشلت تماما في الملف الليبي، ولهذا فإن استمرار تدخلها في ليبيا يعني استمرار الفشل وتراكمه، الأمر الذي يحتم علينا كليبيين المطالبة الآن بتركنا لحالنا ومغادرة مشهدنا غير مأسوف عليها، ونحن الليبيين إذا مازال فينا شيء من نخوة وعزة نفس وجب علينا جميعا القول “ارحلي ..إرحلي.. وكفي عبثا في ليبيا ايتها الهيئة العاجزة”.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا