وبكينا بدمع العين - عين ليبيا

من إعداد: د. أحمد المغراوي

كان الربيع انتفاضة بكل المقاييس من ليل دامس دام لعقود وكان صحوة لأمة من سبات عميق فخرجت جموع الأمة مطالبين بالحرية والكرامة وانتصرت لحقوقها، مضحية بفلاذت أكباد شبابها الذين صنعوا المجد، والانتصار. لكن المؤامرة على انتفاضة الغqب وقوافل الشهداء كانت ولا زالت أكبر مما توقعه الكثيرين حيث تكالبت على الانتفاضة قوى الردة والتخلف.

الوطن هوية وانتماء ويترتب على ذلك حقوق وواجبات ومسألة جماعية وفردية. الدستور الامريكي الذي كتبه الآباء المؤسسون، يحمي ويحصن اَي أمريكي داخل التراب الامريكي او خارجه ولكنه لا يحمي الامريكي عندما يتعلق الامر بخيانة امريكيا او التعاون مع دولة اجنبية. هكذا تبنى الامم والاوطان. في ليبيا العاهات السياسية تُمارس خيانة ليبيا على المُلا وتعبث بمقدراتها وتتباهاء بذلك على شاشات التلفزيون امثال حفتر،والنايض،وزيدان وعقيلة وجبريل وبقية العاهات السياسية. والاذهاء من ذلك انهم يرغبون ان يحكموا ليبيا من جديد.

في وقت الأزمات ومحن الاوطان من السهل ان تكون دبلوماسي ومن السهل ان تكون سياسي ومن السهل ان تكون رجل بل قضية، ولكن من الصعب ان تكون ثوري،فالثورة ومواقف الرجال توأمان. الأزمات والمحن تبين و تظهر كفأة ومعادن الرجال، وإدارة الأزمات علم يقتضي التفكير خارج الصندوق، لكنا فاقد الشيء لا يعطيه.

فِي محنة طرابلس الاخيرة خرج علينا السيد السراج بتصريح “ونحن لدينا القدرة على تفويض التحالف الدولي (NATO) في القضاء على كل من يهدد العاصمة”.

شي يثير الضحك، والغثيان. يبدوا ان السيد فائز السراج يعتقد ان تفويضه سيقابل بالقبول والتنفيذ مثلما تقابل باقي تفويضاته لمن استباح المال العام. لا يذل كلامه هذا الا على جهل سياسي وأجد له العذر فهو لم يعيش في أمريكيا الشمالية ولا في الغرب ولَم يمارس العمل السياسي من قبل ولولا السيد فضيل الأمين لم تحصل على منصبه هذا. كذلك يبدوا ان السيد فائز السراج لا يعرف الفرق بين الأفريكوم و(NATO).

يبدو أن عيون السيد فائز السراج لا ترى الشمس وانه صدق السيد سلامة وبعض الذين من حوله. كل مهمات مبعوثين الامم المتحدة مائلها الفشل وهي مجرد رد الرماد في العيون للقول بان الامم المتحدة تحاول ان تفعل شي. خلاصة القول ان التعويل عليها وعلى مبعوثيها مضعية للوقت. تعرية الامم المتحدة ومبعوثها   واخراجها من المشهد اصبح واجب وطني وفِي نفس الوقت مطالبة زعيمة العالم الحر بجزم كل الأطراف الإقليمية والدولية التي تعبث وتتدخل في الشأن الليبي وتعمل على عدم أستقراره. الامة القادرة على الحل هي اعظم أمة في العالم والبيت الامريكي لم يترتب بعد!  وزير الخارجية ووزير الدفاع الحاليين بدءا بالرجوع والعودة الي سياسة أمريكيا التقليدية المنبثقة من الدولة العميقة والتي ترسم وتحدد سياسة أمريكيا الخارجية من واشنطن.

رسالتي ودعوتي الي الليبين وكما اشرت في مقال سابق بالخروج في انتفاضة جديدة والمطالبة بخروج كل الأجسام السياسية الحالية من المشهد السياسي حيت لا وجود فيه لهذة العاهات التي تصر على البقاء في المشهد السياسي خوفا من المسألة .فوضع ليبيا مثل اسماك مريضه في بركة ماء وحتى لا تموت الأسماك فالعلاج هو استبدال المياه الفاسدة بمياه جديدة، هذا ما يقوله العلم والتاريخ.

وإذا أراد الليبيون دولة موحدة ومستقرة فعليهم بالدعوة إلى مجلس رئاسي جديد من خمسة إعضاء (عضو يمثل برقة الحمراء، وعضو يمثل برقة البيضاء، وعضو يمثل المنطقة الوسطى ،وعضو يمثل فزان وعضو يمثل طرابلس)  والرجوع الي عشر محافظات واتنان وستون بلدية وحكومة بوجوه شابة جديدة لم تتلوث بأرث الدجال من تسعة وزراء ويكون مقرها مسلاته من أولياتها مسألة كل الأجسام السياسية السابقة  وإنشاء صندوق سيادي خاص لاسترداد الأموال المنهوبة من قبل أشخاص شغلوا مناصب رسمية خلال الفترة الممتدة من سبتمبر الأسود إلى الآن.

إن القبول بمجلس رئاسي جديد من ثلاثة أعضاء (عقيلة وشلقم والسراج) وحكومة يقودها النايض وانتخابات رئاسية بدون دستور سيؤدي لا محالة إلى حرب أهلية.

وأخيرا أذكر الليبين بأن اللعنات تصيب كلّ أمة ترضى بالقليل وتنتظر معجزة، وأملي ألا نبكي وطننا تركناه واستبحناه.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا