وخزات غاضبة - عين ليبيا

من إعداد: فتح الله ساسي

new-article3_10-11-2016

لقد أثبت الذين يلتحفون برداء الدين من إخوان وجماعات الإسلام السياسي يُعاونهم الذين جلبوهم من خارج الوطن من ذوي الجنسيات المزدوجة ممّن كانوا يتسكعّون في شوارع أوروبا وأمريكا ويعيشون على إعانات تلك الدول.. أثبتوا فشلهم الذريع في بناء الدولة المدنية دولة القانون والحريّة التي كثيراً ما صدّعوا رؤوسنا بها! وأثبتوا براعتهم في الهدم وليس في البناء وفي نشر الفساد الذي مسّ كل مفاصل الدولة الليبية المنهارة! فقد شكلّوا الحكومات وامتلكوا المناصب والأموال! ولكنهم لم يضعوا حتى حجراً على حجر!!

حاولت قدر الإمكان حصر الكوارث والنكبات وحجم الخسائر التي أصابت الليبيين في أرواحهم ووطنهم بعد ” نكبة فبراير ” التي جلبت لنا الهّم والغمّ فلم أتمكن من حصرها! فقد عمّت هذه الكوارث والنكبات والخسائر كل أرجاء الوطن المغدور وعلى كل الصُعد!

خدعونا بـ”المباركة والمأمورة والمجيدة” حتى جعلوا من ليبيا تتسوّل الصدقات الأوروبية بعد أن أفرغ خزائنها اللصوص وجعلوا منها “صومالاً جديداً” لعن الله الخونة والمخادعين والعمُلاء!

الإسلام دين واحد.. ولا خلاف عليه! ” خلاف الجماعات الإسلامية ليس من الإسلام في شيء! لأن الإسلام واحد.. إذن الاختلاف هو في شأن سياسي، لذلك فإن إدخال الإسلام في السياسة يؤدى بطبيعة الحال إلى خلف في الدين واختلاف فيه “!

الذين يتباكون عبر “القنوات الفضائية” ويتذمّرون ويُبدون سوء الحال والأحوال! من دفعهم لأن ينساقوا وراء مُؤامرة “السابع عشر من فبراير” التي دمّرتهم ودمرّت وطنهم وجعلت منهم أضحوكة العالم! إن المجتمع الذي يعجز عن إحداث تغيّير نحو الأفضل ما كان ينبغي عليه أن يغامر بانتفاضة تُودى به إلى الهلاك!!

لقد تدحرجت رؤوس كثيرة هنا وهناك تحت شعار: الدفاع عن الثورة! إن تقسيم الشعب في الوطن الواحد بين خونة وأزلام وثوّار هو ما جعل الثورة تتحوّل إلى فوضى عارمة تُسكب في محرابها الدموع والدمّاء!

هل الإرهاب الجاثم على طرابلس أرعب أهلها وبثّ في نفوسهم الخوف والرّعب! تُسفك دماءهم وتُخطف بناتهم وتنُهب مُمتلكاتهم ولا يّحركون ساكناً؟! ميتّون ويخافون الموت! يا جُند جيش الحِمى: ” طرابلس ” تستغيث! هبّوا لنجدتها.. ماذا تنتظرون؟!

إن التخوين الذى انتهجه الإخوان وجماعات الإسلام السياسي، هو إرث إيديولوجي مقيت لنظام أو شكل حكم بائس ينتج عنه الإقصاء والإبعاد والعزل! ولكن لا يمكن بأي حال إقصاء أو إبعاد أو عزل إنسان وحرمانه من الإسهام في بناء وطنه! إن هذا الإرث البائس المتخلف الذي التصق بفئات تسعى للوصول للسلطة واحتكارها هو ما كشف عجزها وفشلها وعقم سياستها!

إن ظاهرة خطف الرجال والأطفال والبنات من مُخرجات “نكبة فبراير” التي حلّت بالليبيين فأذاقتهم الويل وبثّت الرّعب والهلع في نفوسهم! إن الذين اغتصبوا السلطة وأوكلوا لأنفسهم إدارة أمور الليبيين في العاصمة المخطوفة “طرابلس” أثبتوا أنهم عاجزون كل العجز أن يفعلوا شيئاً مُفيداً لهذا الشعب البائس المغدور! وما عليهم إلاّ الرحيل!

ثلاثة مشاكل لا أعتقد أن الشعب الليبي سيتخلص منها بسهولة على المدى القريب

المليشيات المسلحة المارقة الخارجة عن الدين والقانون التي تجوب الشوارع تقتل وتخطف وتبث الرّعب والهلع في نفوس الليبيين!

انقطاع السيولة النقدية في المصارف وما ينتج عن ذلك من معاناة للمواطن الليبي.

ثم انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تنقطع معها المياه ووسائل الاتصال ويعيش فيها المواطن الليبي البائس في ظلام دامس!

يُلقون بالمسئولية على نظام سابق سقط وانتهى! ورغم سقوطه يُحملّونه مسئولية فشلهم وإخفاقاهم وخيباتهم وعجزهم في بناء الدولة المدنية التي كثيراً ما صدّعوا رؤوسنا بها على مدى الخمس سنوات التي تلت “نكبة فبراير” فلابدّ لهؤلاء من التنّصل من المسئولية وإلقائها على الغير.. لو كانت هناك رغبة حقيقيّة صادقة في بناء الدولة لشرعوا في بنائها وإقامة جيشها وأمنها الوطنييْن ولكنه الفشل الذريع الذي يُحمّلونه للنظام السابق حتى بعد أن سقط! وسيظلّون يُراوحون في ذات المكان ويُلقون باللاّئمة على الغير.. هكذا هم الفاشلون دائماً يتنصّلون من مسئولية فشلهم!

[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000″]هذا المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع[/su_note]



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا