وداعا للجامعة العربية - عين ليبيا

من إعداد: عمر الفيتوري السويحلي

المتابع للشأن السياسي في العالم وخاصة في منطقتنا العربية يرى عجبا فلن تستطيع أن تسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقة والمعروفة حيث يصعب أن تسمي ما يمارسه أغلب الحكام العرب ومجالس نوابهم بالسياسة فهو عبث غير مبرر وليس له حدود خلال مائة عام بذات العقلية وبذات الهبل والعبط، فما مارسه شخبوط المجرم في إمارته يمارسه أحفاده اليوم وبذات الخيانة يمارس سلمان وابنه ما مارسه عبد العزيز وابنه سعود وكذلك عبد الله الثاني مثل عبد الله الأول مرورا بالحسين في دهاليز الخيانة والعمالة.

من اعتقد أن انهيار الخلافة العثمانية -وأنا لا أدافع عنها- قد جاء بالنصر المبين فهو بلا شك واهم افتقد عقله فهو قد جاء بالإنجليز إلى فلسطين وأقام دولة ما يسمى بإسرائيل بمباركة ودعم الشريف حسين، ثم جاء العسكر من عبد الناصر وحتى القذافي وصدام والأسد وصالح، حكام جهلة كانوا عبيدا وخدما للاستعمار وتشكلت لهم من قِبل الإنجليز سنة 1945 مؤسسة سميت بالجامعة العربية أرادت لها القابلة التي ولدتها أن تكون في حقيقتها غير عربية ولكي تصبح الدعارة السياسية التي يُمارسها حكامنا بترخيص رسمي ولا أحد يخرج عن بيت الطاعة العربي والذي يتحكم في قراره ثلة من البدو في الخليج أو بعض من يتسولون دراهمهم وأرزهم وعلى رأسهم رئيس النظام المصري السيسي.

نحن في ليبيا جزء من هذه المعاناة فمعاناتنا حقيقية ولعل بعض فصولها كانت بسبب غياب الجامعة العربية عن دورها المفترض أو بسبب دورها السلبي حيث أعضائها من يرسلون الرصاص والقنابل لقتل أبناء شعبنا.

هذه الجامعة التي أصبحت إدارة في وزارة الخارجة المصرية تُنفد سياستها ضد الدول التي لا تتماشى معها في سياستها، ولذلك آن لنا أن نتساءل ما أهمية بقائنا في مؤسسة تُديرها أصنام مصرية من مثل محمود رياض وحتى عصمت عبد المجيد وعمرو موسى وأخيرا أبو الغيط عدو العرب الأول والذي لا تُنسى مواقفه القذرة مع أهل غزة وبطولاته العنترية عليهم، فتلك مؤسسة انتقل إليها كل ما في السياسة المصرية من فشل رافقها قرون عديدة فمصر لم تربح حربا عسكرية ولا سياسية عبر تاريخها فقد حكمها شيشنق الليبي وأسرته ما يقرب من 250 سنة وكان على صلاح الدين الأيوبي أن يهاجم القاهرة وينهي الطبقة الحاكمة فيها قبل أن يتوجه لتحرير القدس وذات المشهد اليوم يتكرر فلن تتحرر القدس قبل أن تتحرر القاهرة من حكامها العبطاء.

نعم لابد من تكرار التساؤل ما فائدة بقائنا في الجامعة العربية وماذا استفدنا في ليبيا من عضويتها فإن كانت شرفا فإننا لا نرى له أثرا في جبيننا وإن كانت ذلا كفانا من هذا الذل ويجب أن ندرس بهدوء وبكشف حساب دقيق مجموع الـرباح والخسائر مع الاعتقاد الجازم أن فصيلة الدم التي تربطنا بدولة مثل الإمارات ومصر لابد من قطع وريدها ولنتجه إلى مصالحنا الحقيقية فليست الصلة بمصر أو الإمارات التي تفصلنا عنها آلاف الكيلومترات تعيش في قارة غير قارتنا وتساهم في قتل شبابنا من واجبات الطاعة إلى الله بل ربما هي من المعاصي أن تستمر علاقاتنا الدبلوماسية معها، فمن أقام أكبر معبد للبوذية في الشرق الأوسط ومن هدم مساجد الله ويبني الكنائس ويتباكى على تحويل آيا صوفيا إلى مسجد فقطع علاقتنا معه واجب ديني، فهم من دمر اليمن وحرق العراق وقسم السودان أفلا يستحقون المقاطعة المطلقة وزيادة.

أما العروبة لا تلزمنا برباط غير مقدس مع دعاة البغي والتخلف والذي وصل بهم الأمر إلى أن تتحول مجالس نوابهم إلى شرعنة الأعمال العدائية ضد إخوانهم وآخرهم ما قام به مجلس نواب السيسي بالموافقة على التدخل المباشر والواضح ضد أبناء شعبنا العظيم الذي اختار أن يعيش بحرية في ظل دولته المدنية الديمقراطية المنشودة.

هذا التدخل يذكرنا بما قام به عبد الناصر من تدخل في اليمن الذي دفع ضريبة جنود الشعب المصري الذين راحوا ضحية تصرفات حكامهما الأغبياء.

كنا نتمنى أن يتخذ مجلس نواب السيسي قرارًا تاريخيا لمحاربة إسرائيل التي هزمتهم في 3 حروب بدلا من يرسل قواته لمحاربتنا في بلادنا.

الأمن القومي المصري في المنطقة الشرقية لمصر وليس على حدودها الغربية مع ليبيا.

لم نسمع يوما أن الحدود الليبية المصرية تُشكل خطرا على أمن مصر.

نحن نعرف أن عساكر النظام المصري ومخابراته موجودين في ليبيا منذ الحرب على بنغازي ودرنة وطرابلس بشكل غير معلن فما قام به مجلسهم ليس بالجديد علينا لكن سنهزم جنودهم ونرجعهم إليهم في توابيت إن شاء الله، على غرار ما حصل لهم في اليمن في الستينات من القرن الماضي.

كان الـجدر به تكثيف جهوده لمحاربة الإرهاب في سيناء بدلا من إرسال جنوده إلى ليبيا.

إن واقعنا السياسي والجغرافي والسكاني يحتم علينا اليوم البحث عن حليف إستراتيجي نتعاون معه ونبني معه مصالح مشتركة لكي نحمي أنفسنا من طوفان سكاني يعاني الفقر والجوع محيط بنا ولكي نبني إستراتيجية سياسية واقتصادية ترفع عن شعبنا المعاناة وترسم لنا طريقا للمستقبل فهذه الشراكات الإستراتيجية أثبتت أنها وسيلة عبرت بها شعوب كثيرة مصاعبها ولا شك أن وجود شريك بقوة وحجم الدولة التركية سيكون عونا لنا وفقا لاتفاقيات دولية وقانونية مودعة بهيئة الأمم المتحدة تُحدد فيها الالتزامات لكل الأطراف، ولابد أن تكون واضحة البنود، ولعل البعض يعترض عن وجود قواعد عسكرية تركية ولا أظنه سيعترض عن وجود قواعد عسكرية أمريكية فالتعاون مع دولة مسلمة سوف يرفع عنا الكثير من الالتزامات كما لو أن هذا الشريك الإستراتيجي هي أمريكا،، وأما من الناحية الاقتصادية فالتعاون مع تركيا أفضل ألف مرة من التعاون مع دولة مثل مصر يلعنها التخلف الذي يعشعش في عقول حكامها قبل شوارعها ومدنها فيكفي ذلك الغذاء الملوث والذي تنتجه بمياه الصرف الصحي الذي تصدره لنا.

لا يجب أن نقرأ من التاريخ فساد بعض حكام الدولة العثمانية وممارساتهم التي طالت أهل تركيا نفسها،، ولا يجب أن نسمع لعملاء المخابرات الدولية ما يرددونه أن تركيا تخلت عنا بل تركيا كانت دولة تنهار بسبب خسارة الحرب العالمية الأولى، وهكذا كان كل حال أقاليمها المترامية الأطراف.

في الخلاصة نحن نحتاج حليف إستراتيجي يدعمنا في مواجهة ثوابت الجغرافيا التي جعلتنا جارا لدولة فاشلة وتحكمها زمرة من العسكر المتخلفين، ودول تحكمها المخابرات الفرنسية وثقافتها فرانكفونية ليس للعروبة والإسلام أولوية لديها، ولن نجد مطلقاً أفضل من تركيا فهي دولة صاعدة وتركيا اليوم ليست تركيا الأمس، والعالم اليوم يقر بالاتفاقيات القانونية التي تنظم العلاقات بين الدول.

مرحباً وألف مرحباً بالأتراك إخوة لنا في الإسلام وفي شراكة عسكرية واقتصادية رغم أنف السيسي وماكرون.



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا