وزير المواصلات.. والمطارات.. المواطن والمعاناة - عين ليبيا

من إعداد: عبد الرحمن الشاطر

على أثر إطلاق تغريدتي التي نصها: (معظم مدن #ليبيا أصبح لديها مطارات دولية، #العاصمة بها مطار يتعرض أحيانا للقصف بالسلاح وأخرى بالاضراب و مطار آخر معطل و#الرئاسي يهبط في مطارات عواصم الدول الأخرى الا مطار عاصمته، أين المشكلة؟ بل أين وزارة المواصلات بحكومة الوفاق؟) انهالت علي العديد من الاستفسارات عبر هاتفي الخاص: منهم من استفسر عن أسباب تعطل انجاز محطة الركاب بمطار طرابلس ومنهم من زودني بمعلومات دقيقة عن هذه الأسباب.

في 5 يونيو من العام 2017 تم التوقيع مع الشركة المنفذة لبناء محطتين للركاب وموقف للسيارات على أن يكون التنفيذ في مدة لا تتجاوز عشرة أشهر ومن يومها الى تاريخ كتابة هذه السطور لم ينجز شيئا بالرغم من أنه نال موافقات الأجهزة الرقابية والتنفيذية والمالية.

المعلومات التي وصلتني تفيد بأن هناك معرقلين من داخل وزارة المواصلات نفسها باختلاق الأعذار واختراع العراقيل وفي كل مرة يُحل عذر ويُشرح اختراع يهرش المعرقلين رؤوسهم ويأتون بأعذار جديد واختراعات جديدة حول تفاصيل التفاصيل في نوعية الأجهزة ومصادرها في نوعية مواد البناء مسائل توحي بالضغط لنيل شيئ ما !!.. سماها البعض استحلاب الشركة المنفذة وسماها آخرون بأنهم لا يريدون لهذا العمل أن ينجز وسماها غيرهم عملية تخريب نكاية في مدينة طرابلس. لكن أهم ما تلقيته اتهام السيد وزير المواصلات في الضلوع في هذه العراقيل إما بسكوته عليها أو لأنه طرفا فيها ويعزوا هؤلاء اتهامهم للسيد الوزير كونه لم يتخذ موقفا حازما وشفافا ولو بتغيير اللجنة لأنها فشلت في الدفع بهذا العمل الصغير والمهم للعاصمة ولليبيا بصورة أشمل الى الأمام والانجاز السريع له وفق نصوص العقد الموقع. وإلا لماذا وُقع العقد من الأصل اذا كانت به عيوب؟ وقد نال موافقة الأجهزة الرقابية والمالية والتنفيذية؟ لتأتي السلطة التنفيذية المختصة والذي يهمها الأمر باعتباره انجازا لها تفتخر به فتعطل ما وافق عليه الجميع؟

وتساءل كثيرون عن سبب انجاز مطارات في مدن صغيرة وفي وقت قياسي الا مطار العاصمة وعنوانها فانه يحظى بهذا الكم الهائل من العراقيل.

تسعة عشر شهرا مضت ولم ينجز شيئ والكل يعلم علم اليقين أن مطار امعيتيقة تتهدده الصواريخ من جهة ومن جهة أخرى يضم سجنا متنازع عليه ومليشيات مختلفة ومتخالفة ومتصارعة ووزارة المواصلات تعلم أهمية أن يعاد تشغيل مطار طرابلس العالمي بأقل التكاليف وفي أسرع وقت ممكن من جميع النواحي سواء كان ذلك من حيث تخفيف الضغط على مطاري امعيتيقة ومصراته أو احداث انفراج في التواصل مع مطارات العالم وعودة الرحلات الدولية اليها انطلاقا منه باعتباره أصبح كفؤا وملبيا لشروط الطيران المدني العالمي من نواحي السلامة والأمن. وبذلك تكون وزارة المواصلات قد أهدت خدمة جليلة للمواطنين وتجنيبهم المعاناة في تواصلهم بالخارج و تُخفف عليهم شراء التذاكر الى وجهاتهم في أوربا وغيرها بالعملة الصعبة فضلا عن انعاش شركات الطيران الوطنية بتمكينها من الوصول الى مطارات العالم.

السيد وزير المواصلات عليه أن يحسم الأمر بالجرأة التي عهدته فيها وان لم يستطع فالأشرف له أن يتنحى من هذا المنصب وقد أخفق في انجاز بسيط يتمثل في اعادة تأهيل مطار طرابلس وليس اعادة بنائه بالكامل!!

سيادة الوزير، هل أنت مقتنع وتؤيد ما يحدث من عبث ومساومات رخيصة في هذا الموضوع كما قيل لي؟



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا