وسط آفاق سلام غامضة.. ترامب يعلن إتمام عملية تبادل سجناء كبيرة بين أوكرانيا وروسيا - عين ليبيا
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، إتمام عملية تبادل كبيرة للسجناء بين أوكرانيا وروسيا، مهنئًا الطرفين على نجاح المفاوضات التي جرت مؤخرًا.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال”: “اكتملت للتو عملية تبادل سجناء كبيرة بين روسيا وأوكرانيا. تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يُفضي هذا إلى أمر مهم؟”.
وصرح نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، بأن المنظمة ترحب بتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا وتأمل في استمرار هذه المبادرة كجزء من الجهود الشاملة لتهدئة الوضع في المنطقة.
جاء ذلك رداً على سؤال لوكالة “سبوتنيك”، حيث قال حق: “نعم نرحب بذلك، ونأمل أن يستمر تبادل أسرى الحرب وأن يصبح جزءاً من الجهود الشاملة لتهدئة الوضع”.
وفي ذات السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الجمعة عن عودة 270 عسكرياً و120 مدنياً إلى روسيا، في إطار عملية تبادل تم الاتفاق عليها مع أوكرانيا، وفقاً للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في 16 مايو الجاري بإسطنبول.
وأوضح بيان وزارة الدفاع الروسية أن الأسرى الذين عادوا شملوا عسكريين روساً ومدنيين من مقاطعة كورسك الذين كانوا محتجزين لدى القوات الأوكرانية، وتم نقل مقابل ذلك 270 أسير حرب من القوات الأوكرانية و120 مدنياً، وستتم معالجة وإعادة تأهيل العسكريين والمدنيين الروس في مؤسسات طبية مخصصة في روسيا الاتحادية، فيما من المتوقع أن تستمر عمليات التبادل الواسعة النطاق في الأيام المقبلة، حسب ما أفاد الجانب الروسي.
وجاء هذا الإعلان عقب اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات في إسطنبول هذا الشهر، يقضي بتبادل ألف أسير من كل جانب. ومنذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير 2022، أجرت الدولتان عمليات تبادل أسرى متعددة، كان آخرها إطلاق سراح 205 جنود في وقت سابق من الشهر الجاري.
وفي سياق متصل، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تشككه في أن يكون الفاتيكان مكانًا مناسبًا لاستضافة محادثات السلام بين الطرفين، معتبراً أن من غير اللائق أن تتم مناقشة القضايا المتعلقة بالصراع على أرض كاثوليكية، خاصة في ظل توتر العلاقات بين الفاتيكان والكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أوكرانيا كانت تتوقع دعماً أمريكياً دائماً من الغرب، لكن الرئيس دونالد ترامب أوضح في تصريحاته أن الأزمة الأوكرانية ليست حربه، بل حرب سلفه جو بايدن.
وأشار لافروف خلال مؤتمر حول الأراضي الروسية الجنوبية والهوية الوطنية إلى أن ترامب يؤكد مراراً أن الولايات المتحدة لا تملك مصالح وطنية في أوكرانيا كما يدافع عنها، وأن الإدارة الديمقراطية السابقة تسعى فقط لإبقاء روسيا تحت الضغط المستمر.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تواصل صياغة مذكرة التسوية مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة لتسليم مقترحاتها للطرف الأوكراني “في جميع الأحوال”، بغض النظر عن موقف كييف الراهن.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في مؤتمر “الأراضي التاريخية لروسيا الجنوبية، الهوية الوطنية وتقرير مصير الشعوب”، أن بلاده منفتحة على الحوار، وقال: “نعم، نحن مع المفاوضات. نعم، سيكون هناك جولة ثانية من المفاوضات. وقد أكد الطرف الآخر ذلك، وهذا في حد ذاته تطور إيجابي”.
وأشار الوزير الروسي إلى أن العمل على المذكرة بلغ مرحلة متقدمة من الجانب الروسي، لافتاً إلى أنه لا يعلم مدى تقدم الطرف الأوكراني، “لكننا سنقوم بتسليم هذه المذكرة كما اتفقنا، ونأمل أن يقابلنا الأوكرانيون بالمثل”.
من جانبه، صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن العمل على مذكرة التفاهم المتعلقة بمعاهدة السلام المستقبلية بين موسكو وكييف “يسير بوتيرة ديناميكية”، ما يعكس وجود تقدم فعلي في المسار التفاوضي رغم التحديات الميدانية والسياسية القائمة.
وأعلن أنَّه لم تُتخذ حتى الآن أي قرارات أو اتفاقات بشأن مكان انعقاد الجولة القادمة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. وأوضح بيسكوف في تصريحاته للصحفيين أن تحديد مكان المفاوضات يحتاج إلى موافقة الطرفين، مؤكداً أن القرار سيُتخذ في الوقت المناسب.
ورداً على سؤال حول عمق المنطقة العازلة التي أعلن عنها الرئيس بوتين على الحدود الروسية الأوكرانية، أشار بيسكوف إلى أن ذلك مرتبط بالعمليات العسكرية، ووجه الإعلاميين للتواصل مع وزارة الدفاع للحصول على التفاصيل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكثر حذراً بشأن آفاق التوصل إلى اتفاق سلام، إذ أكد أن موسكو ستقترح “مذكرة” بشأن اتفاق مستقبلي محتمَل، في حين أعلن أيضاً عن خطوات لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا بهدف تأمين المناطق الروسية.
وفي خضم هذه التطورات، تتواصل المعارك في شرق أوكرانيا، فيما تبقى فرص السلام موضع شك وسط توترات سياسية وعسكرية مستمرة.
ضابط استخبارات أمريكي متقاعد يعلق على مكالمة “الحسم” بين بوتين وترامب
في مقابلة مع قناة Judging Freedom على يوتيوب، أوضح ضابط الاستخبارات الأمريكي راي ماكغوفرن أن بوتين استغل المكالمة الهاتفية التي استمرت أكثر من ساعتين ليشرح بشكل فعّال كيف يجب أن ينتهي النزاع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن القرار الحقيقي في هذا الملف ليس بيد زيلينسكي بل بيد موسكو.
ماكغوفرن بيّن أن المكالمة وضعت الرئيس الأوكراني أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بشروط موسكو أو خسارة الدعم الأمريكي كوسيط رئيسي في أي تسوية مستقبلية، مضيفاً بسخرية أن ترامب قد يجد نفسه مضطراً لقول لزيلينسكي: “لقد فعلت كل ما بوسعي، هل تعتقد أن الأوروبيين سينقذونك؟ حظاً موفقاً. أنا منسحب”.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا