وسط دعوات دولية عاجلة للإغاثة.. إدارة «ترامب» تتجاهل كارثة الزلزال في أفغانستان - عين ليبيا
أفادت تقارير إعلامية، اليوم السبت، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم أي مساعدات حتى الآن عقب الزلزال المدمر الذي ضرب أفغانستان الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص وترك عشرات الآلاف بلا مأوى.
وذكرت وكالة “رويترز” أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تتخذ أي خطوة للسماح بتقديم مساعدات طارئة، في حين لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هناك نية لتقديم دعم في المستقبل القريب.
ويعكس هذا التردد سياسة ترامب التي اتسمت بخفض كبير في المساعدات الخارجية وإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، التي أنهت أعمالها رسمياً الأسبوع الماضي.
وأكدت الخارجية الأمريكية تعازيها لأفغانستان عبر منشور على منصة “إكس”، لكنها لم تصدر الإعلان الرسمي عن وجود حاجة إنسانية عاجلة، وهو الإجراء المعتاد في حالات الكوارث والذي عادة يصدر خلال 24 ساعة.
وأوضحت المصادر أن مسؤولي الخارجية درسوا توصيات لتقديم مساعدات طارئة، وناقش البيت الأبيض الأمر أيضاً، لكنه قرر عدم التراجع عن سياسة وقف المساعدات لكابل بسبب مخاوف من وصول الدعم إلى نظام طالبان، وعندما سُئل متحدث باسم الوزارة عن أي مساعدات محتملة، قال: “ليس لدينا ما نعلنه في الوقت الحالي”.
في المقابل، أطلقت الأمم المتحدة ومنظمات دولية نداءات عاجلة لجمع مساعدات مالية وطبية، وسط نقص حاد في الموارد الصحية وتدمير واسع للبنية التحتية، مع دعوات لتدخل دولي عاجل لدعم الناجين في ظل تصاعد المعاناة الإنسانية في أفغانستان.
يذكر أن الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات، أعقبه هزات ارتدادية قوية يومي الخميس والجمعة، ما زاد من حجم الكارثة، وجعل التدخل الدولي أمراً عاجلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة السكان المتضررين.
الزلزال يفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان
أثار الزلزال المدمر الذي ضرب أفغانستان بقوة 6 درجات، وأسفر عن مقتل أكثر من 2200 شخص وتشريد عشرات الآلاف، موجة تحذيرات من خبراء الزلازل حول العالم بشأن خطورة غياب الاستعدادات في المدن المعرضة للهزات الأرضية.
البروفيسور التركي ناجي غورور، أحد أبرز علماء الزلازل في المنطقة، قال في تعليق عبر منصة “X” إن حجم الدمار المروع في أفغانستان لا يعود فقط إلى قوة الزلزال، بل بالدرجة الأولى إلى ضعف البنية التحتية العمرانية وعدم مطابقة المباني لمعايير مقاومة الزلازل.
وأشار إلى أن الكوارث تتفاقم عندما تضرب الزلازل مناطق تفتقر إلى التخطيط العمراني المنظم وتنتشر فيها المباني الهشة.
غورور شدد على أن المدن الواقعة على خطوط الصدع النشطة معرضة لمصير مشابه إذا لم تُتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة، داعياً إلى تعاون الحكومات والمجتمعات المحلية لتحويل المدن إلى أماكن آمنة قادرة على الصمود.
وأضاف: “دعونا نطالب بتحويل مدن بلدنا الجميلة إلى مدن مقاومة للزلازل، ولنعمل جميعاً يداً بيد لتحقيق ذلك”، في إشارة إلى أهمية الإرادة الجماعية لمواجهة التحديات.
الإمارات تسلّم 31 شاحنة مساعدات غذائية وطبية لضحايا الزلزال في أفغانستان
سلمت الإمارات، اليوم السبت، 31 شاحنة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية وخيام الإيواء إلى المتضررين من الزلزال في منطقة كونار بأفغانستان، ضمن جهودها الإغاثية الفورية.
كما أرسلت الإمارات سفينة محملة بـ2500 طن من المساعدات الإنسانية إلى ميناء جوادر الباكستاني، تمهيدًا لنقلها برا إلى شرق أفغانستان، لدعم السكان المتضررين من الزلزال الذي ضرب المنطقة، والسفينة تحتوي على مواد غذائية وإيوائية وطبية، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
وأوضحت وكالة الأنباء الإماراتية أن هذه الخطوة تأتي استجابةً لتوجيهات رئيس الدولة محمد بن زايد آل نهيان، لتعزيز الدعم والمساندة للمتضررين من الكوارث الطبيعية والأزمات المختلفة في أنحاء العالم.
الأمم المتحدة: زلزال أفغانستان دمر 5230 منزلا في 49 قرية وأثر على نصف مليون شخص
أظهرت التقييمات الأولية للأمم المتحدة أن الزلزال الذي ضرب أفغانستان في 31 أغسطس، بلغت شدته 6.0 درجات، أدى إلى تدمير 5230 منزلا وتضرر 672 آخرين في 49 قرية، مع وقوع أكثر من 2200 قتيل على الأقل، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع انتشال المزيد من الجثث.
وقالت شانون أواهارا، رئيسة تنسيق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن الطرق الوعرة والجبلية في شرق البلاد، حيث وقع الزلزال، صعّبت تقييم الأضرار في 441 قرية متأثرة.
وأضافت أن سلسلة هزات ارتدادية بلغت شدتها بين 5.2 و5.6 درجات زادت من صعوبة الوصول والتقييم.
وأشارت أواهارا إلى أن الزلزال أثر على نحو 500 ألف شخص، نصفهم تقريبًا أطفال، بما في ذلك أفغان أعيدوا قسراً من باكستان وإيران.
وأضافت أن الوصول إلى مركز الكارثة من جلال آباد استغرق حوالي ست ساعات ونصف على طريق ضيق محفور على جانب الجبل، مع حواجز من الصخور بسبب الانهيارات الأرضية، ما أعاق وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا