7 ابريل حقبة مظلمه وبعض المجرمين مازالوا طلقاء….. متى تتم محاكمتهم؟ - عين ليبيا

من إعداد: د. ناجي بركات

هذه اول سنة مند 1976 لا تنطلق فيها نداءات ازلام القذافي بهذه المناسبة ولا تخيم علي ليبيا سحابة سوداء. عندما أتذكر هذه الأيام وخاصة كنا اول من عاشر هذه الأحداث بالجامعة واستمرت معنا 7 سنوات من الرعب والترهيب من قبل اللجان الثورية ونعرفهم واحد واحد. هنالك مجموعة منهم، يجب القبض عليهم وبأغلى ثمن ومحاكمتهم امام القانون وتكون محاكمات عادلة ونزيهة ويطبق عليهم القانون وليس قانونهم.

لقد اصبح ال 7 من ابريل يوم شؤم في الجامعات واصبح اعضاء اللجان الثورية يتباهون بينهم بمن صوته يغيب من كثرة الهتاف. سبحان الله في مثل هذه الأيام من كل سنة تحدث عاصفة رملية ورياح وهذا عندما كنا ببنغازي. لقد كنا نخاف ان نخرج في هذا اليوم وكنا نذهب الي راس الهلال او اي مكان بعيد علي الجامعة ولمدة يومين أو ثلاثة. كانت اللفتات في كل مكان والتي تندد وتتوعد كل من يقف في طريق الثورة، ثورة الظلم والتعصب والفوضى. كانت هنالك وجوه حاقدة علي الطلبة وتجند في وجوه اخرى وتدفع بها في ذلك اليوم. كذلك لا يمكن ان ننسى الإعدامات في ابريل وبعده 1977 والتي كانت بجامعة بنغازي لشابين عمر على دبوب، محمد الطيب بن سعود،. لقد كان يوم مشهود وكان غضب الطبيعة مماثل. لقد صممت في ذلك اليوم ان اخرج الي وسط المدينة واريد ان اشاهد ماذا عمل ازلام القذافي. ذهبت للاتحاد الاشتراكي والي ضريح عمر المختار والي ساحة البلدية. هذه الأماكن قيل لي بأنهم قد قاموا بإعدام هاذين البطلين. ولكن لم اجد شيء. كانت بنغازي حزينة ولا تجد الناس بالشوارع ورياح رملية وجو مشحون والكل خائف. كلاب القذافي وامنه يجبون الشوارع. كم شعرت بالحزن وتأسفت كثيرا وعزمت بأن اغادر ليبيا. بعد ايام ذهبت الى طرابلس وحاولت ان اجد اي بعته خارج ليبيا ولكن لم اوفق وبعد اربعة اشهر اعلن عن بعثاث في الخطوط وفي النفط ولكن لم اكون محظوظا وقالوا لي هنالك تعليمات من عبدالسلام جلود بأن لا نقبل أي طالب في الطب او الهندسة. اريد ان اخرج لأني شعرت بالقهر وغير قادر علي عمل اي شيء.

ال 7 من ابريل كان يوم نحس علي الجامعات وكان القذافي يأتي للألقاء محاضرات واحيانا بالدائرة المغلقة. لم احضر اي احتفال ولا محاضرات الدائرة المغلقة وكثيرا من زملائي. كنا نخاف حتي نقاش ذلك وحتي مع بعض . صارت الثقة معدومة في اي شخص ولا يمكن ان تتفوه بشيء، وكان الخوف والإرهاب مجودين من قبل اللجان الثورية. لقد كانت هنالك زمرة يتزعمها احمد البهيم والطيب الصافي وعبدالفتاح الشريف وعلي ابوجازية والزاوي ومحمد المجذوب وزوج هدي بن عامر وهدى بن عامر وحسنى الوحيشى وأخرون من الطابور الثاني وهم كثيرون وفي كل كلية معروفين. للأسف هؤلاء من الطابور الثاني، الأن يتربعون علي مناصب قيادية ويجب فضحهم وارغامهم علي التخلي عن هذه المناصب وبأسرع وقت. الكل يعرفهم وهم يعرفون انفسهم وسوف يثبت ذلك من خلال الأفلام والوثائق وشاهدات احرار ليبيا. يجب فضحهم لأنهم قاموا بأعمال دنيئة وخاصة بابلاغ عن اي مشبوه وكانوا هم عيون اللجان الثورية بالجامعات، وحتى وان كانوا لم يكونوا من الطابور الأول.

يجب ان تسرع الحكومة المؤقتة بتفعيل المحاكم والقوانين ومتابعة الطابور الأول والثاني ممن كانوا يد ضاربه في ال 7 من ابريل خلال السنوات الماضية كلها. مند اعلان التحرير وهم غائبون ولكن خلال 3 اشهر الماضية بدأوا يخرجون ويتصارعون علي المناصب. لقد صعقت عندما عرفت بأن احد من وكلاء وزارة الصحة كان احد هؤلاء ولم يحرك ساكن احد رغم وجود ادلة ضده ورفعت للمجلس والوزارة. كذلك رئيس ادارة التفتيش وانا متأكد بأن امثلهم كثيرون بالوزارات وبالمجلس الانتقالي او المجالس المحلية. ال 7 من ابريل يوم مؤلم لكل من عاشه وشاهد هؤلاء يرقصون ويتوعدون بالانتقام من كل الطلبة. هل حان الوقت لمحاكمتهم وتعريتهم وفضحهم وعليهم تقديم اعتدار رسمي اذا لم تكن ايديهم ملطخة.

لقد اصبح هذا اليوم ندٍر علي الليبيين والطلبة في الجامعات. لقد اصبحت عادة لدي الديكتاتور بإعدام طلبه في كلة سنة وفي ميادين الجامعات بطرابلس وبنغازي. المحاكم الثورية كانت بقيادة المجذوب والزائدي والطيب الصافي وهدي بن عامر. لقد كانت الكلمة الأخيرة للقذافي وكان لا يعير أي اهتمام ويصدر اوامره. احمد البهيم هو اشر هؤلاء وكان حاقدا علي الطلبة والطالبات. لقد ذهبت ورأيته بسجنه في مصراته وذكرته ب 7 ابريل وماذا فعل معي انا وصديقي وماذا فعل بالأخرين, لقد سررت عندما رأيته مدلول مثل الكلب الهزيل ورأيته لا يرفع عينيه فيك وحمدة الله اني رأيته في هذه الذلة. تمنيت ان نري الأخرين مثله وهذا ليس ببعيد أن شاء الله وخاصة هدى بن عامر. لقد تذكرت قول الله عز وجل” أن الله يمهل ولا يهمل” وكذلك قوله” وما رميت اذا رميت ولكن الله رمي” وكذلك قوله” يذل من يشئ ويعز من يشئ”. لقد كان يتوسل ولم يرد علي ذلك واصبح يستمع وانا متأكد انه يتذكر تلك الأيام. يتذكر عندما كان جبار ويمشي وراسه في السماء ولا يعتبر امامه احد ولا يعبى باي واحد. الله واكبر علي ثوار ليبيا عندما قبضوا علي هذا البهيم ولكن هربت هدى وعبدالفتاح وزوجها. كذلك قبض علي علي ابوجازية وحسنى الوحيشى وهرب الطيب الصافي. يجب احضار هؤلاء هم وابوكرع ومعتوق والزائدي. نأمل من الحكومة والمجلس ان يطالبوا بإحضار هؤلاء وهنالك الكثير من الناس ستدلي بشاهدتهم ضد هؤلاء وانا اولهم. لن يستطيعوا الهروب الى الأبد وعلي الحكومة مطالبة الدول المجاورة بتسليمهم وكذلك اصدار مذكرة دولية بإيقافهم وبأسرع وقت وخاصة هدى بن عامر ومصطفي الزائدي ومعتوق وعمران ابوكرع .

لن ننسى هؤلاء الشهداء ابدا امثال عمر على دبوب، محمد الطيب بن سعود، وحفاف والشو يهدى . لقد كانت حقبة مظلمة وسوداء من تاريخ ليبيا وكان يقودها القذافي وزمرة من الجبناء. لكن عزيمة ثوار ليبيا الحقيقيون، هدموا هذا الصرح وتم القبض علي بعضهم وهرب الكثيرون سوء اثناء الأحداث او بعد. لكن لن تطول مدة اقامتهم خارج ليبيا وسنطالب بهم ونحاكمهم في دولة ليبيا الجديدة وامام محاكم عادلة يطبق فيها القانون وليس قانون اللجان الثورية.

نترحم علي شهداء السابع من ابريل وعلي شهداء ثورة 17 فبراير والله اكبر علي أن احينا لنرى هذا اليوم بدون القذافي وبدون ال 7 من ابريل وبدون اثاره علي مجتمعنا رغم اننا لا يمكن ان ننسى تلك الأيام والتي كانت دئما دموية وعنيفة علي الطلبة. انتهى القذافي الي الأبد وعلينا الالتفاف والتلاحم مع بعض وننسى تلك الحقبة والبداء في بناء ليبيا الحرية والعدالة والوحدة. لقد رٌجعت كرامة الليبيون والليبيات بعد 42 سنة من غيابها. لا نريد ان نضيعها ولا نريد من يضيعها منا مرة اخرى ويجب ان لا يتكرر ال 7 من ابريل ابدا في تاريخ ليبيا وقد تعلم الشعب الليبي الدرس ولن يسمح بهذا مرة اخرى. نأمل من المجلس الانتقالي ان يسارع بتفعيل القوانين وان يحاسب الحكومة المؤقتة في تقصيرها بعدم تفعيل وزارة العدل حتي يتم محاكمة هؤلاء الأنذال امثال احمد البهيم.

ليبيا حرة وستبقى حرة ومحمية بسواعد ثوارها الحقيقيون

د ناجى جمعه بركات

وزير الصحة سابقاً 

المجلس الوطني الانتقالي-ليبيا (المكتب التنفيذي)



جميع الحقوق محفوظة © 2024 عين ليبيا