وكالات
بداية فإن إيزوميبرازول هو عقار ينتمي إلى عائلة مثبطات مضخة البروتون (Proton-pump inhibitors)، وهي أدوية تقلل إفراز الحمض من بطانة المعدة.
وتستخدم مثبطات مضخة البروتون لعلاج عدة حالات مثل: الحرقة، والارتجاع المعوي المريئي، وقرحة المعدة والأمعاء، وعلاج الضرر في الجزء السفلي من المريء الناجم عن ارتجاع حمض المعدة.
أما بالنسبة لعقار إيزوميبرازول فإن استخداماته تشمل أيضا -وفقا للمكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة- تقليل احتمالية حدوث القرحة لدى من يتعاطون مضادات الالتهاب غير السترويدية بشكل مستمر، وعلاج الحالات التي تنتج فيها المعدة كمية كبيرة من الحمض مثل متلازمة زولينغر إيليسون (Zollinger-Ellison syndrome).
والآن نأتي إلى المخاطر على المدى البعيد، إذ وفقا للمكتبة الوطنية فإن من يتعاطون مثبطات مضخة البروتون -ومنها إيزوميبرازول أو نيكسيوم- قد يكونون أكثر عرضة لمخاطر كسور الفخذ والفقرات والرسغ، وهذا الأمر يرتبط بمن يتناولون جرعات عالية أو يتناولون العلاج لمدة عام أو أكثر.
ويوضح منشور من جامعة هارفارد أن مثبطات مضخة البروتون تؤثر على امتصاص الكالسيوم، وهو ما يفسر زيادة خطر الكسور.
ووفقا لنفس الجامعة فإن مثبطات مضخة البروتون أيضا قد تزيد خطر الالتهاب الرئوي، وخطر الإصابة بعدوى بكتيريا (Clostridium difficile) في المستشفيات، والتي قد تقود لمضاعفات شديدة مثل الإسهال والتهاب القولون.
أما بالنسبة للكلى فإن صفحة عقار إيزوميبرازول على المكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة لا تذكر تأثيرات له على الكلى، علما بأن آخر تحديث لها كان في منتصف شهر يوليو/تموز 2016.
دراسة
وعلى صعيد آخر، فإن دراسة* أجراها باحثون من جامعة جونز هوبكينز ونشرت في مجلة غاما للطب الباطني في فبراير/شباط 2016، أشارت إلى أن مثبطات مضخة البروتون ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الكلى المزمن.
ولكن الدراسة أشارت للحاجة للمزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت مثبطات مضخة البروتون ذاتها تسبب مشاكل الكلى. أي أنها لم تقل إن مثبطات مضخة البروتون تؤدي لفشل الكلى كما يزعم المنشور الذي تمّ تداوله في مواقع التواصل.
وأيضا استدعى هذا المنشور ردا من وزارة الصحة الإماراتية -نقلته صحيفة “الإمارات اليوم” السبت- حيث قالت إنها تواصلت مع الهيئة الأميركية والأوروبية للدواء لاستجلاء حقيقة الشائعات عن دواء ” نيكسيوم”، وأفادت بعدم وجود أي تحذيرات حول استخدامه.
وقال وكيل الوزارة المساعد لقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري إن الدراسة التي أجريت في جامعة جونز هوبكينز لم تأخَذ بعين الاعتبار حتى الآن من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، كما أن نشرة المنتج توضح أن التأثيرات الجانبية الخاصة بالكلى نادرة.
وفي المحصلة فإن المعطيات الطبية المعتمدة حتى اللحظة لا تقول إن مثبطات مضخة البروتون -ومنها “نيكسيوم”- تسبب فشل الكلى، وحتى اللحظة لا يوجد تحذيرات طبية من هيئات طبية رسمية حيال هذا الموضوع.
ومع ذلك يجب لفت الانتباه إلى أن النشرة المرفقة بعقار نيكسيوم، توضح أنه قد يكون للعقار تأثيرات على الكلى ولكنها نادرة جدا (قد تصيب واحدا من كل عشر آلاف).
وتؤكد النشرة أيضا على ضرورة استشارة الطبيب قبل تعاطي العلاج في عدة حالات، منها إذا كان الشخص يعاني من مشاكل حادة في الكلى.
أخيرا فإننا ننصحك إذا كنت تتعاطى نيكسيوم من دون وصفة طبية بأن تراجع الطبيب، إذ إن مثبطات مضخة البروتون التي ينتمي لها هذا العقار قد تزيد من مخاطر حالات مرضية أخرى مثل هشاشة العظام. أما إذا كنت تتعاطى نيكسيوم لفترة طويلة فناقش آثاره على صحتك مع طبيبك.
_______________
* Proton Pump Inhibitor Use and the Risk of Chronic Kidney Disease،
Benjamin Lazarus, MBBS1,2; Yuan Chen, MS1; Francis P. Wilson, MD, MS3; et al .JAMA Intern Med, February 2016
اترك تعليقاً