الصَعقة الترامَبوية… هَديـةٌ سَماويـة

الصَعقة الترامَبوية… هَديـةٌ سَماويـة

الحمدُ لله، الحمدُ لله… الذي لا يُحمَد على مَكرُوهٌ سِواه… إذ ها هوَ المَكرُوه الجَللْ، يتجسَّد في فوز ترمب… فِعلاً يجب أن نُصلى، مُبتهجين بمجيء سَيِّد البيت الأبيض، البيت الذي (بدون عنطزة كذابة فاجرة لبعضُنا) هو مالكـُنا شعوباً وثروات ما تحت أرضُنا وبحرُنا، وما فوقَـَهُما حتى السماء، ومالك مصيرُنا وموَّجه إرادَتُنا وأبو وفاق صُخيراتُنا، وصاحب اليد الطولي في حواراتنا> (مُفاوضاتُنا) (دائماً)> خارج الوطن، بين (المُتناطحين) من دِيَكة السلطة والمال.

فنحنُ بالنسبة لأهل الربيع، ليس إلا جزءٌ من رُعاع العَالَمِين، الثالث والثاني، وأقله العالم الأول الذين هُم تُبَّعٌ ذلك البيت… مصنفينا أقل درجة، عندهم من عرَّابوهم مِنّا أشباه الليبيين> بعضٌ من الانتقالي، والباكيين وجالبي الاعترافات، وحُكـَّام الميليشيات، وأصحاب العزل السياسي، وفتاوى القتل والتدمير، وآخرهم زفـَّة الصُخيرات… خاتمة البلاوي بوِفاقـُها الكذباوي.

لأول مرة، فـَرحتُ بمجيء رئيس أمريكي (نرى أنه آخر مُحاولة) لنتُذكر الشهامة والحس الوطني، ومن باب “داوني بالتي هي الداءُ” صفـَّقتُ لخطابه بعد تنصيبه، مُنذ أن، دخل التلفزيون بيتُنا، في منتصف ستينيات القرن الماضي، وكانت أول المحطات بليبيا، إذاعة مرئية تبُث من قاعدة الملاحة الأمريكية، فى طرابلس الغرب (لاحظ) أن التلفزيون من أختراعهم، وأول محطة نُشاهدها لهم، وهم من أكتشف النفط ومن (مشَطـَّهُ)… (مَهلاً… لا تتَعجلوا رجمى) كما تعودتم.

فنحن قومٌ، نُجيدُ استعمال ألسِنَتُنا في رجم ورفض بعضُنا، ولا نُجيدُ إعمال عُقُولنا، فى التبصُر، ولا آذانُنا فى سَماع أوامر الله، لنُحُـِب لأخوتنا في الوطن، ما نُحِبَهُ لأنفـُسنا (وبلكى) نفك طلاسم بائعة الهواء وعرَّابة النساء، الجاسوسة هنادى الشمطاء وسِواها، مماً توَرِّدهم لزوم (جهاد-سياسة، النكاح) للترفيه على شُلَلها من سقط مِتاعُنا، بيوعي الوطن، في الوفاق وباقي النواب والحكومات، من أهل النفاق والشِقاق… لعلنا نتمكن من حضُن بعضُنا، ونوَحِد صفوفنا.

عوداً على بدأ… فأن آخر رجاء في عودة وعيُنا، واستفاقتنا مما نحن فيه من بلاهة، وانعدام إحساسُنا وفهمُنا لما حِيكَ ويُحاكُ لنا، بل ما جعلونا نعيشهُ فعلاً، من قتل وتنكيل ببعضُنا البعض، هو مجيء (المِعَلـِّم) ترمب (مِعَلـِّم باعتباره رجُل أعمال) الذى بما دشّن به يوم عمله الأول من قرارات… يؤكد، ما قاله فينا، موشى دايان (وزير الدفاع الإسرائيلي) وردَّدت معه غولدامائير (رئيسة الوزراء) أن العرب (كُـل) الأمم القاطنة بالدول العربية، بُمختلف عرقياتُنا “لا يقرأون، وإن قرؤا، لا يفهمون، وإن فهموا لا يُستوعبون” مُناسبة القول، كانت، هزيمتهم النكراء لنا في 05 يونيو 1967.

ولو نحن الليبيين، استوعبنا مُجريات السياسة الدولية سنوات ما قبل 2011… ولو السُلطة الحاكمة عندئذٍ، أستمعت الى شعبها والى بعض من أستوعب فأبلغهم، ولكن آذانهم كان بها صَمَمٌ… وإن لم نستطع منعه، على الأقل، كُنـّا عرفنا كيف نتعامل مع ربيعهم الأسود، الذى آتونا به، والذى قاد ثوراته ابنهم الصهيوني، الواد ليفي، بتع ثلاثي الربيع، زيدو وجبرو وشلقو… ولما استطاعوا بدون أولئك، تصوير ربيعهم لنا، بأنه يختالُ ضاحكاً، حتى أنقلب الربيع مُكشراً أنيابه، بالقتل والدمار والتشريد، واغتصاب حرائرُنا، ومع كل ذلك لم نستفيق، حتى كتابة هذا المقال، كما هي العقول الخشب؟!!!.

المأساة، إن البعضُ مِنّا وبَيُّوعينا بتوع ليفي المذكورين الثلاثة وسواهم، منهم جلييل وكُمبارسَهُ من أغلب الانتقالي، وقبلهم، موسى والبرَّاني و(عدداً) من سُفراء العمالة السابقين والحاليين (دبلوماسيين؟!) وميليشاتهم لزوم القتل والتنزيح والتهجير، لا زالوا يَكذِبون ويَكذِبون، ويقولون مُفترين على الله وعبادُه “حَرَّرناكُم، بإقامتنا ثورة 17 فبرايور” ويرُدَّ عليهم إمامهم/شيطانهم/حامى أجنداتهم وواعدهم بحُكمنا (ليفى إبن أبو برنارد) مُذكراً إياهم “انا من قام بثورة فبرايور من آجل إسرائيل” آهى (التريس) ومع ذلك، منتسبي مدرسته، بقوا يتمسحوا، بثوب شرفها، المُدنس بفحولة ليفي؟؟؟!!!(عجبي).

نعم، كشـَّرْ ترمبّ البرتقالي (كرفتة ولون بشرة) عن أنيابه، فهزَّ فرائس الدنيا وفرائسنا معها، وشاهدنا، بأم أعيُننا، كيف زأَرَ الغراندايزُر، ملك غابة دنيا البشر، من عرين مبنى الكابتول، بواشنطن… وبقدر ما كانت عِباراتُه مُؤلمة، كُنت أنا سعيداً، بأمل، أنها قد تكون مِطرقة استفاقة لنا، معشر البهاليل الغافلين المُغفلين، الذين لا نُجيد أكثر من ان نعملها على روحنا، ونبقى ساكتين، داعين الله ان يكون الرئيس الأمريكي القادم أفضل (!!!) ولا عزاء لنا، كل العرقيات الدابَّـة بأراضي الدول العربية، ضُعفاء الأيمان الجُبناء.

ها هو ترمب، يهز عقولنا (المتسوسة)، حيث فتـَّت السلبية فى عَضَدُنا، وتحولنا الى خيالات مآتا، تتحرك بدون شعور ينبؤنا بمصيرُنا كشعوب وأوطان ودين… مصير نرى انه قارب الارتطام بقاع الهاوية… لنقتفي طريق الأمم التي سادت ثم بادت، وآخرُها، الهُنود الحُمر، دون أن نُحرِّك ساكناً، بل دون أن نصرُخ، حتى ونحن فى أسِرَّتُنا، فضلاً عن الصُراخ الجماعي في مظاهرات، تعُم كل المُدن، وليس فقط، الكيش وميدان الجزائر(أحياناً!!!).

فلرُبما أراد الله أن تكون (مطارق) قرارات ترمب العُنصرية، تُحرك شُعورنا كَمُسلمين ومسيحيين (شرقيين)… فننتفض على حُذاقـُنا، بيوعينا بشراً وتُراباً، الذين يَجُروننا بآياديهم، الى الهاوية التى حفرها لنا أعداؤنا… وإذا استفقنا عل يدي ترمب، يكون عندها فوزه هَدِية سَمَاوية، للمسلمين عامتاً والليبيين خاصتاً، اللهُمّ أرِنا الحقَ حقاً وارزُقنا إتباعُه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزُقنا اجتنابه، اللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً