شيطاني النفط والربيع.. والدمار المُريع

شيطاني النفط والربيع.. والدمار المُريع

كل ما يصيبنا من سوء، أو قل هلاك / دمار، في أنفسنا وما نملك، درجنا على نسبته الى فعل الشيطان؟!، رغم ان الله أعطانا أسباب هزيمته، وكرر في كتابه مراراً، كيفية الاتقاء الكامل لأفعاله ومن ثم شروره… ولكننا نرفض أو بالأحرى نهمل، إتباع هدى الله، رغم ذهابنا للمساجد طول حياتنا (يوم الجمعة على الأقل) وأغلبنا رياءاً… إذاً وإسوتاً ببراقش، لا مبرر لاتهام الشيطان، بما جنيناه ونجنيه على أنفسنا من كوارث وبلاء،… فلو لم يجد الملعون عقولنا مفتوحة، لا صداً فيها، لتعاليم الله، وشجعناه بأفعالنا ليعبث بها، لما جنينا فواكه (قنابل) ودمار ربيع ليفى… والحال هذه، ليس أمامنا إلا تبرئة إبليس، الذى قد لا يفعل ما نحن الليبيون، فاعلون ببعضنا.

تضل مصيبتنا نحن الليبيين أكبر… حيث ألـمَّ بنا شيطانين، وليس شيطاناً واحداً… وعلى رأى الخمينى… إذ نعت أمريكا بـ(الشيطان الأكبر) فنحن الليبيين، شيطاننا الأكبر، هو النفط!!!… الذي أطل برأسه النحس (نذير الشؤم) أواخر الخمسينيات، وبدأ تحضيرات أعماله، مطلع الستينيات من القرن الماضي، حيث انطلقت روائحه في أرجاء الدنيا، وبدأ سباق المتصارعين على وطننا، فهجم المتداعين على قصعة اقتصادنا، مستعملين كل أدوات الصراع الخبيث… دون أن نفقه أغراضهم، ومن ثم نستطيع مقاومتهم… حيث اننا الشعب الليبي بكل عرقياتنا، تراكمت بلاهتنا، على مدى قرون طويلة، تعاقبت علينا خلالها استعمارات كل امبراطوريات الدنيا، فطحنت فينا خاصية الإنتماء القوى للوطن.

ومن باب الأنصاف، وكي لا ننسى، فإن لشيطاننا النفط، حسنة وحيدة… إذ لولاه> ما سَهـَّلت أمريكا وبريطانيا، توحيد الأقاليم التي هم أنفسهم، وقبل إعلان الاستقلال، جهزوا لجعلها ثلاثة، لزوم توقيع اتفاقيات الامتيازات النفطية، من قبل مسؤولا ليبيـاً واحداً، لا ثلاثة!… أما اليوم عادوا ليـُرجعوا الأقاليم الى دول، بدلاً من ولايات (بحساب فوائد الرِبا، تصير الولاية دولة) لزوم توزيع الكيكة ثرواتياً، وموقعاً جغرافياً بين المشتركين في قتل وتدمير أنفس الليبيين (أمريكان بريطانيين إيطاليين، فرنسيين) وما تبقى للروسيين، ولاعقى المواعين من باقي العجم والعـُربانيين، وأخر (اللاعاقون) هم سقط المتاع من عرّابيهم منا وفينا، البيوعين، الديوثين من أشباه الليبيين؟؟؟!!!.

وعلى رائحة النفط وغازه، تحولنا الشعب الليبي بكل عرقياتنا، كعَـرَّابين للمتصارعين، وحيث لا ألفة ولا مودة بين كبار المتصارعين الدوليين علينا وسوانا… لكنهم في النهاية يتفقون دائماً، على من ينهب ماذا… أما نحن صغار المتصارعين من الإخوة الأعداء الليبيين، حسبنا التطاحن… وفقط> (إذا) توافقنا؟ فلن نصيب من ثور (نفطنا) موضوع صراعنا، إلا أذنه… إذاً لو لم يكن هناك شيطاننا الأكبر ولعنتنا الأبدية (النفط) لما استمر الصراع بيننا على المال والسلطة… ولبنينا دولتنا… ولكنه شيطان النفط ودولاره، يا ولدى.

لا تختلف عقول التوانسة مثلاً على عقولنا، ولكن حضهم، إن لا نفط عندهم، لذلك وفقط، كان بالإمكان استمرار سير مركبهم ولو ببضع إحراف… وليس صحيحاً أن سلامة مركبه، هو بسبب ما لديهم من مؤسسات دولة (أى مؤسسات، يا أبو مؤسسات؟)… إذ لو كان لدي إخوتنا التوانسة، أي ثروة وخاصتاً نفطاً وغاز، لما تصارعوا بل تطاحنوا بشكل أسواء عشرة مرات مما حصل بليبيـا، ولما قذفوا ببقايا مؤسسات بن على في البحر، ولأمعنوا في بعضهم (مثلنا، بل أسوأ) تقتيلاً وتنزيحاً وتهجيرا فنهباً واغتصابا، وأقله رفضهم لبعضهم بعضاً، ولما عاد فريقين تونسيين يتفقان على شيء (مثلنا تماماً)… نكرر، إن النفط في ليبيـا، هو الشيطان الأكبر، ولكن ما كان له ان يؤلبنا على بعضنا، لولا  أنفسنا الضعيفة، التي سهـّلت له، إنجاز مهمته المتمثلة في تشظى الوطن وتشتت الأمة.

مؤامرة الشرق الجديد وابنه الربيع، الأسودين، ليستا موجهتان، لبلادنا حصراً، ولم يكن بإمكاننا، مقاومة مـُلاك الدنيا، لوحدنا… ولكن كان يمكن تهوين شرها، والسبب هو ذاته، استعداد عقولنا الليبية الخاوية من الأيمان والانتماء للعبث بها من أي وسواس خناس، فدخلها الشيطان الثاني (الربيع الأسود) ليسرح فيها ويمرح… وحيث أن العابثين بعقولنا (أللا عقول) شيطانان، وليس شيطاناً واحداً، هما (النفط والربيع) فها هى كارثة “ربيعنا!” فريدة من نوعها، إن لم نقل أم كوارثه…

نترككم مع عرض الكر والفر، بالهلال النفطى، بين الإرهابيين تكفيريين ليبيين، وسواهم من شذاذ الأفاق، أعداء الدنيا والدين، مثل  التشاديين و(الجذرانيين)؟!!!، وبين المنتصرين عليهم، من أبناء الجيش الوطني الميامين… اللهم قوى شوكتهم، ووحدهم مع قوة البنيان المرصوص، ضد الدواعش وسائر التكفيريين… أللهم أبعد عنا شرور المتصارعين على المال وحكم الشعب المسكين، من شياطين البشر الليبيين، حـُذاق و منشقـّى فبرايور المنافقين، الذين أثبتوا، إنهم بلا ذمة ولا دين… دائماً كالزمزامات> كانوا راقصين مع السبتمبريين، ثم قلبوا مع الفبرايريين، والآن ينتقلون رويداً مع النادمين!!!، اللهم نجنا من شرور أمراء المليشيات والدواعش والتكفيريين، وفى معيتهم المنشقين وأشباههم الجذرانيين، أللهم آمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً