ليبيا.. أقفال بلا مفاتيح

ليبيا.. أقفال بلا مفاتيح

لئن كانت السياسة هي فن الممكن والمستطاع فإنها في ليبيا فن المستحيل والسعي وراء السراب والأوهام.. وتوالت الأحداث في بلدي فصلاً بعد فصل ومرحلة تلو أخرى وها نحن أمام مزيد من القتامة والغموض على مستقبلنا ولئن كان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار مضاد له في الاتجاه مسلمة علمية وظاهرة صحية في علم السياسة والاجتماع والاقتصاد خاصة إذا وُظفت لصالح الوطن والمواطن.. فإن ليبيا 17 فبراير 2011 هي ثورة شعب يطمح إلي الحرية ويرغب في التغيير والتجديد تقابلها ثورة مضادة تسعى إلى استنساخ العهد البائد وإعادة القيد..

تلة من النخبة الجديدة زعموا معرفتهم بالسياسة والسياسة منهم براء تصدروا المشهد الليبي وظنوا أنهم قادرون على إنقاذ ليبيا من الغرق وإيصالها إلى بر الأمان وإذا بهم يزيدون الطين بلة وورطوا البلاد في أزمة خانقة لم يسبق لها مثيل في تاريخ ليبيا المعاصر وها نحن الأن نغرق ونتعلق بقشة..

ما كنا نصدق أن نتخلص من الدكتاتورية حتى برزت القبلية والجاهلية الجديدة وأصبحنا أمام الجهل والتخلف وجها لوجه وأصبح الصلف والعنجهية والعناد عنوان المرحلة.. ابحثوا عن معنى السياسة في كل القواميس وبكل اللغات ستجدونها تختلف كل الاختلاف عما يحدث في ليبيا وبالرغم من ذلك مازال المجتمع الدولي – وهو يبحث عن مصالحه – يصر على تشخيص ووصف الأزمة الليبية بأنها سياسية وما أبعد أزمتنا عن السياسة.. ما إن يحاول المجتمع الدولي أن يقترح حلاً حتى نجد أنفسنا أمام مشكلة جديدة مشكلة تلد أخرى وهلم جراً حتى أصبح ساستنا ومشاكلنا أقفال بلا مفاتيح.. يا أيها السياسيون في بلدي ليبيا أعلموا أن التاريخ يسجل لا يغفل ولا يرحم وأعلموا أن من عاد إلي الحق فقد اهتدى والحق يكمن في حكم القضاء وصوت الشعب وعلى الله قصد السبيل.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً