ليبيا.. هل للمواطن قيمة؟

ليبيا.. هل للمواطن قيمة؟

المواطن أنا وأنت مواطن.. كثيراً ما يتردد في مجالسنا الاجتماعية عبارات مثل (أعوذ بالله من كلمة أنا) وتلك مغالطة وموروث ثقافي ساذج قُصد به التواضع في غير محله.. أين التواضع عندما يتعوذ الإنسان بالله من نفسه وأين التكبر عندما يعتز الإنسان بشخصه…؟

قد انقلبت لدينا الأمور فأصبح الغالي رخيصاً والاعتزاز بالنفس فضيحة.. في الأمم المتحضرة المواطن هو أساس الدولة وعمادها وعنوان تقدمها ورمز رقيها وازدهارها وشرطتها تؤدي التحية لمواطنيها.. أما نحن فحدث ولا حرج مفارقات غريبة وعجيبة نمجد الشعب ولا نحترم المواطن وشرطتنا تقمع وتلقي بالمواطنين في غيابات السجون بدون تهمة ولا محاكمة من أجل حرية الشعب…!

كلمة الشعب خدعة سياسية هلامية ومطاطة تستعمل لأغراض شيطانية وهي كلمة حق أريد بها باطل مثل (سلطة الشعب) كما أن كلمة الشعب لا يحدها عدد قس مثلاً الشعب الليبي. الشعب الفرنسي. الأمريكي. الصيني. الهندي. البوسني. المالطي…الخ… لاحظ ودقق الكل مشتركون في كلمة الشعب ومختلفين في العدد أما المواطن فهو دائماً واحد في كل الدول والشعوب لا تموت أما المواطن فإما حياً أو ميتاً.

إن الدولة التي لا تحترم مواطنيها ولا توقرهم ولا تتكافئ الفرص أمامهم ولا يعتزوا بأنفسهم ولا يفتخروا بانتمائهم لدولتهم فهي دولة عبيد.. وها نحن في ليبيا نؤسس لدولة وربما لدويلات – كما يراد لنا – فهل أعرنا للمواطن قيمته اللائقة بآدميته وإنسانيته واللائقة بثورته المجيدة أم مازلنا غافلين…؟

وما توفيقنا إلا بالله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً