ليبيا.. ظلموك يا وطني

ليبيا.. ظلموك يا وطني

كيفما كنتم يولى عليكم.. والعامة على دين ملوكها

أبحث في التاريخ كما أبحث في الجغرافيا لعلي أجد دولة أو شعباً يشبه شعبي – ربما الصومال – وحتى الصومال احتفلت أخيراً بعيد تأسيس جيشها المغوار..

ظلموك يا وطني فلم يعد لنا عيد!

بالأمس القريب كنا في قبضة دكتاتور سفاح وطاغية لا يرحم مغتر سادي يعشق نفسه ويعتقد أنه يملك الحقيقة كلها لوحده.. ومن صلفه وغروره اخترع كتيب أسماه الحل النهائي وصدقناه مرغمين بقوة الحديد والنار وفوهة السبطانة فهل نحن الآن نعيش ما بعد النهاية أم مازال لدينا أمل في المستقبل؟

ظلموك يا وطني ومسكين أنت يا شعبي.

أقولها وبكل صراحة أننا في أمس الحاجة إلى ثورة أخرى.. ثورة جديدة تمسح وتزيل أوساخ وأردان الماضي البغيض وأستغرب وأنا الغريب في وطني من بعض الساسة والمثقفين المحسوبين على أحزابنا الليقظة نصّبوا أنفسهم منظرين جدد يعلمون شبابنا مالا ينبغي أن يتعلموه.. أحزاب ظهرت علينا فجأة كالفطر (الفقاع والترفاس) بلا بذور ولا جذور ولا أغصان ولا ثمار فهي الثمرة وهي كل شيء.. أحزاب ادعت لنفسها الخبرة السياسية ولا ندري من أين مستمدة ومن مثال ما ذكرناه مقالة نشرت على صفحة عين ليبيا الموقرة والعزيزة علينا بتاريخ 2017.04.13 بعنوان (الكتلة الحرجة) وأنا في هذا المقام لا أنقد الأشخاص بقدر ما أنقد الأفكار فيما كتب صاحب المقالة..

يبدأ الكاتب بتعريف عنوان مقالته الغريب على أساس أنه مصطلح بعلم الاجتماع والسياسة وأُذكر بالخصوص بأن كاتب هذه السطور متخصص في علم الاجتماع وأشبعته دراسة وأستزيد بل ما زلت تلميذاً في بحر العلوم فما عثرت ولا قرأت هذا المصطلح إلا في هذه المقالة فلو يتكرم صاحبها أن يفيدنا بمصادره.. ثم ينتقل ليسأل نفسه ثم يجيب معتذراً لقرائه – وأنا أحدهم – بأنه ومن مدة بعيد عن مطبخ حزبه السياسي وطالما لدى حزبه مطبخ فإنه بالتأكيد يقدم عدة وجبات لمناصريه وأعتبره أفضل من غيره من الأحزاب المختصة بالوجبات السريعة..

قد ظلموك يا وطني..

ثم يستطرد كاتب المقالة بعد توضيح غريب عجيب لهذا المدلول ليؤكد أن حزبه هو الوحيد في ليبيا الذي يمثل (الكتلة الحرجة) دون غيره.. أليس ذلك ترويج مبطن ودعاية مفضوحة وغير موضوعية…! كثيرون هم من يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة لوحدهم وذلك هو الميكروب الذي حُقن به الشعب الليبي طيلة أربعين سنة..

وأخيراً أذكرك -وأنت أخ لنا في الوطن – بأن قليل من التواضع خير ألف مرة من كثير من الغرور والأنانية وتحضرني في هذا المقام حكمة صينية مفادها (إن المقابر ملآنة بأناس اعتقدوا أن الدنيا لن تسير بدونهم) فأرجو ألا تكون منهم وأنت حي وأقسم لك بأنك
وأمثالك ظلمتم الوطن وغررتم بالشعب حتى وقعنا في المطب..

ظلموك يا وطني ومسكين أنت يا شعبي..

وما توفيقنا إلا بالله

[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000″]هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه[/su_note]

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً