نعم للجيش

نعم للجيش

الجيش هو مؤسسة وطنية تشترك في حماية الوطن مع بقية الأجهزة الأمنية وتحمي سيادة الوطن وحدوده البرية والبحرية والجوية بعيدا عن التأثيرات المختلفة الاجتماعية والسياسية. فيجب تحييد الجيش من الصراع على السلطة وعدم استغلاله وجعله مطيّة للوصول للسلطة وتحقيق المآرب الشخصية تحت ذريعة حماية الوطن أو تشكيل القوات المسلحة أو محاربة الإرهاب فكل تلك المهام هي عمل وواجب يناط للجيش القيام بها وليست مبررا للانقلاب على الحكم المدني فمن يُرد أن يكون رئيسا لليبيا؟ عليه أن يستقيل من القوات المسلحة لنظمن عدم استغلال الجيش وبناء جيش وطني ملكا للدولة وليس لفرد فالدولة وحدها من يكوّن الجيش.

الجيش هو ملك للدولة وهذا يترتب عليه القول بوجوب تثقيف أفراد الجيش من حيث الولاء للوطن لا لغيره كما هو واقع الآن كما يجب أن يكون الجيش وحدة واحدة لا ولاء فيه لطائفة أو جماعة أو قبيلة أو الدعوة لمذهب معين من شأنه شق الصف الوطني داخل المؤسسة العسكرية وإضعاف الأمن والسلم الاجتماعي، فيجب حماية الجيش من كل ما من شأنه التأثير على وحدته وأهدافه الوطنية العليا. كما يجب تصحيح مسار الجيش وطرد المجرمين وأصحاب السوابق الذين يتلذذون بقتل أبناء الوطن من الأسرى ونبش قبورهم والتمثيل بجثث الموتى بأوامر من القيادة العليا؟؟!!! فما هكذا يكون الجيش الوطني.

نريد جيشا يعرف ما له وما عليه في الحرب والسلم، نريد جيشا يعرف واجبه جيدا فلا يتهاون في تطبيقه دون الإخلال بالقوانين التي تقيد الجميع، نريد جيشا وليس قُطّاع طرق ولصوص يبيعون في الأسواق التي تباع فيها المسروقات محتويات البيوت في المناطق التي زعموا أنهم حرروها (شاهد بيعت محتويات بيته) ويعلنون ذلك جهارا نهارا!!! نريد جيشا يحارب داعش واقعا لا دعاية وزورا ولا يوفر لهم الممرات الآمنة ويتخذ من سمفونية محاربة الإرهاب ذريعة للنيل من الشرفاء وممن شاركوا في الثورة وإلصاق التهم بالخصوم السياسيين!!؟؟؟ نريد جيشا يساعد في محاربة الفساد واجتثاثه من الوطن ولا يغوص فيه ويدافع ممثله دفاع المستميت في المجلس الرئاسي عن عدم نزع صفقات شراء السلاح من قائده؟؟؟ نريد جيشا وطنيا مستقلا يحمى الوطن ويدافع عن الشعب ولا يستقوي عليه بطائرات وقوات من دول خارجية لتهاجم وتقتل في كثير من الأحيان المدنيين من أبناء الوطن والأمثلة على ذلك كثيرة، نريد جيشا يتبع الدولة وليس مستقلا عنها يتجاوز سلطة البلاد “مهما كانت” في الاستعانة بدول خارجية معروفة بعدائها للإسلام ليعقد معها صفقات أقل ما يقال إنها مشبوهة؟؟؟ نريد جيشا تحت النظام السياسي للدولة ولا يضع برلمان الدولة تحت قدميه وإمرته، فإذا كان البرلمان تحت أقدام قائد الجيش فأين سيكون الشعب إذاً بعد حين!!؟؟؟ نريد جيشا يحمي السلطة الشرعية لا يقوض السلطة المدنية للدولة ويعطل دستورها ولا يبالي بها؟؟؟ إن السيادة والسلطة تمارس من خلال مؤسسات الدولة لا خارجها.

يجب القيام بتصحيح وضبط قواعد الانضمام لوحدات الجيش ومعالجة علاقة الجيش بشعبه فهي ليست علاقة انتقام وتشفي ثم سيطرة!!! كما يجب وضع خطة للتخلص من القوى المرجفة بداخله ومعالجة قضايا المبعدين من الجيش والأمن من أبناء الوطن مع الاستفادة من أخطاء النظام السابق وليس تكرار نفس الأخطاء. نريد جيشا وطنيا محايدا لا خصما سياسيا وطرفا في الصراع!!! هذا هو جيشنا الذي نريد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

نوري الرزيقي

كاتب ليبي

اترك تعليقاً