أمير قطر في غزة: أجندة الدوحة أهم من وحدة الفلسطينيين

خطوات تثير القلق والريبة

وصل امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني برفقة عقيلته الشيخة موزة صباح الثلاثاء الى معبر رفح الحدودي في قطاع غزة لبدء زيارة لعدة ساعات للقطاع المحاصر، وصفها محللون وسياسيون في الضفة الغربية بأنها “تكرس انفصال غزة عن بقية الأراضي الفلسطينية”.

واكد غازي حمد وكيل وزارة الخارجية في حكومة حماس ان مروحية مصرية اقلت امير قطر من مطار العريش الى الجانب المصري من معبر رفح.

وانتقل بعد ذلك فورا الى الجانب الفلسطيني في المعبر حيث كان في استقباله رئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية، تمهيدا لبدء زيارته لتدشين عدد من المشروعات التي تمولها قطر.

ويضم الوفد القطري كبار المسؤولين وبينهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم.

وقال هنية في كلمة خلال حفل وضع حجر الاساس للمدينة الاسكانية التي تحمل اسم امير قطر في خان يونس في جنوب قطاع غزة “اليوم ندك جدار الحصار (…) ونعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة المباركة شكرا لقطر”.

وانتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة امير قطر لقطاع غزة الثلاثاء معتبرين انها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني، فيما رحبت بها حكومة حماس في غزة.

وكان الشيخ حمد اتصل قبل ايام بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لطمأنته بشأن الزيارة.

ومع ذلك، دعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان عقب اجتماع مساء الاثنين في مقر الرئاسة الفلسطينية العرب الى “عدم مواصلة سياسة اقامة كيان انفصالي في قطاع غزة” لان ذلك “يخدم اساسا المشروع الاسرائيلي”.

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين “كنت اتمنى ان يعلن امير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة”، معتبرا ان “وجوده في غزة يكرس الانقسام الفلسطيني”.

من جهتها، نشرت صحيفة “الايام” الفلسطينية التي تصدر في الضفة الغربية الثلاثاء رسما كاريكارتوريا كتب فيه “فلسطين موحدة (…) لا اهلا ولا سهلا بالمقسمين”.

وقال الكاتب والمحلل السياسي مهند عبد الحميد ان “الاتصال الذي اجراه الامير القطري مع الرئيس عباس غير كاف وما تقوم به قطر الان برأيي انتهاك صريح للشرعية الفلسطينية بدعم عربي ودولي لترسيخ امارة مستقلة في غزة”.

واضاف “للمرة الاولى يتم التعامل مع حركة حماس التي اعتبرت غالبية دول العالم انها انقلبت على السلطة في غزة خاصة وان المرجعية السياسية الشرعية للشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية”.

وتابع ان “قطر اليوم تعطي شرعية للانقلاب على الشرعية الفلسطينية وهذا تطور خطير (…) وتدفع حماس الى زيادة تعنتها في تحقيق المصالحة الفلسطينية”.

واكد ان “الموقف القطري تجاوز كل المفاهيم البروتوكولية في هذه الزيارة”.

وكانت قطر استضافت حركتي فتح وحماس في شباط/فبراير الماضي. ووقعت الحركتان “اتفاق الدوحة” لانهاء الانقسام بينهما. لكن الاتفاق لم يكتب له النجاح، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بافشاله.

وقال عبد الحميد ان قطر بهذه الزيارة الى غزة “اهالت التراب على اتفاق الدوحة (…) وتعلن اليوم انها مع تعزيز دولة في غزة بما يتقاطع مع رغبات اسرائيل”.

من جانبه، قال المحلل السياسي عبد المجيد سويلم ان زيارة الامير القطري “تحمل في طياتها مضامين سياسية اكبر من قضية اعمار غزة”.

واضاف ان “الزيارة قد يكون من ورائها محاولة جس نبض حركة حماس باتجاه مزيد من الاعتراف من زاوية الانسجام مع ما يجري من تطبيق صفقة تاريخية بين الولايات المتحدة الاميركية والاخوان المسلمين”.

وتابع ان “قطر تدرك مدى الخلاف الحقيقي بين القيادة الشرعية الفلسطينية والولايات المتحدة ويمكن ان تكون الزيارة اعلانا قطريا بان معركة التمثيل الفلسطينية والشرعية خاضعة للمقايضة السياسية”.

واضاف سويلم “لا يمكن ان افهم ان دولة قطر العراب الرئيسي للسياسة الاميركية تقف اليوم مع شرعية وحكم لطرف اعلنته الولايات المتحدة واسرائيل منظمة ارهابية”.

وتابع “هذا مستحيل الا ان كان وراءه مضامين سياسية اخرى”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً