المخابرات البريطانية تحقق في إخفاقها بهجوم مانشستر

وكالات

فتحت المخابرات الداخلية البريطانية تحقيقا داخليا في إخفاقها المحتمل في تعاملها مع تحذيرات سابقة بشأن منفذ الهجوم الانتحاري في مانشستر الأسبوع الماضي، الأمر الذي اعتبرته وزيرة الداخلية أمبر راد خطوة أولى صحيحة من قبل جهاز الأمن.

وبعد مرور نحو أسبوع على الهجوم، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية اليوم الاثنين أن جهاز الأمن الداخلي (أم.آي.5) يجري تحقيقا في كيفية تعامله مع تحذيرات عامة بأن المهاجم سلمان عبيدي الذي نفذ تفجير مانشستر يشكل خطرا محتملا. كما حذر كذلك من أفكار عبيدي المتطرفة ثلاث مرات على الأقل.

وقالت إن الجهاز الأمني سيفحص افتراضات قيلت عن عبيدي قبل الهجوم وبدأت “تحقيق ما بعد الواقعة” في كيف جرى إغفال الاهتمام بالمهاجم. وأضافت أنه يجري إعداد تقرير منفصل كذلك للوزراء والمسؤولين الذين يشرفون على عمل الأجهزة الأمنية.

يأتي ذلك بعد أن تأكدت من تلقي السلطات ثلاثة تحذيرات من مدرسين ورجال دين مسلمين بشأن توجه العبيدي نحو التطرف واحتمال لجوئه للعنف.

وقال مصادر مطلعة الأسبوع الماضي إن عبيدي كان واحدا من عدد كبير من أشخاص كانوا محل اهتمام في السابق، وظل خطرهم محل بحث في جهاز الأمن الداخلي.

ويعتبر الكشف عن هذا النوع من التحقيقات الداخلية أمرا نادرا بالمملكة المتحدة، فمن غير المعتاد أن تعلن السلطات أن جهاز الأمن يجري تحقيقا داخليا في احتمال حدوث ثغرات.

وفي تعليقها على تلك التحقيقات، قالت وزيرة الداخلية “إن هذه خطوة أولى صحيحة” يتخذها جهاز الأمن الداخلي في أعقاب التفجير الذي راح ضحيته 22 شخصا.

اعتقالات
وفي إطار التحقيقات المتواصلة في الهجوم، اعتقلت الشرطة البريطانية شخصا يبلغ من العمر 23 عاما في وقت مبكر صباح اليوم للاشتباه في صلته بالإرهاب، كما نفذت مداهمات في عدة مناطق في مانشستر وتشستر خلال الليلة الماضية.

كما اعتقلت الشرطة رجلين أمس في مانشستر أيضا، وبذلك يرتفع عدد الموقوفين لصلتهم المحتملة بهجوم مانشستر إلى 14.

وفي هذا السياق، شددت الوزيرة على أن عملية تعقب شبكة الأفراد المرتبطة بالعبيدي لاتزال مستمرة بقوة، ولم تستبعد أن يكون بعض هؤلاء طليقا حتى الآن.

وتمت تعبئة ألف عنصر لتحليل أكثر من ثمانمئة دليل ثبوتي (بينها 205 وثائق رقمية) وجرت عمليات تفتيش في 18 موقعا مختلفا، واستعراض حوالي 13 ألف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة.

وكان العبيدي البريطاني الليبي الأصل (22 عاما) فجر نفسه لدى انتهاء الحفلة الموسيقية للمغنية الأميركية إريانا غراندي في قاعة “مانشستر أرينا” قبل أسبوع.

ويُعد هذا الهجوم ـالذي تبناه تنظيم الدولةـ الأكثر دموية في بريطانيا منذ 12 عاما، وهجمات لندن التي أوقعت 56 قتيلا، مع سقوط 22 قتيلا و116 جريحا بينم أطفال ومراهقون.

ووضع الهجومُ الأخير الأمنَ في قلب الحملة للانتخابات التشريعية في الثامن من يونيو/حزيران المقبل والتي استؤنفت يوم الجمعة الماضي بعد تعليقها عقب الهجوم.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً