النظام السوري يقصف دمشق بالـ«ميغ» للمرة الأولى

الجيش الحر على ظهر دبابة غنموها من القوات النظامية

المصدر: عواصم ــ وكالات

شنت طائرة حربية سورية غارة على حي جوبر، شرق دمشق، للمرة الأولى، بعدما كانت القوات النظامية تقصف العاصمة بالمروحيات. في وقت كشف الإعلام الرسمي عن اغتيال لواء في قيادة أركان القوات الجوية السورية، مساء أول من أمس، فيما دخل العامل الفلسطيني، أمس، على خط النزاع السوري من خلال الاشتباكات العنيفة التي شهدها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق بين الجيش السوري الحر وفلسطينيين موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، تراجعت حدتها فجراً، وأكدت الجبهة الشعبية – القيادة العامة أنه تم التصدي لـ«مسلحين ارهابيين كانوا يحاولون التسلل الى المخيم»، رافضة «جر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الأزمة السورية». في حين قصفت القوات النظامية أحياء في مدينة حلب ترافقت مع اشتباكات مع الجيش السوري الحر، بينما أغار الطيران الحربي على معرة النعمان وحمص.

ونفذت طائرة حربية سورية غارة، أمس، على حي جوبر شرق دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أنها الغارة الأولى من طائرة حربية على العاصمة.

وقال المرصد إن الطائرة ألقت أربع قنابل على الحي الواقع عند طرف العاصمة من جهة الشرق، والمحاذي لبلدة زملكا في ضاحية العاصمة، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وكان النظام استخدم في السابق مروحيات عسكرية في قصف العاصمة.

وافاد المرصد ايضا عن غارة على مدينة دوما، في ريف دمشق، أحدثت «دماراً هائلاً في نحو 20 منزلاً»، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى.

في سياق متصل، كشف التلفزيون الرسمي السوري، أمس، عن مقتل لواء طيار في القوات الجوية السورية في أحد احياء شمال دمشق، على يد «مجموعة ارهابية مسلحة». وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل على الشاشة «في إطار استهدافها للكوادر الوطنية والعلمية، مجموعة إرهابية مسلحة تغتال اللواء الطيار عبدالله محمود الخالدي في حي ركن الدين بدمشق».

وأفاد مصدر امني في العاصمة السورية بأن الخالدي «عضو في قيادة الاركان الجوية». وأوضح انه تعرض لإطلاق نار الليلة قبل الماضية اثناء خروجه من منزل احد أصدقائه في حي ركن الدين «حيث كان يقوم بزيارة اجتماعية»، ما أدى الى مقتله.

من جهتها، أعلنت «كتيبة شهداء ركن الدين» التابعة للواء الأول بدمشق في الجيش السوري الحر، ان عناصر منها اغتالت الخالدي «المسؤول عن التدريب الجوي في أمرية الطيران، والرقيب الأول احمد عبدالحق من فرع المخابرات الجوية البارحة (أول من أمس)».

واشارت الى ان الاغتيال يأتي «ضمن سلسلة العمليات النوعية التي تقوم بها الكتيبة»، متوعدة «جميع المتعاونين مع هذا النظام المجرم بضربات نوعية».

ويتزامن الاغتيال مع تزايد دور سلاح الطيران في النزاع السوري المستمر منذ أكثر من 19 شهراً، الذي لجأ اليه النظام منذ نهاية يوليو الماضي. وتعرضت مناطق سورية مختلفة، أول من أمس، لغارات جوية وصفت بأنها «الأعنف» منذ بدء استخدام الطيران الحربي في استهداف مناطق مدنية وتجمعات للمقاتلين المعارضين.

إلى ذلك، وقعت اشتباكات عنيفة بعد منتصف الليلة قبل الماضية بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق هدأت قرابة الخامسة من صباح أمس.

وقال المرصد إن المعارك اندلعت أولاً في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ثم «امتدت الى مخيم اليرموك الملاصق للحجر الأسود حيث دخل مقاتلون من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة على خط القتال الى جانب جيش النظام».

وشهد مخيم اليرموك جولة اشتباكات عنيفة في شهر أغسطس الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور، وأوقعت العديد من القتلى.

وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية الى «تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات»، استقدمت الى المخيم «لمساندة قوات القيادة العامة».

في المقابل، ذكر المسؤول الاعلامي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة أنور رجا لـ«فرانس برس»، أن «جماعة من المسلحين الارهابيين حاولوا التسلل فجرًا عند الساعة 2.30 (0.30 ت غ) الى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الاسود، وقامت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم بالتصدي للمجموعة». وأضاف ان «الاشتباكات استمرت نحو ساعة من دون ان تسفر عن خسائر بشرية او اصابات».

وأشار رجا الى «وجود أطراف من المعارضة السورية المسلحة ترغب في جر المخيمات الفلسطينية الى دهاليز الازمة الداخلية السورية». وأضاف أن «كل محاولة لتوريط الفلسطينيين أو المخيمات في الوضع الداخلي السوري من قبل هذه العصابات، تندرج ضمن برنامج مدفوع مسبقا وأعد سلفا». ورفض «استباحة المخيم او العبث به وبأمنه»، مؤكداً ان «برنامج القيادة يتمثل بمنع أخذ المخيم كرهينة وانتهاك امنه بحيث يصبح مسرحاً للعمليات والاشتباكات».

ويعد مخيم اليرموك الاكبر في سورية من حيث عدد سكانه المسجلين لدى الامم المتحدة والبالغ .148500

في الشمال، شهدت بعض أحـياء مديـنة حلب اشتـباكات بعد محـاولة مقاتلين معارضين شن هجوم من حي بني زيد الذي يسيطرون عليه منذ فترة على ثكنة طارق بن زياد في حي السبيل، بحسب ما ذكر مراسل «فرانس برس»، نقلاً عن سكان في المنطقة.

كما قتل مقاتل معارض في اشتباكات مع القوات النظامية في حي الزبدية في مدينة حلب، بحسب المرصد الذي أشار الى سقوط قذائف على أحياء الشعار والميسر وبستان الباشا وشارع تشرين وبني زيد والصاخور في المدينة. كما وقعت اشتباكات صباح أمس، في احياء الحمدانية والليرمون وشارع النيل.

وتعرضت بلدات عدة في ريف حلب للقصف من القوات النظامية.

كما أفاد المرصد باستمرار الاشتباكات «بصورة متقطعة» في محيط معسكر وادي الضيف في ريف إدلب (شمال غرب) بين القوات النظامية (من جهة) ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة ومن «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة من جهة ثانية. ويحاصر المعارضون المسلحون هذا المعسكر منذ استيلائهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة في التاسع من اكتوبر، ما مكنهم من إعاقة وصول امدادات النظام الى المنطقة.

وتجددت الغارات الجوية، أمس، على معرة النعمان ومحيطها وقتل فيها سبعة اشخاص بحسب المرصد، بينهم اربعة اطفال. كما شهدت مناطق في ريف دمشق غارات نفذها الطيران الحربي السوري.

وشهدت هذه المناطق أول من أمس، «أعنف الغارات» منذ بدء النظام استخدام طائراته الحربية في النزاع في نهاية يوليو الماضي.

وفي مدينة حمص (وسط)، قتل مقاتل معارض، أمس، في اشتباكات مع القوات النظامية في حي دير بعلبة، فيما تعرضت احياء الخالدية وجورة الشياح ودير بعلبة لقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد.

وقال نشطاء في المعارضة السورية، إن طائرات حربية سورية قصفت مواقع للمعارضة على مشارف مدينة حمص، أمس، لمحاولة كسر حصار لقاعدة تابعة للجيش النظامي تضم عشرات الجنود.

وأضافوا أن اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب 10 في قرية المباركية الواقعة على بعد ستة كيلومترات إلى الجنوب من حمص، حيث يحاصر مقاتلو المعارضة مجمعا يحرس منشأة لصيانة الدبابات. وقالت مصادر في المعارضة إن المنشأة كانت تستخدم في قصف قرى معارضة قرب الحدود مع لبنان. وقال الناشط نادر الحسيني في مكالمة هاتفية من مكان قرب المنطقة، إن الطائرات الحربية قصفت المباركية خمس مرات صباح أمس، مشيرا إلى أن جرافات الجيش سوت القرية بالأرض بالفعل في مارس. وكانت قرية المباركية واحدة بين مناطق عدة في محيط حمص سواها الجيش بالأرض بعد أن استعادت القوات الحكومية في فبراير حي بابا عمرو الذي كانت تسيطر عليه المعارضة. ومنذ ذلك الحين عاد مقاتلو المعارضة إلى منطقة زراعية مجاورة في محاولة لقطع خطوط الإمداد.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً