السكر يؤثر بمراكز اللذة بالدماغ كالمواد المسببة للإدمان

الدكتور ستيلمان: تناول كمية كبيرة من السكر يحرض الرغبة على تناول المزيد منه (مواقع التواصل الاجتماعي)

وكالات

قالت خبيرة في طب الأطفال إن السكر يؤثر في مراكز اللذة بالدماغ، بطريقة تشبه كثيرا طريقة تأثير بقية المواد التي تسبب الإدمان.

وتعد المشروبات السكرية أحد المتهمين الرئيسيين في التسبب بالبدانة والسكري من النوع الثاني لدى الأطفال، ويقول مركز كوك تشلدرنز لعائلات الشرق الأوسط إنه منذ عام 2000 تضاعف عدد الأطفال المصابين بداء السكري في الشرق الأوسط، مقدما نصائح لتقليل خطره.

وقال المركز -في بيان وصل للجزيرة نت- فإنه يقسم السكري إلى نوعين رئيسيين، الأول يعرف بالسكري المعتمد على الإنسولين ويصيب عادة الأطفال واليافعين.

ولا يزال العامل المسبب للإصابة بالسكري من النوع الأول غير معروف بدقة حتى الآن، حيث تشير فرضيات إلى احتمال كونه ناجما عن الإصابة بالإنتانات الفيروسية خلال الحمل أو الطفولة الباكرة، في حين تشمل العوامل المحتملة الأخرى التعرض للملوثات البيئية أو الغذائية.

أما النوع الثاني يعرف بالسكري غير المعتمد على الإنسولين ويصيب البالغين عادة، ولكن يمكن أن يصيب الأطفال أيضا الذين يكون معظمهم في هذه الحالة في سن المراهقة. وهذا النوع مرتبط بالبدانة والخمول. كما توجد عوامل جينية وعرقية تزيد من خطر الإصابة بكلا النوعين الأول والثاني.

وقال مركز كوك إن المشروبات السكرية تعد أحد المتهمين الرئيسيين في التسبب بالبدانة والسكري لدى الأطفال، علما أن المشروبات الغازية ليست النوع الوحيد من المشروبات الذي يحوي كميات مرتفعة من السكر، وهي معلومة قد تشكل مفاجأة للكثيرين، خاصة وأن الكثير من الأطفال قد توقفوا عن تناول المشروبات الغازية بكافة أنواعها.

ويعد السكر أحد المكونات الداخلة في تركيب مشروبات الطاقة وعصائر الفواكه والمشروبات الرياضية والشاي المثلج والقهوة المعلبة.

بدانة الأطفال
وتقول اختصاصية طب الأطفال في كوك تشلدرنز الدكتورة كيم مانجام إن السكر هو عامل هام للغاية في إصابة الأطفال بالبدانة.

وأوضحت الدكتورة مانجام أن “السكر يؤثر في مراكز اللذة بالدماغ، بطريقة تشبه كثيرا طريقة تأثير بقية المواد التي تسبب الإدمان. ولهذا فأنا أنصح الأهالي بعدم تقديم المشروبات والأطعمة المعالجة الغنية بالسكر والملح المضاف، لأن الأطفال سيفضلون هذا النوع من الأطعمة على الفواكه والخضروات الطبيعية الصحية”.

وأشارت مانجام في سياق حديثها إلى الاستغناء عن المشروبات السكرية في المنزل من شأنه أن يقلل من زيادة الوزن لدى الأطفال، كما أن التركيز على تناول الماء والحليب يشكل خطوة أولى ومهمة في مساعدة الأطفال على التنعم بحياة معافاة وخالية من البدانة وما تسببه من أعباء صحية عديدة.

من جانبه، يقول اختصاصي أمراض الغدد الصم في مستشفى كوك تشلدرنز في تكساس الدكتور جويل ستيلمان إن الأطفال يصلون إلى الجرعة العالية من السكر التي تسبب البدانة بسهولة أكبر لدى تناولهم المشروبات الغازية أو غيرها من المشروبات المحلاة. ويشرح ستيلمان هذه الفكرة من خلال المعادلة التالية:
السكر = السعرات الحرارية، والكميات الزائدة من السعرات الحرارية = زيادة الوزن ثم البدانة.

ويضيف الدكتور ستيلمان أن البدانة، وخاصة المتركزة في منطقة الخصر، تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسكري والمتلازمة الأيضية.

الفركتوز
وأضاف أن سكر الفواكه “الفروكتوز” الذي يدخل في تركيب سكر القصب “السكروز” أو مشروب الذرة الغني بالفروكتوز، أحد المتهمين الرئيسيين بالتأثير في آلية عمل الكبد وبالتالي زيادة خطر الإصابة بداء السكري. كما أن تناول كمية كبيرة من السكر يحرض الرغبة على تناول المزيد منه.

وتنوه الدكتورة مانجام إلى أن الأهل هم المسؤولون عن التحكم بكمية السكر التي يتناولها أطفالهم كل يوم، وإن لم يكونوا مدركين لذلك.

وأضافت “لذا أنا أنصح الوالدين وبقية أفراد العائلة بمحاولة إبقاء السكر بعيدا عن المنزل، لكي يتمتع الجميع بصحة أفضل، وخاصة الأطفال الذين لا يتمتعون بالنضج الكافي لمعرفة الكمية المنطقية التي يمكنهم تناولها من الحلوى أو الشوكولا، وهنا يأتي دور الأهل في وضع الحدود المناسبة لذلك”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً