التكنولوجيا والتوتر وراء مرض العصر

الارهاق يتسلل الى خلايا جسد الانسان

حذرت بروفسورة لاتفية متخصصة بالأورام السرطانية من تصاعد الإصابة بمرض العصر إن لم يغير الإنسان طبيعة حياته المرتبطة بالتكنولوجيا وتجنب التوتر.

ونبهت إلى ان الشفاء من السرطان لا يعني دائما تلاشي المرض، لان مجرد تعرض المصاب إلى نكسة عاطفية أو أزمة عائلية كالطلاق أو وفاة أحد الأعزاء، قد تعيد المرض إليه ثانية.

وقالت الدكتورة “داسي بالتينا في حوار مع “ميدل ايست اونلاين” قامت بترجمته من اللاتفية الى الانكليزية “سنيتا ليجينسي” ان الغالبية من الناس تعتقد ان مرض السرطان لم يكن شائعاً أيام الحرب العالمية، وهذا تصور غير علمي، لان تزايد الضغوط الاجتماعية على البشر والطعام غير الصحي والتدخين والكحول، احد أهم الأسباب للمرض.

واضافت الدكتورة التي تعمل على العلاج الفايروسي الذي اكتشف من قبل العالمة اللاتفية الراحلة “اينا موتسينيتس” التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي بالتخطيط لعلاج الخلايا السرطانية بفايروس يزيد مناعة الجسد ويهاجم الخلايا الخبيثة، “لا يمكن معرفة عما اذا كان هناك مرضى اقل أو أكثر اصيبوا بالسرطان من قبل”.

وأكدت ان السبب الأكثر شيوعا للإصابة بمرض السرطان يعود إلى النكسات التي تصيب الأشخاص، وان أغلب المرضى

واضافت “دائما نسأل المريض إذا كان لديه أي مشكلة عاطفية أو نكسة عائلية، واغلبهم يخفون ذلك مع انها أحد أهم الاسباب للمرض”.

واوضحت ان الأزمة التي يمر بها الانسان والتوتر تزيدان الإصابة بالمرض أكثر من التقدم بالعمر، فالاجهاد الحياتي يقود للمرض، لكنها في الوقت نفسه أشارت إلى ان الأفكار الجيدة والسعادة ليست كافية للتخلص من السرطان، لكنها تساعد في مقاومة المرض.

وعن السياحة الطبية في لاتفيا قالت البروفسورة دلسي بالتينا، انها احد انواع العلاج، لكنها جزء من الحل.

وعبرت عن استغرابها من أسئلة المرضى بقولهم ماذا نشرب كي نتجنب المرض، قائلة لو كان هناك شراباً طبيا هذا يعني أن لا أحدا سيموت من المرض.

اما عن العلاج الفيروسي فقالت انه متوفر منذ عام 1960، وهو نوع يوازي العلاج الجراحي والكيمائي، لكنه يختلف لانه نوع من العلاج الذي يستهدف جسد المريض برمته وليس الخلايا المسرطنة فقط.

البروفسورة داسي بالتينا تحذر من النكسات العاطفية

وعبرت عن تفاؤلها بهذا النوع من العلاج، من دون مباهاة اعلامية، مؤكدة على التحاور الطبي وإرشاد المريض عبر الحوار مع الطبيب، وهو نوع من العلاج قد يكون أكثرا تأثيرا من تعاطي الاقراص.

والدكتورة داسي بالتينا تشغل حاليا رئيس القسم التعليم بمستشفى جامعة ريغا، وتحمل شهادة طبيبة بدرجة استاذ في الأورام السرطانية، ومؤلفة العديد من الكتب الطبية، إضافة إلى مشاركتها في المحاضرات وكتابة الدراسات.

وبالتينا تحب الصباح في الصيف والربيع، تستيقظ مبكرا وتقرأ في صمت، تحب أن تفعل كل شيء بسرعة- المشي، والتفكير والكتابة والكلام.

تحب القراءة، والرسم، والغناء، والحياكة، والعمل في الحديقة وقيادة السيارة، والسفر، وزيارة الأوبرا والمسارح والمتاحف، تحب الحقول والغابات والغيوم وان كانت ولدت في المدينة، تحب أن تحلم لأنها تحب أن تعيش في حياتها.

وعملت داسي بالتينا في معهد لاتفيا للطب التجريبي والسريري، وقضت اغلب تجربتها الطبية مع أطباء الأورام والمتخصصين في العلوم الطبية، نمت تجربتها في هذه البيئة بعد ان كانت والدتها تريد لها أن تكون متخصصة في هذا المجال من العلوم.

ويدين الباحثون في علم الفايروسات الى العالمة اللاتفية الراحلة “اينا موتسينيتس” التي بدأت منذ ستينات القرن الماضي بالتخطيط لعلاج الخلايا السرطانية بفايروس يزيد مناعة الجسد ويهاجم الخلايا الخبيثة.

وتواصلت البحوث بين فريق طبي من علماء لاتفيا على مدى سنوات تحت اشراف البروفسورة موتسينيتس التي شخصت ستين نوعا من الفايروسات استخلصت خمسة منها في علاج للسرطان يضاف الى العلاجي الكيميائي والجراحي.

وتفخر لاتفيا بتسجيل علاجها الفايروسي التي اطلقت عليه اسم “ريغفير” الذي يعد اول علاج فايروسي لمرض العصر، ويتميز بقدرته قتل مائة ألف خلية سرطانية مقابل خلية سليمة واحدة عند حقن جسم المريض به.

وشهد “العرب” مع عدد من المراسلين على مدار يومين في زيارات لخمسة مراكز علاجية وطبية وجامعية، والالتقاء بالأطباء والباحثين المشرفين على العلاج الفايروسي مدى التطور التي تشهده لاتفيا في استخدام هذا النوع من العلاج.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً