ويا أسفي عليك يا وطن

ويا أسفي عليك يا وطن

مافعله الليبّيون بأنفسهم ووطنهم بعد ” فبراير ” البائس لم يفعله المستعمر الإيطالي حين احتل وطنهم ! فقد بنى البيوت وأقام المزارع وحفر الآبار وشيّد الطرق الطويلة وغرس الأشجار .. بينما بعد السابع عشر من فبراير .. هـدم الليبّيون كل ماهو قائم ! فقد هدموا البيوت والمدارس والمساجد وعبثوا بقبور الموتى واحرقوا الطائرات والمطارات وقطّعوا الأشجار ولوثّوا البيئة وقطعــوا الرؤوس بالفؤوس ولعبوا بها وقطعوا الأيادى والأرجل واغتصبوا ونهبوا .. وفعلوا كل ما حرّمه الدين وتبرّأت منه الإنسانية ! وجعلوا من مُدننا الجميلة خرائـب مُوحشّة ينعق فيها البوم !! .. (كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ) ..

الذين يقتلون ويقطعون الرؤوس ويختطفون هم ليبيّون ! الخونة والعملاء وباعة الوطن هم ليبيّون ! اللّصوص الذين يسرقون وينهبون ليبيّون ! الذين يغتّصبون الممتلكات العامة والخاصة هم ليبيّون ! الذين يُهرّبون الدقيق المدعوم إلى دول الجوار ويحرمون المواطن من رغيف خُبزه هم ليبيّون ! المخابز المغلقة ! أصحابها ليبيون ! الذين تسبّبوا في أزمة السيولة هم ليبيون ! الذين يُهربون العملات المحلية خارج الوطن هم ليبيّون ! الذين يحتكرون غاز الطهي – بعد أن تخلت الدولة عن جلبه وتسويقه – من السماسرة الإنتهازييّن ويبيعونه للمواطن بأعلى الأسعار دون رادع من قانون أو واعز من ضمير هم ليبيّون ! الذين تسببوا في قطع الكهرباء وجعلوا المواطن يعيش في ظلام دامس هم ليبيون ! الذين ينهبون المال العام للإغتناء هم ليبيّون ! الُتجّار الإنتهازيون الإستغلاليون الذين يرفعون أسعار سلعهم الفاسدة المهربة ! هم ليبيون ! الذين يعتدون على المخطّطات ويستولون على الأراضي المملوكة للدولة والمنتفسات الخضراء ويُقيمون عليها العمارات الشاهقة هم ليبيّون ! الذين يعتدون على البيئة ويحرقون غاباتها ويجرفون رمال شواطئها هم ليبيّون ! الذين يهربون المواشي ويبيعون تراب الوطن هم ليبيون ! الذين يدعمون فلول الإرهاب والتطرّف في بنغازى ودرنه وسرت وطرابلس وصبراته هم ليبيّون ! الذين يُوجهون جرافات مُحملة بالإرهابيين والسلاح إلى بنغازى هم ليبيّون ! المليشيات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة والقانون وتعرقل قيام الدولة المدنية وبناء جيشها الوطني هم ليبيّون ! حتى الذين يلتحفون برداء الدين الذين يعتقدون أن الله لم يهدى سواهم ! كانوا وبالاً ونكالاً على الليبيين ! هم ليبيون .. أعضاء المؤتمر العام المنتهية ولايته هم ليبيّون ! أعضاء مجلس النواب الذى أصبح وسيلة للإسترزاق والإثراء اللاّمشروع هم ليبيون ! هيئة صياغة مشروع الدستور الذين يعقدون إجتماعاتهم في سلطنة عمان بعد أن ضاقت بهم أرض الوطن بما رحبت ! هم ليبيون ! أعضاء الحكومة المؤقتة الذين لم يُقدموا شيئا للمواطن الليبي البائس المخدوع أو يضعوا حتى حجراً على حجر هم ليبيون ! رئيس وأعضاء دار الإفتاء التي تفتي بسفك دماء الليبيين هم ليبيّون ! الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: (وإن يقولوا تسمع لقولهم) من حسن منطّقهم !!.. مالذى لم يفعله هذا الشعب لنفسه وبنفسه ؟! .. قال تعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)..!! وقال تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) وقال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) وقال تعالى: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ) !!.. مالذى لم يفعله الليبيون بأنفسهم؟! كل هؤلاء الملاعين ! يدعمون الإرهاب والتطرّف ويُعرقلون قيام الدولة الليبية ويزيدون من معاناة المواطن الليبي البائس المخدوع ويعكرّون عليه صفو حياته !

لقد اثبت الذين يلتحفون برداء الدين من إخوان وجماعات الإسلام السياسي يعاونهم الذين جلبوهم من خارج الوطن من ذوى الجنسيات المزدوجة ممن كانوا يتسكعون في شوارع أوروبا وأمريكا ويعيشون على إعانات تلك الدول أثبتوا فشلهم الذريع في بناء الدولة المدنية دولة القانون والحرية التي كثيرا ما صدعوا رؤوسنا بها ! ولكنهم أثبتوا براعتهم في الهدم وليس في البناء وفي الكذب ونشر الفساد الذى مس كل مفاصل الدولة الليبية المنهارة ! فقد شكلوا الحكومات وتقلدوا المناصب وامتلكوا الأموال ولكنهم لم يضعوا حتى حجراً على حجر !! وبعد أن نهبوا أموال الشعب عادوا إلى أوطانهم التي عاشوا فيها وجاءوا منها أين هم الآن ؟! لم يبق منهم أحدا على أرض الوطن !!

لقد حاولت قدر الإمكان حصر الكوارث والمآسي وحجم الخسائر التي أصابت الليبيين في أرواحهم وفي أموالهم وفي وطنهم بعد نكبة ” فبراير ” التي جلبت لنا الهمّ والغمّ ولكني لم أتمكن من حصرها فقد عمت هذه الكوارث والمآسي والخسائر كل أرجاء الوطن المغدور وعلى كل الصعد !

خدعونا: بالمباركة والمأمورة والمجيدة ” حتى جعلوا من ليبيا تتسول الصدقات الأوربية بعد أن أفرغ خزائنها اللصوص وجعلوا منها صومالا جديدا ! اللعنة على الخونة والمخادعين والعملاء !!

يُدجّلون علينا ويكذبون !!

تحت عنوان مبادىء حاكمة .. المبدأ الرابع يقول ” ( الالتزام بمبادئ ثورة السابع عشر من فبراير المتضمنة في ديباجة الإعلان الدستوري والمبينة على أساس : العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات ..)

والسؤال : ألا يُعد هذا كذباً وتدجيلاً ؟! كلنا يعرف أنه لاتُوجد عدالة بالمطلـق على مدى أربع سنوات بائسة من الظلم والقهر في غياب قضاء حرّ ونزيه .. ووجود ملشيات مُسلحة مُنفلتة وجماعات تكفيريّة مُتسلّطة تقمع الإنســان وتقتله ! ولاتوجد مساواة ! وهذا ظهر واضحاً في التفاوت الصارخ في المرتبات لأعضاء الحكومة وأعضاء مجلس النواب وأعضاء هيئة صياغة الدستور ووكــــلاء الوزارات ومدراء مكاتب الوزراء والوكلاء وغيرهم فضلا عن تمتعهم بمزايا أخرى ! بعد السابع عشر من فبراير إزداد الغني غنىً وإزداد الفقير فقراً وبؤساً !

لايوجد شىء إسمه حقوق الإنسان أمام الخطف والإختفاء القسرى والإعتقال خارج القانون والقتل وسفك الدماء والتهجير والنزوح وما خفي كان أعظم !! .. ويكفي ماصرّح به السجين المواطن ” بوزيد دورده ” حين قال : ( تتحدّثون عن العدالة وحقوق الإنسان وأنا لاأستطيع أن أتصل بمحامي للدفاع عني ..) .. إن أى دولة أو نظام أو كيان سياسي أو إنتفاضة أو ثورة تنهج الظلم وتقمـع الإنسان التي تدّعي أنها قامت من أجله .. ستنتكس لامحالة وتنهال عليـــها اللعنات ويطويها النسيان !! .. وياأسفي عليك ياوطن !! ..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • العابر_2017

    صدقت ما تعديت الحقيقه ف ! اللعنة على الخونة والمخادعين والعملاء !! يُدجّلون علينا ويكذبون !!
    الله يقطع نسلهم ويطفي عيونهم ويحرق كبدهم زي ما يليعوا فى المواطن البسيط والمريض الذى يحتاج الى السيوله والكهرباء .الحكومات كلها ونواب الهم وتجار العازه ومرابين الدولار الله ينتقم منهم زي ما خلونا فى الظلام وجيوبنا فارغه ويبليهم بمرض هما وصغارهم ونساوينهم ويخليهم يتبولو على انفسهم ويقضوا حاجتهم على ملابسهم زي ماخلو حرائر ليبيا يلبسوا الشملات امام المصارف وما خفي كان اعظم يعطيهم البلا ما عاد خلو فيها شئ الاوباش.

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً