البرلمان المشطور.. ومحنة الدُستور

البرلمان المشطور.. ومحنة الدُستور

الأعضاء الذين يجب أن نسميهم (السماسرة النواب) (90%) منهم، كانوا بسلوكهم السياسى والشخصى على مدى سنوات من الـعــُجاف الماضية، وسيبقوا أغلب الظن… سببٌ فى عضـِّـنا جميع الليبيين لأصابعنا، ندماً على التصويت لهكذا (مستوى رخيص) من الأعضاء (المقاطعين منهم قبل المداومين) مماً ماتت ضمائرهم، وهم لا يهدأون فى تجوال الكولسة والسمسرة، بين مدن غرب وشرق ليبيـا، يتزردون (ولائم النزهات) فى مزارعهم، ومن لم يكن له قبل أللا مجلس مزرعة، أو حتى بيت أرضى!!!… اشترى له دزينة مزارع وفيلات ومنهم من صار إقطاعى وإمتلك إطياناً؟؟؟ ولماذا لا، إنها فبرايور ربيع الحُذاق وإمامهم ليفى… التى يفترى يـُـتخـَم فيها المسؤول السياسى، ويموت ويفتقر ويتشرد ويجوع ويتعرى ويمرض فيها أهل تاورغاء، وباقى أبناء الشعب المقروح، ضحايا أنبياء كذب ثورات الشرق الجديد.

نعم، وعدا قلة قليلة من الشرفاء، الذين إستقالوا وأقله من تركوا الوطنى والمجلس… وعدا 10% (على الأكثر) من البقية الباقية اليوم فيهما… مللنا ونحن نراهم يتسكعون بين عاصمتى دولتى الجوار، من أجل الإبتزاز وعقد الصفقات اللا سياسية واللا تجارية، والـتـنـزُه فى شرم الشيخ والحمـَّـامات وسوسة، وكأن مراكز إحساسهم تجاه شعبهم،  صنعت من بلاستيك، يتأمرون بفعل أىُ شىءٍ يـُـطيل أزمته، لتطول معها أيام مكاسبهم وسجادتهم الحمراء… غير مكثرتين بفعل ما يـُـمكن أن يـُساهم فى إخراج الوطن من محنته، وآخر خطط بعضهم الرخيصة، تأمرهم على وأد الأمل، الذى يا دوب فرحنا بولادته العسيرة والمتأخرة، آلا وهو مشروع الدستور… لماذا لا يجعلوا من عملية تسهيل، والتعجيل بالإستفتاء على الدستور، فرصة غفران، لذنوبهم السياسية والأجتماعية المـُـركبة؟!.

أنا نـُـقـدّر، أن الدساتير، تــُـصاغ فى ايام السلام والوئام الأجتماعى، وإستتباب الأمن والطـُـمأنينة… وليست فى زمن الحروب والنزوح والهجرة، واللا أمن وشظف العيش… ولكن يا سادة… وضعـُـنا فى ليبيـا خاص جـــــــداً، حيث القتل والدمار وغياب الأمن وشظف العيش، والإبتلاء بحشرات وهوام مشهدنا اللا سياسي العـِرة، كل يوم تزداد أعدادها، ومن يركب، لا ينزل، مسلحة بأعلى مرتبات فى تاريخ ليبيـا، غير كل عجائب السمسرة القذرة لأغلبهم، فى قوت وأرزاق الشعب (مثيلهم الثنى، يحتفظ بملفات فساد عدد كبير منهم)… يلوون فى سبيل الكراسى، عنق المنطق بحجج لا منطقية وليست قانونية… تلك الشرذمة (الفاسدين والعملاء وعرَّابى الأستعمارات، فى كمشة الحكومات) لا يمكن إزالتها، إلا بمشروع الدستور، لعله يكون المبيد، الذى وإن لم يؤدى الى تساقطها كلها، فأغلبها… الشعب، كالوالدين، لا يتمنى لهم الموت والتهجير، كما هم قتلوه وهجروه (ومعصوا) أكباده… بل لهم أن يبقوا فى إستراحات مزارعهم، وليهيموا على شواطىء شرم وسوسة، مع عشيقاتهم وفواكه بحريهم  الأحمر والأبيض، فيحموا أكبادهم من سهام حقوقنا… مقابل (فقط) أن يتركوا للشعب (كل) الشعب (سبتمبرى وفبرايورى) شأن الوطن.

مشروع الدستور، مثلى مثل غيرى، لم نجد فيه (من جانبى)  كل ما نرى أهمية وجوده، بل قرأتُ فيه كثيراً مما لا (نراه) صواباً، على سبيل المثال (ليس الحصر) “الأسلام هو المصدر الوحيد للتشريع” حيث يجب أن تكون “الرئيس” وليست “الوحيد” بمعنى إعطاء فرصة لأجتهاد عقل الشعب، لا إلغاؤه، بما لا يتعارض مع الأسلام “وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” ولكن لابد أن نـُسلـِّـم بأن إرضاءَ كل الناس، غاية لا تدرك، قد يطول إنتظارُها حتى قيام الساعة ولا ندركها… لذلك… لا يجب أن نقرأ مشروع الدستور، إلا بعد تجرُدنا (كـُـلـيــاً) من أهوائنا ونظرتنا الشخصية (الأنانية الضيقة) أو الجهوية/المناطقية/العرقية… نقرأه فقط بعد التسلـُـح بأهم مبدأ وطنى لنا… هو> “ليبيـا واحدة موحدة، بالكل وللكل… لا إقصاءَ ولا تهميش فيها لأحد” من عهود سابقة أو حالية، فلكل عهدٌ، ما له وما عليه.

كما لايجب إغفال إن الصياغة تمت فى ظروف حرب ميلشياوية قذرة مـُـدمـَّـرة، على بعضنا البعض، من أجل المال والسلطة + حرب ابناؤنا وأخوتنا بالجيش، جنوداً وداعمين مدنيين له على الأرهاب، من برقة ومن كل مدن ليبيـا… فلنأخذ إذاً بالحكمة الخالدة لبورقيبة “خذ وطالب” وبعد إستكمال بناء الجيش الوطنى، الذى حرر بنغازى العصية وكل برقة ومستمر فالتحرير الكامل لليبيـا من الأرهاب، ليعم كل أركان ليبيـا، ومن ثم يتحـقـق الأمن والآمان، فبناء الدولة وتفعيل سلطاتها… يمكن لنا عندها، القيام بتعديل الدستور وفق ما يقارب اغلب رؤانا… (الله يستر بيوتكم) دعونا نصوت على هذا المشروع المُـتاح، ونتجه لتحقيق ما أسلفنا هنا… إذ لا مخرج لنا سواه.

ولأعضاء هيئة الدستور، الذين صوت 43 من 44 (حضروا) على مشروعه، أى بنسبة الثلتين + ثلاثة، فى ظروف صعبة، ألف تحية، ونقول لهم، إن مهمتكم لم تكتمل، بتسليمكم المشروع الى المجلس… حيث (كمشة من اعضائها ) تقبع هناك، وتتربص به… ففى حالة نجحوا فى عرقلة إصدار قانون الأستفتاء ولو بتفصيل حكم قضائى لذلك!… عليكم بالذهاب الى الشعب مباشرة، من خلال المفوضية العـُـليا للأنتخابات، وإننا لواثقون، من قولـه (نعم) أولاً لقناعة (أغلبية) الشعب فى برقة، وكل الغرب وكل الجنوب، و 3 ملايين ليبى فى الخارج، بأهمية صدور الدستور، وأقله، نكاية البعض فى أللا مجلس، ألذى تأذى منه، كل الشعب وحتى الدواب من تصرفات وسلوك (سفهاء أعضاؤه) عندها وفقط، تكونون أعضاء هيئة الدستور، قد أتممتم علينا مهمتكم… أللهم أجمع صفنا على كلمة واحدة سواء، وأرِنا الحقَّ حقـّـاً وأرزقنا إتّـباعه… أللّهـُـم آآآمين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً