الأزمة الليبية ما زالت بعيدة عن الحل الشامل

الأزمة الليبية ما زالت بعيدة عن الحل الشامل

هذا ما يراه كثير من المراقبين على الرغم من تفاءل البعض بخطة سلامة والمفاوضات الجارية بتونس.

الأمين العام للأمم المتحدة يقول “لقد عانى الليبيون طويلا ويستحقون السلام والعيش بسلام في ديمقراطية وازدهار”، كلام جميل ولكن غير معقول، هكذا علق أحد المتابعين للوضع الليبي على ما قاله السيد الامين العام، فأي ديمقراطية وأي ازدهار يتصوره سعادة الأمين العام في بلد يفوق فيها عدد المليشيات المسلحة عدد المدارس.

السيد سلامة رغم علمه بالأوضاع الكارثية التي يعاني منها المواطن والتي دكرها فى كلمته لمجلس الأمن فقد اختار القفز إلى الحل السياسي مباشرة وفضل سياسة الهروب إلى الأمام كسابقيه ليون وكوبلر دون أن يعير أ اهتمام إلى الملفين الرئيسيين في الأزمة الليبية وهما الملف الامني والملف الاقتصادي.

أي اتفاق سياسي سيبقى مجرد حبر على ورق مالم يسبقه حل حقيقي للملف الأمني والاقتصادي وعليه فان مبادرات مبعوثي الأمم المتحدة إلى ليبيا ستضل في إطار الالتفاف على الحل واهدار مزيد من الوقت الثمين لحل الازمة الليبي.

الوضع الأمني الشائك والمعقد يقف عائقا خطيرا امام اي حل سياسي في ليبيا نظرا للانتشار الواسع للسلاح وتغول المليشيات وسيطرتها على مفاصل الدولة الهشة اصلا وهدا يطرح تساؤلا مشروعا عن وجود اي ضمانات لتطبيق اي اتفاق سياسي وان لا ينقلب أحد أطراف الاتفاق على الاخرين ويلجأ الى استخدام السلاح كما حصل في الماضي من انقلابات.

كان على السيد سلامة الدعوة والحشد لخطة عملية بمساعدة المجتمع الدولي لنزع سلاح كافة التشكيلات المسلحة المتناحرة في ليبيا ووقف تدفق السلاح الدي لم يتوقف مند 2011 من عدة دول اقليمية ودولية والتي تدعم أطراف النزاع في البلاد

بالتوازي مع الملف الأمني يشكل الملف المعيشي والاقتصادي عقبة اخرى امام نجاح اي اتفاق سياسي قد تتوصل إليه الاطراف المعنية في الازمة الليبية. ولا أعتقد ان هناك من يعول على مشاركة فعلية وجادة للمواطن الليبي الغارق في همومه نتيجة الانفلات الأمني وتردي الوضع المعيشي والمتمثل في ارتفاع الأسعار والنقص الحاد في السيولة مما يضطر المواطن إلى قضاء ايام في طوابير طويلة أمام المصارف ناهيك عن الشح الشديد في البنزين وغاز الطهي إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

بالعودة الى الحل السياسي فالملاحظ أن معظم الليبيين لا يأملون في اي حل قريب للازمة وذلك لأنهم لا يرون اي تغيير في أدوات الحل وهدا يفسر غياب الاهتمام بمقترع غسان في الشارع الليبي حيث يرى الكثير من الليبيين ان عدم تغيير لجان التفاوض واستمرار نفس الوجوه ونفس الجهات التي انتجت اتفاق الصخيرات سيؤدي بمفاوضات تونس الى نفس مصير اتفاق الصخيرات والنتيجة مزيد من المعاناة ومزيد من الانقسام.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • ليبي أصيل

    المقال يريد أن يوضح للمواطن أن العربة يمكن لها أن تعمل إذا وضعت أمام الحصان، فالمليشيات جميعها تابعة لقوى سياسية تستمد منها شرعيتها وتتقاسم معها الغنائم، والإقتصاد لا يمكن حله دون وجود حكومة واحدة وسياسات مالية ونقدية موحدة

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً