نعم لإستجواب السيد مصطفى عبد الجليل

نعم لإستجواب السيد مصطفى عبد الجليل

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

لازالت عقول الكثير منَا تكبَلها تأثيرات ثقافة حاكمية مضادة للديمقراطية وللحرية والعدالة, فبدلا من أن ندفع في اتجاه العدالة القضائية والمساواة بين الليبيين أمام القانون كمواطنين بغض النظر عن صفاتهم الاعتبارية, ها هم البعض يتقهقرون للورى خطوات ويكرَسون بذلك مخالفات وانحرافات كانت سمة عهد الديكتاتورية وسلطة الفرد الواحد المتحكم في كل شيء والمنزه عن كل شيء والمستثني من كل شيء!!

كنت أتوقع أن تخرج مسيرات حاشدة تؤيد المحكمة وتؤكد على ترسيخ العدالة الحقيقية بين أبناء الشعب وترفع شعارات تنادي بالمساواة بين الليبيين في الحقوق ومن بينها الحق القضائي, كنت أتوقع أن تخرج الجماهير في مسيرات عفوية تحيي السيد عبد الجليل على شجاعته ونزاهته ووطنيته وامتثاله لطلب العدالة كمواطن ليبي حر وان تقدم له دروع الفخر لأنه استنَ سنَة حميدة لم يفعلها قبله احد في تاريخ ليبيا, فكانت له الريادة والسبق عندما جسَد في سابقة فريدة معاني المساواة بين المواطنين أمام المحاكم قولا وفعلا.

ليس اشرف لرئيس في بلد ما, من أن يجد نفسه تتوَجه الجموع بعفوية وصدق بأسمى تيجان الوطن وارفع النياشين حبا وعرفانا بما قدمه خدمة لوطنه وشعبه عندما كان في موقع المسئولية.. تتوجه الآن مواطنا عاديا بعد أن سلم المسئولية لغيره طواعية وعن طيب خاطر, ففتح الطريق ولأول مرة أمام مبدأ التداول السلمي للسلطة في ليبيا وغادر المنصب ليعود مواطنا عاديا بما تحمله الكلمة من معاني هذه هي تجلَيات حب الوطن حين تظهر على محيا الأبطال الذين يصنعون التاريخ ويحفرون على صفحته نقوشا لا تؤثر فيها عوامل الزمن.

إذا تجمَل أيها السيد المستشار بالصبر وتسلَح بالحكمة ولا تترك للوهن مجالا للتسلل إليك واجعل من ثقة المخلصين في أنفسهم ثقة لك في نفسك وواجه ما يمليه عليك الواجب بالشجاعة التي عرفناها عنك وبالبساطة التي عهدناها فيك. إن الرجال مواقف وهذا موقف آخر من مواقف الرجولة, مواجهة الحقيقة بثبات المؤمنين وعزيمة المخلصين.. تقدم كما عهدناك ودع العدالة تأخذ مجراها فأنت بذلك ترسم طريقا جديدا لمعاني الديمقراطية يتلمسه الليبيون من بعدك أثرا جميلا طيبا.. لا تتردد فهذه هي اللحظات التاريخية الحاسمة للأفعال التي تصنع التاريخ وهذا هو الفرق بين ما قبل الثورة وما بعدها لمن لم يفهم بعد..

لذا نعم لاستجواب السيد مصطفى جبريل لأن ذلك تاجا وفخرا له لامنقصة فيه! ونعم لأن ذلك دعما لمسيرة الحرية والعدالة في ليبيا الجديدة ليبيا الديمقراطية…ليبيا التي لن تبنيها العواطف والمجاملات..ليبيا التي تبنيها الأيادي الواثقة المخلصة التي لم ولن يتسلل وهن الماضي إلى عروقها النابضة حبا للوطن حتى الموت!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

  • خير انشاالله

    شكلك مفلس ياسيد عبيد وماعندك ماتقول ..محاكمة المستشار ومنعه من السفر والضجه هذى كلها عشان ايش وكأنه الراجل مذنب وقاتل ..من العيب ان انشهروا بالراجل اللى خاطر بحياته وتقبل المسئوليه وعرض روحه للموت عشان ليبيا ونديروه مجرم ..ياريت اتدوروا على القاتل الحقيقى وتحاكموه صحيح

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً