المؤتمر الوطني القادم.. فرصة الوطنيين الأحرار

المؤتمر الوطني القادم.. فرصة الوطنيين الأحرار

المؤتمر الوطني الجامع المزمع عقده قريبا وحسب خطة الامم المتحدة ومبعوثها المخضرم سلامة سيكون فرصة تاريخية للقوى الوطنية لتأخذ مكانها وتدلي بدلوها وتفدم تصوراتها في كيفية انقاذ الوطن من براثن العصابات المتحكمة والتي لا تملك الا تأزيم الاوضاع كي تبقى..

السؤال.. هل بإمكان المؤتمر اعادتنا لكي نكون شعبا كريما محترما ونستطيع الإطاحة بالفساد والمفسدين؟

الإجابة.. إن هذا يتوقف على مدى الاستعداد لتقديم المشروع والرؤية المنقدة بعيدا عن هواجس الثأر وتصفية الحسابات.. لابد للقوى الوطنية وهي تدخل هذا المؤتمر من التسلح بمشروع وطني حقيقي ورؤية تحيط بالواقع خاصة وهي ترى مستوى الحمق الذي وصلت اليه النخب السياسية.. لابد من تكاثف حقيقي للوطنيين الغيورين مع بعضهم البعض عبر صياغتهم لعقد اجتماعي وطني جديد ينتشل الوطن ويسمو عن الجراح ويوطد للمواطنة المسئولة يكون العدل والاخاء اساسه.. بعد رؤيتنا لعبث العابثين ممن اجتمع في تونس ومماطلاتهم وتسويفهم فإن المؤتمر سيكون الفرصة التاريخية ليلتقي الجميع ويعود الجميع للجميع بلا احقاد او ضغائن.. إن مستوى العبث والضلالة المراد لها في ليبيا تفوق التصورات ومعولهم في ذلك ابنائنا الخونة وأولادنا الرخاص..

منظومة القيم لدى النخب تترنح وبالتالي لا يمكن لعاقل ان يسلم امره ما بالك بأمر الوطن كله لمجموعات تعاني في قيمها وانضباطها وسلوكها.. لهذا لابد لنا من حل معجز وتوافق منجز.. لأجل ابناءنا واهلينا.. لأجل من صارت كرامته في الوحل.. لأجل من كان عزيزا حيثما نزل وحل.. نسبة نجاح المؤتمر ستكون على حسب نسبة التجرد للوطن والتنازل له واعطاء ضمانات الطمأنة لبعضنا البعض.. ولن ينجح المؤتمر الوطني الجامع إذا تم استبعاد أي طرف مهما كان هذا الطرف ولن ينجح المؤتمر إذا لم يكن الوطن وانقاذه فقط هو الهدف ولن ينجح المؤتمر إذا كان الهدف هو مباركة المحاصصة والمقاسمة بين القوى الحاكمة والمتنفذة.. نجاح فريق الوطن صاحب الأغلبية والمتمثل في القوى التي طحنت وابعدت واقصيت يكمن في وجود مشروع واحد موحد لديها تناضل لأجل اقراره وليس مجرد كلمات انشائية وبكائيات على الإطلال.. لابد من حصر المشروع في كيفية لم الشمل وانقاذ الوطن والاهل من مخازينا وشهواتنا ليس لأجلنا بل لأجل مستقبل أبناءنا..

لم الشمل وانقاذ الوطن يتمثل في اعادة الروح للمواطنة واشعال لهيب الغيرة على السيادة الوطنية.. لابد ان يكون المشروع المقدم يشمل خطوات واضحة ومحددة بتوقيت زمني.. فريق اللصوص والجلاوزة سيكون حاضرا وبقوة داخل المؤتمر وسيحاول تقديم المناصب والأموال لكي يستمر حاكما ومتنفذا.. أي انهم سيقدمون لكم حقوقكم ليضحكوا بها عليكم وعلى أبنائكم.. لابد من الإصرار على تحييد المواطن ورزقه من هذا الإسفاف.. لابد من الاقرار دستوريا بحصة واضحة ومحددة ومعلنة من ايرادات النفط لكل عائلة ليبية توضع في حسابها وايضا نسبة واضحة ومحددة تستقطع للأجيال القادمة.. بهذه الخطوة ننزع الضغينة ونوجه الاجيال للإنتاج وليس للتكالب على المناصب السبيل الوحيد البسيط والسهل للإثراء ومن ثم الفساد.

ثانيا.. الاشتراط دستوريا أن يكون الوصول للوظائف من الوزارة حتى الادارة حسب التخصصات والمؤهلات العلمية والمهنية تدقق فيها لجان فنية محضة للتأكد من قدرات المتقدم والمترشح للمنصب ومدى اهليته لتولي الوظيفة.. مع العمل بصدق على أحياء المؤسسة العسكرية كمؤسسة وطنية محترفة وجمع السلاح من القوى المليشياوية وتفكيكها وإعادة تمركز القوات المسلحة النظامية في نقاط محددة خارج المدن وعلى الحدود واقامة أمن داخلي يتولى حفظ الامن داخل المدن مما يمهد للقضاء القيام بدوره للبث في القضايا والفصل بين الخصوم وتجذير العدالة.. إذا لم نفعل ذلك فلن تفيدنا الانتخابات لأنها ستكون محسومة ومقررة سلفا بل يجب علينا جعل الترشح والانتخابات مهما كانت نتائجها لا تمس المواطن في لقمة عيشه ولا في دوران عجلة الاقتصاد.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

اترك تعليقاً