د. بن زير.. اعتراف «ترامب» الكارثي في ميزان القانون الدولي

عين ليبيا

علق الدكتور «رمضان بن زير» أستاذ القانون الدولي والأمين العام المفوض للمركز العربي الأوروبي لحقوق الانسان والقانون الدولي، على قرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، جاء فيه..

أعتقد من المفيد بعد هذا الإجراء غير المسؤول من رئيس أكبر دولة في العالم، بنقل سفارته إلى القدس، أن نُشير إلى أن المجتمع الدولي لا يعترف إطلاقا بسيادة إسرائيل على القدس التي تضم العديد من المواقع الإسلامية والمسيحية واليهودية. وفد أحيل ملف مدينة القدس إلى الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وقد صدر عنها قرار تدويل المدينة في 29/11/1947م.

كما أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادة إسرائيل على القدس الشرقية مند احتلالها في حرب حزيران/يونيو عام 1967م، ولا يعترف أيضاً بالمستوطنات، بل إن المجتمع الدولي يعتبرها غير قانونية، وفق ما أكده القانون الدولي العام بالرغم من اعتراض إسرائيل على ذلك.

النقطة الأخطر في الموضوع أن الأمريكيين يحاولون اختراق القانون الدولي العام من خلال نظرية الأمر الواقع أو الاعتراف بالواقع (متل حكومة الأمر الواقع عندنا التي لم يتم اعتمادها من المجلس التشريعي).

إن ما قام به الرئيس ترامب سوف يؤرخ في التاريخ على أنه خروج عن الإجماع الدولي.

وإن ما قام به هو تنفيذ لما قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية بانه سيعترف بالقدس كاملة، الشرقية والغربية، عاصمة أبدية لإسرائيل، ضد فكرة حل الدولتين بالرغم تراجعه عن ذلك.

كان من الأفضل الاستمرار في فكرة أن حل القضية الفلسطينية يكمن في قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

إن ما قام به ترامب خطوة خطيرة غير محسوبة النتائج القريبة والبعيدة، سيكون لها ارتدادات وانعكاسات سلبية على الأمن في المنطقة بالكامل، وهي خطوة يصبح من الصعب بعدها، إن لم يكن من المستحيل، تحقيق حلم الفلسطينيين بقيام دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً