لماذا الكوادر الوطنية الحقيقية لم تجتمع حتى الآن؟

لماذا الكوادر الوطنية الحقيقية لم تجتمع حتى الآن؟

كل من يحلم بعودة البحبوحة ورغد العيش هو واهم.. كل من ينتظر تحسن الاحوال في وجود اوباش السلطة هو واهم.. كل من يعتقد ان هؤلاء سيتركوننا في حالنا هو واهم.. هم استعملوا كل شيء.. الدين والمال والسلاح والتاريخ.. استنجدوا بالقريب والبعيد كي يصلوا للسلطة ويبقوا فيها.. الشعب الليبي في الأسر.. ومن يأسر هو مجرم ارعن لا يملك من مقومات الانسانية او الرجولة أي شيء.. هم يتصورون ان اختلاقهم الازمات واصطناع الخلافات فيما بينهم سيطيل اعمارهم السلطوية او يؤخرهم عن يوم لامحالة هم ملاقوه أو يجعلنا نصدق وعودهم ونغمض اعيننا عن النهب والسلب الذي ما فتئوا يمارسونه بكل السبل.

يا أيها الشعب الليبي الطيب حكامكم يزورون كل شيء حتى يبقوا حكاما وسادة لهذا لاشي حقيقي فيما ترونه.. تمثيليات وادوار متبادلة.. فأين أنتم ايها الوطنيون؟ اين ردكم واين ردود افعالكم؟ اين المشروع المضاد الذي يكشف زيف هؤلاء ويقلب الطاولة عليهم؟ اين رؤاكم وافكاركم وتصوراتكم؟ اين الهجمة الحضارية المنتظرة ضد هذا الاسفاف والتدني والقذارة؟

لا يجب الانتظار أكثر ولابد من الاجتماع.. لابد من ايجاد بدائل مجدية مستوعبة للمرحلة ومقتضياتها.. لابد من وجود كوادر وطنية تلم بالمحيط وتفهم التغيرات وتتفاعل مع الاحداث بحضور وقاد.. لابد من احياء شبكة التواصل مع الدول الفاعلة وعرض قضايا الوطن عليها بغية جلب مناصرين ومساندين.. لابد من توسيع حلقة الاصدقاء وعدم ترك المجال لشخصيات معينة او محددة قد تكون مخترقة او متهاونة.

لابد من اعداد خطط التحرك لإنقاذ الوطن من براثن هؤلاء ..خطط طواري  تحوي معالجات وطنية علمية لمشاكل الوطن والمواطنين وكيفية الخروج من الازمة ..لابد من استنهاض الهمم ولو عبر انشاء حكومة وطنية في الظل بها كافة الوزارات تتابع كل الواردات والصادرات والتصرفات وتجمع القرائن والادلة وتفضح الالاعيب والاختلاسات في كل القضايا والاحداث ..حكومة لا تملك القرار ولكنها تملك الواقع والحقيقة ..بها نحفظ وطننا من هذه الاختراقات التي يراد بها تفتيت وحدتنا الوطنية وطمس هويتنا والتلاعب بمقوماتنا وتراثنا ونسيجنا الوطني ..من خلالها يمكن ايصال الصوت الى تلك الدول التي لا ترى الا هؤلاء فتعتقد انهم كل الوطن والبقية ارهابيون او معكرون.

كيف نترك هؤلاء يفعلوا ما فعلوا ونعول على النوايا الحسنة والاحلام السعيدة بينما البقية الوطنية تتفرج وتتأمل.. كيف يستطيع الباطل الانتصار على الحق؟ كيف بإمكان الخيانة والغدر والسرقة والرذيلة التغلب على الشرف والفضيلة والاخلاص؟ كيف استطاع هؤلاء ومنذ 2011 بفسادهم وقلة حيائهم بخيانتهم وقلة مرؤتهم بعمالتهم وقلة ايمانهم وحتى هذه اللحظة الوقوف على اقدامهم والتحكم في مصيرنا والعبث بمستقبلنا دون ان نحرك ساكنا؟ كيف بإمكان هؤلاء رغم العهر والخسة والوضاعة ان يستميلوا الانفس ويطاعوا.. هل من مطمع في خيرهم او برهم بعد ان احالوا الوطن هشيما تدروه الرياح؟ هل بإمكان هؤلاء مع هذه المواصفات والصفات ان يبنوا لنا دولة او نطمع منهم في نعمة هل بإمكان هؤلاء ارساء العدالة وترسيخ الشفافية.

والله انها لحماقة منا انتظار اهتمامهم بحالنا وهم لا يفرحون الا باليوم الذي نحتاج فيه إليهم حتى يزيدوننا رهقا على رهقنا وذلا على ذلنا.. يا ايها الشعب المنكوب لا تبيعوا لهم اصواتكم بحجة الفاقة والحاجة فانهم ان فازوا زادوكم مجاعة.. يا ايها الشعب المطحون لا ترضوا الا بالكفاءة تسودكم ولو كانوا من غير ابناءكم فحكامكم كذبة فجرة ووجوههم ترهقها قترة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

التعليقات: 2

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً