نظام القذافي كفاءات وخبرات وفوضى فبراير…

نظام القذافي كفاءات وخبرات وفوضى فبراير…

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

لم يكن نظام القذافي ليستمر على مدى أربعة عقود بما فيه من سيئات وحسنات  ولم يكن في ذلك الثبات والاستقرار الامني والمالي والاقتصادي والاداري والمعيشي وغير ذلك الا لانه اعتمد في نظامه على كفاءات وخبرات ولم يعتمد في ادارة الدولة الليبية على السقط والسفلة كما اعتمدت فوضى فبراير وامام ماقدمته هذه الخبرات والكفاءات في الحدود التى سمح بها نظام القذافي فمن الظلم وصفها بأعوان القذافي وإسقاط وصفها بأعوان  الشعب الليبي بما كانت تقدم من تسيير عام لحياة الشعب هو مقبول مع مايحدث الآن في فبراير من تسيير منحط مبطل ، قد كانت هذه الكفاءات والخبرات اعوانا للقذافي ولكنهم بالمقابل كانوا اعوان للشعب الليبي وماقدموا لازال باقيا الى الآن حتى في بضع سنوات فبراير المبضعة المبغضة فلازال الشعب الليبي يعيش بما قدموه في حين لم تقدم فوضى فبراير الافتحا من البلايا على ليبيا وشعبها وهذه حقيقة تتساقط حولها المجاملات مهزومة فلازال يعيش الشعب الليبي بما انشأ هؤلاء في نظام القذافي بدأ من الكهرباء والى المياه والى الطرق والى المدخرات والخزائن المالية المتخمة والتي نهبت بالمقابل في عهد فبراير والى المدارس والمشافي والمصارف والادارات الخدمية في حين ولا اي انشاء ولا اي نماء في عهد فبراير  الا بلاء يجر بلاء وقد قدم هؤلاء  مستوى معيشي لليبيين وان كان ليس ممتازا ولكنه مقبول امام فقر وجوع وتعري الشعب الليبي في سنوات فبراير وغير ذلك فلقد كانت الأرواح البشرية  والممتلكات والاموال العامة والخاصة محمية حماية كاملة ومن لايعلم فإنني اعلمه بأقصوصة  هى مثالا اخبرني بها بعض الصادقين الثقاة حول حماية اموال الشعب بل الغيرة على هذه الاموال في عهد القذافي وتبقى حادثة تاريخية تحسب لنظام القذافي.
«حدث في عقد التسعينات ان وزيرا من وزرا القذافي ارجح بانه وزيرا للمالية تعرض للتوبيخ والتقريع من القذافي بسبب آراء هذا الوزير وقيل ان القذافي ضربه بأنية إطفاء السجائر في قاعة من قاعات الاجتماعات فكتم هذا الوزير غيظه حتى انتهى الاجتماع واتجه هذا الوزير الى اموال وزارته واختلس مبلغ من المال كان على وجه التقريب بقيمة سبعة ملايين دينار ليبي وهرب الى بريطانيا وعند اكتشاف اختلاس المال وفرار هذا الوزير استنفر نظام القذافي اجهزته بما فيها سفارة ليبيا في بريطانيا التى تحولت الى خلايا عمل لارجاع الاموال العامة المنهوبة ولم تهدأ اجهزة الدولة الليبية ولم تهدأ سفارة ليبيا في بريطانيا حتى تم إرجاع  السبعة ملايين دينار كاملة».
 وفي فوضى فبراير دياثة وديوثين على اموال الشعب، ليس سبعة او عشرة ملايين دينار بل مئات الملايين من الاموال العامة التى هربت وسرقت من الوزارات والادارات والشركات والاجهزة العامة بل مليارات سرقوها ونهبوها وببهتان فاضح من سفلة الطباع وسفلة القول قيل انها صرفت قرطاسية  وصرفت على كهرباء ولا كهرباء في ليبيا وصرفت مرتبات ولامرتبات في ليبيا وصرفت على الصحة ولا صحة في ليبيا  وصرفت على التعليم ولا تعليم في ليبيا وصرفت على الأمن ولا امن في ليبيا وصرفت على ادارات ولا ادارات في ليبيا الا عصابات فيها من الخسة ما لايعقل .
ببساطة نظام القذافي لديه سيئات ولديه حسنات وما حسناته الا لانه اعتمد في ادارة الدولة على الخبرات والكفاءات في الوزارات والادارات والشركات والسفارات وكافة اجهزته وهذه الكفاءات والخبرات ذاتها المسجونة في ليبيا او المهجرة خارج ليبيا او المركونة في بيوتها وكان اعتماد دولة الفوضى في فبراير على اللصوص والجشعين والطامعين والسفلة وبما كان في قاع المجتمع الليبي من حثالات الا القليل منهم ولهم احترامي .
  اي نائب عام وأي قضاء واي اجهزة رقابية ومحاسبة واي وطنيين واي شرفاء واي دين واي اخلاق في ليبيا ولصوص من المجلس الانتقالي وما تلاه من حكومات  نهبوا وسرقوا خزائن الشعب الليبي وينعمون في خارج ليبيا وداخلها بما سرقوا دون متابعة  ودون تحقيق او تقصى للاموال المسروقة بينما من لم يثبت عليه نهب اموال عامة مودع في السجون امثال بوزيد دوردة ورفاقه .. أي عدالة جوفاء واي اجهزة رقابة ومحاسبة  خرقاء ومن افرغ خزائن الشعب الليبي نهبا وسرقة وهدرا ومن قطع دخله من النفط حرا طليق ومن ادخر وجمع واتخم خزائن الشعب الليبي بالاموال سجين كبوزيد دوردة ورفاقه .. اي عدالة واي قانون ظالم مظلم واي عبث  ولعب اخرق بالقانون والعدالة ومن بنى المطارات والمدن وكون استقرار اجتماعي سجين ومن حرق مطارات وطائرات ونفط ليبيا ومن دمر مدنها وهجر الليبيين من العصابات وداعمي هذه العصابات من الحكومات احرارا طلقاء دون ردع ودون صدع في بلاد شرعنت فيها الجرائم .
نظام القذافي تجربة ماضية ينبغي الاستفادة منها والبناء عليها وليس قطعها في حين ان امتداداتها الاقتصادية والاجتماعية لازالت ممتدة في حياة الليبيين الآن بما انجزته هذه الخبرات والكفاءات ولا وجود لاي امتداد من فبراير في الحياة الليبية لعدمية الإنجاز فيه  فالشعب الليبي يعيش بما أنجز في عهد القذافي وهذه هى الحقيقة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 6

  • نعمان رباع

    كل الطرق تؤدي الى الوطن البديل

  • عبدالحق عبدالجبار

    ليتها تمطر نسيان لكي ننسى مساوئ الماضي و الحاضر ونفكر في المستقبل بتفاؤل ونحافظ علي ما تبقي من الوطن …قال لي احد الرجال الذين يشهد لهم بالطيبة وحب الوطن … اين المفر أينما تذهب انت هناك …. تتغير الحكام والحكومات والشعب واحد ومن اين يضهر هؤلاء الحكام والحكومات… اليس من الشعب الذي معظمه أغبر فاسد خائن سارق قاتل اكل اموال وحقوق اليتامي (جاهل حامل شهادات علية ) كلما ازدادت الشهادات كلما زاد الجهل….

  • ليبي أصيل

    يا أخي الأمر لا يوصف بالمظاهر بل بالأسباب والدوافع والمألات، أن تحكم شعب مغيب عن الواقع بالحديد والنار هذا سهل جدا، تصنع للشعب القانون الغاشم ولا يتكلم وتسلب حريته وأمواله ولا ينطق، نعم ستجد التعليم والصحة وإدارات أفضل من الكفاف الحالي، ولكن أن تحكم بعدل وحرية فهذا مستحيل لشعب تم تجهيله لعقود، أما الكفاءات فهذا عاري عن الصحة دوردة مثلا من معلم إلى الزراعة ثم الطاقة ثم المرافق ثم الأسكان ثم الخارجية ثم الأمم المتحدة وأخيرا سجن الهضبة … أين الكفاءات

  • مفهوم !؟

    قولة الأبله ( أمسح وعاود من الأول ) 99.7% من الشعب الليبي منافقيين لصوص مجرميين عملاء وخونة لوطنهم ، ولايخافون الله ، أنهم لايستحقون الحياة ، وحرام فيهم ليبيا كمشه جهله قطاع طرق أوساخ أوسخ من الخنازير، مهما لبسوا من البدل ومهما تعطروا بروائح باريس لعنة الله سوف تلاحقهم رويدآ رويدآ ، ولعنة الله على الجهلة من قواديين الأعلام الذين لاشرف لهم .

  • عثمان زوبي

    الحاضر مر ، ولكن الماضي علقم. ما قلته من أوصاف الأراذل الذين تولّوا المشهد السياسي في البلاد بعد ثورة 17 فبراير صحيح 100%. ولكن هذا الوضع لا ينسينا الجهلة ، والقوادين ، والمتعلمين الذين مارسوا الدعارة العلمية والأخلاقية الذين عينهم القذافي وزراء، ورؤساء مصالح حكومية أخرى في الداخل والخارج. هم لم ينهشوا الوطن الى العظم كما فعل اقرانهم بعد الثورة إلاّ لكونهم كانوا يعرفون بأن الزعيم سيجعلهم لحما مفروما تأكله الكلاب. القذافي كان يأتي بالسفيه وأخيه ليجعله مفسدا للبلاد والعباد بطريقة الجرعة لا بالقاتلة ولا بالمنشطة. لقد خرّب القذافي بعملائه (فلان وفلان وفلان ) كلّ مؤسسات الدولة حتى كان كل مواطن يئن من الواسطة، والمناطقية، والشللية، ومناسك وشعائر عبادة الصنم الذي كان اسمه القذافي. وأقول لك ياأخي مادام العدل مفقودا فالظلم يكون موجودا. وأينما كان الظلم كان الخراب. وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم فردا فردا. ويرونه بعيدا ونراه قريبا.

  • حسين مادي

    يا اخي القذافي استلم ليبيا بانقلاب سبتمبر وليبيا كان بها نظام راقي ودولة لها مؤسسات ودستور من اجمل الدساتير في العالم وقانون يطبق على الكل الا بعض التجاوزات مع انتشار المصانع الصغيرة والمتوسطة ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية تحت نظام واسس سليمة بالدولة … حتي جاء نكبة ليبيا لنشر الفوضى بالدولة ليبيا واهمل التعليم والصحة والنظام واصبح هو القانون والدستور واغتصب أملاك وهدم المصانع ونشاء جيل نشر فيه التخلف والجهل … وهذه الفوضى المنتشرة بعد ثورة فبراير هذا الذي زرعة الطاغية طيلة 42 سنة من الحكم الشمولي …تحياتي

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً