في اليوم العالمي للمرأة .. أرفعوا أيديكم عن المرأة الليبية

في اليوم العالمي للمرأة .. أرفعوا أيديكم عن المرأة الليبية

يقول طاغور الفيلسوف والشاعر الهندي العظيم”: إن الله حسن أراد أن يخلق حواء من آدم، لم يخلقها من عظام رجليه حتى لا يدوسها، ولا من عظام رأسه حتى لا تسوده، وإنما خلقها من أحد أضلاعه لتكون مساوية له قريبة من قلبه”.

وقد جاءت كل الأديان والشرائع السماوية والأحاديث النبوية لتؤكد على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، وتحذر الانتقاص من شأنها. ومع أن تلك الحقوق أقرتها التشريعات الوضعية وصانتها القوانين والدساتير والمواثيق الدولية منذ عشرات السنين، إلا أن البعض مازال البعض يصر على إهانة المرأة واعتبارها كائنا بشريا من الدرجة الثانية وغير مرغوب فيها، ومواطنا غير كامل الأهلية، لا تستحق الجلوس جنبا الى جنب مع الرجل في قاعة اكبر مجلس منتخب لأول مرة في تاريخ ليبيا وهو المؤتمر الوطني.

إن المطلب الذي تقدم به السيد عضو المؤتمر الوطني عن مدينة الزاوية قبل شهرين، والمتعلق بالفصل بين الجنسين ومنع الاختلاط داخل قاعة المؤتمر، وقوله ان هذا الأمر “سنحاسب عليه يوم القيامة، وان بعض الأخوات المتبرجات يلبسن ملابس ضيقة مما يؤدي لغضب الله على المؤتمر وبالتالي لن يسير المؤتمر الى الامام. دعوة صريحة لمحو تاريخ طويل من نضال وكفاح المرأة الليبية التي كافحت من أجل نيل حقوقها منذ بدايات استقلال ليبيا على أيدي رائدات فاضلات: المربية حميدة العنيزي،والمعلمة خديجة الجهمي ، وغيرهن من نساء ليبيا اللواتي حملن مشعل بناء نهضة نسائية ليبية.. .

ربما غاب عن ذهن عضو المؤتمر الوطني، منظر النساء الليبيات بالشوارع جنبا الى جنب في مرحلة تحرير ليبيا، رافعات علم الاستقلال يواجهن الموت ورصاص القناصة في ساحة التحرير، إلى جانب مساهمتهن الكبيرة في إيواء وإطعام وتمريض المقاتلين. وربما نسى كذلك وقوفهن جنباً الى جنب مع الرجل في مواجهة النظام الليبي الشرس والفاشي دون خوف ولا رهبة ، والدور العظيم التي قامت به زوجات ، وأمهات ، وشقيقات وبنات شهداء ابوسليم ، اللاتي بقين على عهدهن ، لاعبات دوراً كبيراً بإبراز قضية المعتقلين والمغيبين ، والشهداء ، ومن ثم انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا . رافضات للهزيمة ، وللظلم ، داعمات ومؤيدات لإنتفاضة 17 فبراير، منذ يومها الأول مساء 15 فبراير 2011، وصيحتهن المشهورة” نوضي نوضي يا بنغازي”. التي زلزلت عرش القذافي، ووقوفهن شامخات ومساهمتهن بفعالية في عملية تحرير الوطن، ومن ثم انتخاب المؤتمر الوطني الليبي، الذي يتشرف العضو المحترم بالجلوس على مقاعده الآن..

ان مطلب عضو المؤتمر، بفصل النساء عن الرجال، صفعة على وجه المرأة الليبية، وطعنة موجعة من مجلس منتخب، نعتبره حامي الحريات في البلاد، وفرمان عثماني جديد لا يستند الى عدل أو دين ينتقص من قدر المرأة وينال من حقوقها القانونية والسياسية والاجتماعية،ويمنح المتشددين ضوءا أخر للمضي في هدم كل المكتسبات التي حققتها نساء ليبيا على مدى سنوات طويلة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً