على وزارة التعليم أن تعمل أو تغادر ؟؟

على وزارة التعليم أن تعمل أو تغادر ؟؟

 

 

إذا أردنا إنقاذ بلادنا فلابد أن ننقذ أبنائنا منا ؟..انقاذهم من عجزنا وتقصيرنا وكذبنا واجرامنا ..ان حاجة ابناءنا لمن ينقذهم منا كالحاجة الى الاكسجين بالنسبة للكائن الحي بعد ان افسدنا الوطن والبيئة والمجتمع ..ان الفساد الذي نأكله ونتجرعه ونتنفسه وبتنا لانستطيع الفكاك منه كونه صار من اخلاقنا وادبياتنا وسلوكنا فإن وجود ابناءنا بيننا ومعنا سيجعلهم ناقلي المرض ولن يكون بأمكانهم الشفاء منه وبالتالي لن يمكنهم من مد يد العون لنا لانقاذنا وانقاذ بلدنا مما نحن فيه من أسفاف وفجور مستقبلا ..خلق تجمعات نظيفة خالية من الامراض والادران هو بداية عملية الانقاذ تلك ..وحتى تسهل علينا المهمة فإننا سنذهب كبداية الى أهم التجمعات والتي عن طريقها اذا استطعنا تخليصهم مما نحن فيه فاننا نكون قد وضعنا انفسنا على الطريق الحق وقد حاصرنا الفساد ولجمناه ولتكن البداية من أهم مرفق الا وهو التعليم ..أزمة العلم والتعليم في ليبيا لاتحتاج الى الكثير من المفهومية لندركها او نستوعبها وهي تحتاج لتدخل جراحي وليس تجميلي كما نفعل اليوم ..تفائلنا السابق بوزير التعليم تحول الى احباط وغضب ونحن نرى هذا التعاطي البائس مع حقيقة المشكلات ..ان بداية أي اصلاح يكون بالهجرة من المكان المعطوب ولايمكن اجراء اصلاحات بأطقم وكوادر فاسدة او في اماكن مؤبوة … العلم ملك لايقبل الا الاخلاص ..القصور والتقصير في النواحي التعليمية يأتي بسبب طرق الابواب عبر ردهات متخلخلة وقديمة ولاتؤدي الى المأمول وبالتالي التعليم لا تصلحه فقط مجرد تحسينات هنا او هناك كالذي يتم مع طلاب الشهادة الثانوية مثلا ..ان الاجهاز على الوطن شاركنا فيه جميعا كأفراد وأسر ومجتمعات ومن الظلم ان يتحمل الجريرة من لم يشارك او يشاور ولهذا المسألة تتطلب اجراءات استثنائية في البنى التعليمية ككل يقوم بها رجال استثنائيون مبدعون ..ان الهجرة تكون بأخراج العناصر الغير ملوثة واعني به ابناءنا الطلبة الى بيئة انظف وارحب ..البيئة الملوثة التي هي نحن معشر الاباء والامهات ..الشارع والزنقة والمحيط لابد من الفرار منها او على أقل تقدير حجر ابناءنا وفصلهم عنا في مدارسهم لتتحول تلك المدارس الى منارات للاشعاع العلمي والاخلاقي ..لم تعد هناك قدوة في المجتمع او القرية او الحارة يمكننا الاستئناس بها والتعويل عليها ..ان ماتفعله وزارة التعليم سيظل مسكنا لا اكثر ..ان مافي الصندوق اغلبه قد فسد وعلينا الاسراع بطرح الجيد منه والذهاب به الى حيث يجد القدوة في المهارة والمسلك ..تتحول المدارس الى مدارس داخليه يتلقى فيها الطالب كافة العلوم على ايدي اساتذة اكفاء بحيث يمكننا من كسب ذلك الوقت المهدور من حياة الطالب ومن خلاله يمكننا ان نجد الخطط الملائمة لمتطلباتنا الحياتية العلمية والتعليمية ..ان تحويل المدارس الى مراكز اشعاع هو السبيل الوحيد لمعايشة وتطبيق تلك العلوم الى واقع معاش ..ان الامر لايتطلب سوى النخوة والغيرة على الوطن ومن هذا المنطلق فإننا سنقضي على الاستاذ الفاشل الذي يملآ اركان مدارسنا وسنمنع تفشي الرذائل والمفاهيم المغلوطة وسنفشي روح الاخاء والمحبة بين ابناءنا بعيدا عن ضغائنا واحقادنا وتقسيماتنا ..ان فشل المجتمع رغم ادعاءه الاسلام والورع في انقاذ نفسه من براثن الواقع المؤلم يأتي نتيجة فشل الاسرة وغياب القدوة مما ترتب عنه اهدار طاقات ابناءنا وفشلهم وانخراطهم في ماهو مضاد للوطن والدين والعلم وبالتالي سقوطنا كوطن وأمة ..اعادة تأهيل المدارس لتكون حاضنة دائمة وبيئة وحيدة للطالب حتى تخرجه وفق الية محددة ستضمن لنا عدم ضياع الطالب بين المنقول له عبر الدروس والمناهج وبين الواقع المعاش المتردي..ان الفرار بفلذات اكبادنا بعيدا عنا سيمنحنا ويمنحهم الفرصة لبناء الوطن على اسس سليمة ونظيفة ..قد تكون بداية التطبيقات تتطلب التجربة وانخراط القطاع الخاص في التمويل اذ سنحتاج الى معامل ومسارح ومطاعم ومساجد تكون مرفقة بهذه المدارس اذ اننا سنحول هذه المدارس الى بيئة حاضنة للمعرفة والعلوم وان تكون ورشة علم وعمل دائمة فيها كل مايفيد الطالب والمجتمع ..وهذا الامر لابد من اشراك الجميع فيه ليتحملوا مسئولياتهم من منظمات المجتمع المدني الغير مسيسة الى القطاع الخاص الوطني وليس المرابي الانتهازي وللوطنيين الغير مؤذلجين او المنتمين للخليط السقيم من مذاهب دينية ونظريات علمانية الحادية …سنقضي بهذا التوجه على الكثير من الامراض التي بدأت تنخر جسمنا التعليمي كالدروس الخصوصية التي هي نتيجة لاهمال الاستاذ في القيام بواجباته تجاه طلابه بسبب ضالة قدراته وايضا استخفافه وقدرته على التهرب من اداء وجباته وجعل تلك الدروس وسيلته للارتزاق ووجود ادارات مدرسية تساعده على هذا الفساد وغير ذلك كثير مما لايخفى على وزارة التعليم واداراتها القائمة .

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المنتصر خلاصة

كاتب ليبي

التعليقات: 3

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي المنتصر خلاصة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … جزاك الله خير علي المقال … نقطتين مهمتين انا اعتقد كلمة الفساد المفروض تتغير الي الحرام … اما الوزارة فهذه القصة تسمي وزارة التعليم بالتعليم لأنة لا تعليم بدون تربية …
    اطفالنا وأبنائنا ناقلي آكلي شاربي نائمي المرض المزمن ( الحرام )

  • المنتصر خلاصة

    الى الاستاذ المحترم عبدالحق عبدالجبار ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..احببت ان احييك واشد على اياديك مثمنا حرصك ووطنيتك ايها المناضل الشهم وتقبل تحياتي .

  • مفهوم !؟

    قال الشاعر العربي الأستاذ حافظ إبراهيم فى قصيدة الأم ،
    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبآ طيب الأعراق
    والعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الأخفاق
    لاتحسبن العلم ينفع وحده مالم يتوج ربه بخلاق
    من لي بتربية النساء فإنها فى الشرق علة ذلك الأخفاق
    الأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مأثرهم مدى الأفاق
    ربو البنات على الفضيلة إنها فى الموقفين لهن خير وثاق
    الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبآ طيب الأعراق .
    ( للأسف المرأءة العربية ضاعت بجهلها وتقليدها الأعمى إلا من رحمها الله وهن قليل ).

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً